غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

ثقافة

من محمود درويش إلى نزار قباني.. أجمل القصائد التي كُتبت عن غزة

نتائج الثانوية العامة

لطالما كانت غزة في قلب الصراع التاريخي مع الاحتلال الإسرائيلي، منذ نكبة 1948 وصولاً إلى الحصار الذي فُرض عليها منذ 17 عاماً. فقد شهدت هذه المدينة الساحلية سلسلةً من الحروب الإسرائيلية، وصارت عبارة عن سجنٍ بشري كبير يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني.

ومن رحم المعاناة، كان الشعراء يكتبون الشعر عن غزة، كما سبق وكتبوا عن القدس. فمع كل الوجع والقهر والعجز، يمكن للكتابة أن تكون متنفساً، ولعلها الطريقة الوحيدة التي يستطيعون من خلالها التضامن مع هذه المدينة التي لم تعرف إلا الصمود.

ومن أجمل الشعر عن غزة، لعلّ جميعنا يعرف ويردّد العبارة الشهيرة، التي قالها “شاعر الانتفاضة” محمود درويش، والتي تقول: “إن سألوكَ عن غزة قل لهم بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد”.

أجمل الشعر عن غزة

لمحمود درويش قصائد كثيرة عن فلسطين، لعلّ أشهرها “على هذه الأرض” التي يُلقيها الشاعر الأيقونة محمود درويش بصوته، وهو الذي أخذ على عاتقه مهمة نقل مأساة الفلسطينيين إلى العالم أجمع، عبر قصائده.

ويقول درويش في قصيدته الشهيرة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”: “على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات، كانت تُسمّى فلسطين، صارت تُسمّى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة”.

لكن شاعر الانتفاضة الفلسطينية كتب أجمل شعر عن غزة؛ من محمود درويش إلى نزار قباني، إليكم 4 قصائد من أجمل ما قيل عن غزة:

1- صمت من أجل غزة – محمود درويش

من أجمل ما كُتب من شعر عن غزة، لأن هذه القصيدة تختصر كل ما يمكن أن يُقال عن هذه المدينة التي تعيش النكبة تلو الأخرى. وحتى في ظلّ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة (2023)، يمكن لهذه الأبيات أن تكون أكثر من مناسبة.

وتقول القصيدة، وهي من أجمل القصائد التي كُتبت عن غزة:

خاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار

إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة

منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف

لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو

ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه.. مفتون بمغازلة الزمن.. إلا في غـزة

‏لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء.. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف‏‏ عن الانفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن.

لأن الزمن في غـزة شيء آخر.. لأن الزمن في غـزة ليس عنصراً محايداً‏ إنه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل. ولكنه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة. الزمن هناك‏‏ لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولكنه يجعلهم رجالاً في أول لقاء مع العدو.. ليس الزمن‏‏ في غـزة استرخاء‏‏ ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة.. لأن القيم في غـزة تختلف.. تختلف.. تختلف.. القيمة الوحيدة للإنسان‏‏ المحتل هي مدى مقاومته للاحتلال هذه هي المنافسة الوحيدة هناك.

وغـزة أدمنت معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية.. لم تتعلمها من الكتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة‏‏ ولا من أبواق الدعاية العالية الصوت ولا من الأناشيد. لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذي لا يكون‏‏ إلا من أجل الإعلان والصورة‏‏.

إن غـزة لا تباهي بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها إنها تقدم لحمها المُرّ وتتصرف بإرادتها وتسكب دمها‏‏. وغزة لا تتقن الخطابة.. ليس لغزة حنجرة.. مسام جلدها هي التي تتكلم عرقاً ودماً وحرائق.‏‏

من هنا يكرهها العدو حتى القتل. ويخافها حتى الجريمة. ويسعى إلى إغراقها في البحر أو في الصحراء‏‏ أو في الدم‏‏. من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحياناً. لأن غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للأعداء والأصدقاء على السواء.

ليست غزة أجمل المدن..

ليس شاطئها أشد زُرقة من شواطئ المدن العربية‏‏

وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض.

وليست غزة أغنى المدن..

وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن. ولكنها تعادل تاريخ أمة. لأنها أشد قبحاً في عيون الأعداء، وفقراً وبؤساً وشراسة. لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب.‏‏

نظلمها حين نبحث عن أشعارها فلا نشوهن جمال غزة، أجمل ما فيها أنها خالية من الشعر، في وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يتركنا نغني.. وتركناه ينتصر ثم جفننا القصائد عن شفاهنا، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع.‏‏

ونظلم غزة حين نحوّلها إلى أسطورة لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم

وحين نتساءل: ما الذي جعلها أسطورة؟

سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا‏

ونظلم غزة لو مجّدناها، لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار، وغزة لا تجيء إلينا، غزة لا تحررنا، ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم، إن غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار‏‏.

صحيح أن لغزة ظروفاً خاصة وتقاليد ثورية خاصة‏‏، ولكن سرَّها ليس لغزاً: مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها)‏‏

وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم. وليست علاقة المدرس بالطلبة.

لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة ولم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة‏‏. لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد‏‏. ولا يهمها كثيراً أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها لم تصدق أنها مادة إعلامية، لم تتأهب لعدسات التصوير ولم تضع معجون الابتسام على وجهها.‏‏

لا هي تريد.. ولا نحن نريد‏‏.

من هنا تكون غزة تجارة خاسرة للسماسرة، ومن هنا تكون كنزا معنوياً وأخلاقيا لا يقدر لكل العرب‏‏.

ومن جمال غزة أن أصواتنا لا تصل إليها، لا شيء يشغلها، لا شيء يدير قبضتها عن وجه العدو، لأشكال الحكم في الدولة الفلسطينية التي سننشئها على الجانب الشرقي من القمر، أو على الجانب الغربي من المريخ حين يتم اكتشافه، إنها منكبّة على الرفض.. الجوع والرفض والعطش والرفض والتشرد والرفض والتعذيب والرفض والحصار والرفض والموت والرفض.‏

قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل أشجارها)

قد يكسرون عظامها‏‏

قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أو الرمل أو الدم ولكنها

لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم‏‏

وستستمر في الانفجار‏‏

لا هو موت ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة

وستستمر في الانفجار‏‏

لا هو موت ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة

2- أطفال الحجارة – نزار قباني

في ثلاثيته “أطفال الحجارة”، وهي من أجمل ما كُتب من شعر عن غزة، يتوجه الشاعر السوري نزار قباني إلى تلاميذ غزة، قائلاً:

بهروا الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة

أضاءوا كالقناديل وجاءوا كالبشارة

قاوموا، وانفجروا، واستشهدوا

وبقينا دبباً قطبية، صفحت أجسادها ضد الحرارة

قاتلوا عنا إلى أن قُتلوا، وبقينا في مقاهينا، كبصاق المحارة

يا تلاميذ غزة علّمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا

علمونا بأن نكون رجالاً فلدينا الرجال صاروا عجيناً

علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماساً ثميناً

كيف تغدو درّاجة الطفل لغماً وشريط الحرير يغدو كميناً

كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكيناً

يا تلاميذ غزة لا تبالوا إذاعاتنا ولا تسمعونا

اضربوا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا

نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا

هاتوا حبالكم واشنقونا

نحن موتى لا يملكون ضريحاً ويتامى لا يملكون عيونا

قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا

قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا

يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرأونا

نحن آباؤكم فلا تشبهونا

نتعاطى القات السياسي والقمع

ونبني مقابر وسجونا حررونا من عقدة الخوف فينا

واطردوا من رؤوسنا الافيونا

علمونا فن التشبث بالأرض يا أحباءنا الصغار

سلاماً جعل الله يومكم ياسمينا

من شقوق الأرض الخراب طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا

هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا

أمطرونا بطولة وشموخا

إن هذا العصر اليهودي وهمٌ سوف ينهار لو ملكنا اليقينا

يا مجانين غزة ألف أهلا بالمجانين إن هم حررونا

إن عصر العقل السياسي ولّى من زمان فعلمونا الجنونا

3- يسوع صغير أو محمد – محمود درويش

هي واحدة من أجمل ما كُتب من شعر عن غزة، وقد كتبها محمود درويش عن الطفل محمد الدرة الذي أعدمته رصاصات الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 مباشرةً على الهواء أمام عيون العالم، وهو في حضن والده جمال الدرة بشارع صلاح الدين، جنوب مدينة غزة.

وتقول القصيدة التي عاد وغناها الفنان مارسيل خليفة على عوده:

محمد

يعشّش في حضن والده طائراً خائفاً

من جحيم السماء: احمني يا أبي

من الطيران إلى فوق!

إنّ جناحي صغيرٌ على الريح والضوء أسود

محمد

يريد الرجوع إلى البيت،

من دون درّاجة أو قميصٍ جديد

يريد الذهاب إلى المقعد المدرسيّ

إلى دفتر الصرف والنحو: خذني

إلى بيتنا، يا أبي، كي أعدّ دروسي

وأكمل عمري رويداً رويداً

على شاطئ البحر، تحت النخيل

ولا شيء أبعد، لا شيء أبعد

محمّد،

يواجه جيشاً، بلا حجرٍ أو شظايا

كواكب، لم ينتبه للجدار ليكتب: “حريتي لن تموت”

فليست له، بعد، حريّة ليدافع عنها

ولا أفقٌ لحمامة بابلو بيكاسو

وما زال يولد، ما زال يولد في اسمٍ يحمّله لعنة الاسم

كم مرةً سوف يولد من نفسه ولداً ناقصاً بلداً ناقصاً موعداً للطفولة؟

أين سيحلم لو جاءه الحلم… والأرض جرح… ومعبد؟

محمّد،

يرى موته قادماً لا محالة

لكنّه يتذكر فهداً رآه على شاشة التلفزيون،

فهداً قوياً يحاصر ظبياً رضيعاً

وحين دنا منه شمّ الحليب، فلم يفترسه

كأنّ الحليب يروّض وحش الفلاة

إذن، سوف أنجو – يقول الصبيّ –

ويبكي: فإنّ حياتي هناك مخبأة

في خزانة أمي، سأنجو… وأشهد

محمّد،

ملاكٌ فقيرٌ على قاب قوسين من بندقية صيّادة البارد الدم

من ساعةٍ ترصد الكاميرا حركات الصبي الذي يتوحّد في ظلّه

وجهه، كالضحى، واضح

قلبه، مثل تفاحة، واضح

وأصابعه العشر، كالشمع، واضحة

والندى فوق سرواله واضح

كان في وسع صيّاده أن يفكّر بالأمر ثانيةً،

ويقول: سـأتركه ريثما يتهجّى فلسطينه دون ما خطأ

سوف أتركه الآن رهن ضميري وأقتله، في غدٍ، عندما يتمرّد!

محمّد،

يسوع صغير ينام ويحلم في قلب أيقونةٍ

صنعت من نحاس ومن غصن زيتونة

ومن روح شعب تجدّد

محمّد،

دمٌ زاد عن حاجة الأنبياء

إلى ما يريدون، فاصعد

إلى سدرة المنتهى

يا محمد

4- حدثني عن غزة هاشم – محمد العمور

حدثني عن غزة هاشم عشيقة الشهداء

وعن سرِّ الشموخ فيها والإباء

وعِمْنَ أتاها ليستنشق العزّة من هواها

ويقبّل ثراها ويتعلّم معاني المجد

من صغارها الأبرياء

حدثني عمن غزاها في الدُّجى ماكرٌ

يحمل سيف الغدر يسبق الخطى متعطّشاً

لدماءِ أطفالها مُشْبَعاً بحقد كافر

حدثني عمن أساء لها وحرق فيها الحياة

وجعل بحرها الأزرق ممزوجاً بالدماء

وزرع فيها الدمار والأشلاء

ودمّر بيوت أهلها وتركهم في العراء

دون مأوى ولا غطاء من إليها أساء

فهي غزةُ الأميرة السمراء

عشيقة الشهداء من إليها أساء

فهي غزة التي فيها الرجال الأشداء

ويخشاها المعتدون الجبناء

وإن مررت في طرقاتها تَرى العزة والشموخ والكبرياء

وفي كل زاوية في مخيماتها لها حكاية مع النصر والعزة

فهي غزة هاشم لا تقبل المعتدين الغرباء

هي جرح نازف

من بطش الأعداء

قتلوها مرات عديدة

وعزلوها عن العالم

وجعلوها وحيدة

تركوها تنزف وحدها

دون مناصرة من إخوة عزيزة

اقتلعوا نخيلها ونسفوا بيوتها

وعيون العالم تنظر

دون فعل أي شيء

عجبي بل كلُّ العجاب

قتلوا فيها الحب والسلام

ويدعون بأنها سبب الإرهاب

إرهاب من!!

والطفولة على أيديهم تُقتل

أفلا تخجل أيّها العالم

أما زلتَ تنظر

إلى دماء أهل غزة تُراق

أفلا تشعر أيها العربي

وما سرّ صمتك هذا

على جرحٍ لا يُطاق

أم أنتم غافلون أم غرّكُم الرخاء

لمَ يا أخي هذا الجفاء

فلا تحزني غزة هاشم

فالمؤمنون أشدّ بلاء

ولا تبالي من عروبةٍ ارتوت من كأس الوهن

سنين طوال

فما أعظم أن يندمل جرحك

من دون طبيب أو دواء

صبراً يا غزة هاشم

على غياب الأخوة الأشقاء

رأيت في عيون أطفالها ابتسامة

رغم علوّ طائرات الغدر فوق

الهامة

رأيت الكرامة

على جباه أهلها

مزيّنة كالشامة

وعلى ثغورها رأيت الأحرار يتسامرون

يتسابقون

لصدِّ من عداها

وللصمود في عيون أهلها حكاية

عجزت عن تفسيرها عقول الغاصبين

فكل شيء هنا في غزة يقاوم

يأبي الذلّ والهوان

 

فيا أيها الناظر من بعيد على غزة هاشم

هنيئاً لعينيك التي ترسم

في داخلها صورة غزة

حكاية عِزة لا تنتهي


أسعى لاختيار أروع القصص الدينية التي تحمل في طيّاتها العبر والدروس القيمة، وأقدمها بأسلوب مؤثر يُلامس قلوب الناس. أؤمن بأن الدين يُمكن أن يكون جسرًا للتواصل والتفاهم بين الناس، ومن هنا يأتي دوري في تقديم المحتوى الذي يُعزز القيم الإنسانية ويُوحّد الناس.

منشورات ذات صلة