غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

رياضة

من خرق الميثاق وسرق الأحلام.. روسيا أم إسرائيل؟

في 8 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية قبول الرياضيين الروس والبيلاروس في الألعاب الأولمبية في باريس 2024. لكنهم سيشاركون تحت العلم الأولمبي، أي كرياضيين محايدين وبصفاتهم الفردية.

ولقد تأهل حتى اليوم، 6 رياضيين روس و5 بيلاروس للألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في الفترة من 26 يوليو/تموز إلى 11 أغسطس/آب من العام القادم.

وفي الوقت نفسه، لن يتمكن أي رياضي يدعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أو له اتصال بالقوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية في روسيا وبيلاروس من المشاركة في الألعاب الأولمبية. كما تم حظر الفرق الروسية في الرياضات الجماعية من المشاركة في البطولة. 




من خرق الميثاق وسرق الأحلام.. روسيا أم إسرائيل؟

أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية تعليقاً على مسألة مشاركة الرياضيين الروس في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. ووصف نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية خوان أنطونيو سامارانش قبول مشاركة الرياضيين الروس بأنه “توازن مؤلم ولكنه عادل”!

واستطرد سامارانش: “يبقى أن نرى كم منهم سيتأهل وكيف سينتهي كل شيء”.

ومشيداً بالقرار الذي يبدو أنه منصف بحق روسيا، قال: “لقد تمكنا في عالم شديد الاستقطاب من الالتزام بالميثاق الأولمبي، لكن يجب علينا أن ندرك أننا نعيش في عالم حقيقي ومعقد للغاية”.

حملة مقصودة

رداً على هذه القرارات، نددت روسيا بما وصفته “حملة تهدف إلى تحييد أفضل رياضييها” وإجبارهم على المشاركة في أولمبياد باريس 2024 دون رفع علم بلادهم، وبشروط اعتبرتها موسكو مهينة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.

قال رئيس اللجنة الأولمبية الروسية ستانيسلاف بوزدنياكوف، خلال مؤتمره الصحفي السنوي، يوم الجمعة الماضي: “بهذه المعايير والأدوات المخترعة التي لا تتعارض فقط مع الميثاق الأولمبي، ولكنها أيضاً تقلل من مبادئه بالكامل، فإن اللجنة الأولمبية الدولية أطلقت حملة مقصودة لتحييد رياضيينا”.

وأكمل: “هذه الشروط المصطنعة والمدعومة سياسياً تقصي الأغلبية الساحقة من الرياضيين من القمة وتضع الباقين في حالة عدم مساواة، باستبعادها بكل بساطة المنافسة الشريفة”.

وتابع: “بالتالي، فإن عدد 11 رياضياً مؤهلاً الذين تحدثت عنهم اللجنة الأولمبية الدولية هو مهين”، مشيراً إلى أن “آلاف الرياضيين حرموا من تحقيق حلمهم”.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً انتقد قرار اللجنة الأولمبية الدولية، يوم الخميس الماضي، في مؤتمر صحفي، واعتبر أن الهيئة الدولية تخاطر بـ”دفن الحركة الأولمبية”، مضيفاً “حتى فكرة الحركة الأولمبية نفسها تعاني اليوم”.

من خرق الميثاق وسرق الأحلام.. روسيا أم إسرائيل؟

وتابع: “هذا القرار يشكل تناقضاً كاملاً وتحريفاً لفكرة بيار دو كوبرتان”، والأخير هو مؤسس الألعاب الأولمبية في نهاية القرن التاسع عشر.

رفض روسي

من جهة أخرى، ورداً على قرار اللجنة الأولمبية الدولية، أعلن البطل الأولمبي الروسي يفغيني ريلوف رفضه المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2024 وفق شروط اللجنة الدولية.

وانتقد السباح، الحائز على ميداليتين ذهبيتين في أولمبياد طوكيو 2020، الشروط التي فرضتها اللجنة الأولمبية الدولية على الرياضيين الروس. وعلق السباح البالغ من العمر 27 عاماً: “أنا لا أتبع قيادة اللجنة الأولمبية الدولية، أنا أؤيد الرياضة النظيفة”.

مضيفاً: “لقد اتخذت قراراً متزناً، أرفض الذهاب إلى الألعاب الأولمبية حتى يستقر كل هذا الهراء في القاع وتصبح مياهنا نظيفة مرة أخرى”.

وأحرز ريلوف ذهبيتين في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 في سباق 100 و 200 متر سباحة على الظهر، وفضية سباق التتابع.

وفي أولمبياد ريو 2016، أحرز ميدالية برونزية، وبعدها أحرز ذهبيتين في بطولة العالم عامي 2017 و2019، وكلها في سباق 200 متر على الظهر.

أمر مخجل

في وقت سابق، رفضت اللجنة الأولمبية الدولية، محاولة روسيا مقارنة موقف اللجنة الدولية من الحرب الروسية-الأوكرانية، وإيقاف الرياضيين الروس ومعاقبتهم، وموقف اللجنة من الرياضيين الإسرائيليين، بعد شن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً دموياً على غزة، ووصفت المقارنة بأنها “ليست في محلها”.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قاد الهجوم على اللجنة عندما قال: “اللجنة الأولمبية الدولية تنحاز إلى القرارات السياسية الغربية، بعدما قالت إنه سيتم التعامل سريعاً مع أي تمييز ضد الرياضيين في الألعاب الأولمبية لأنهم غير مسؤولين عن قرارات حكوماتهم”.

من خرق الميثاق وسرق الأحلام.. روسيا أم إسرائيل؟

وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أكدت أنها ستواجه بقوة أي تمييز ضد الرياضيين الإسرائيليين في محافلها، مثل رفض رياضيين من دول أخرى خوض المنافسات أمامهم على خلفية العدوان على غزة.

ووصف لافروف بيان اللجنة الأولمبية الدولية، الذي أصدرته دفاعاً عن الرياضيين الإسرائيليين، بأنه “مخجل”، قائلاً: إنه “يثبت انحيازها السياسي”.

خرق الميثاق الأولمبي

من جانبه، قال متحدث باسم الأولمبية الدولية: “هذا الوضع (الروسي) فريد من نوعه ولا يمكن مقارنته بأي حرب أو صراع آخر في العالم لأن الإجراءات التي اتخذتها اللجنة الأولمبية الدولية والتوصيات التي قدمتها هي نتيجة للغزو العسكري الروسي لأوكرانيا خلال إقامة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية في بكين 2022”.

باختصار، تحاجج اللجنة الأولمبية الدولية بأن إسرائيل لم تخرق الميثاق الأولمبي ما يستدعي تجميد عضويتها أو منعها من المشاركة. بينما تستحق روسيا الإيقاف لخرقها الميثاق الأولمبي.

وصف لافروف تعليق اللجنة الأولمبية بأنه فظيع ويمثل إذعاناً للقوى الغربية، فقال لافروف حينها: “إن اللجنة الأولمبية كانت تذعن فقط للقوى الغربية حينما قالت إنها ستعاقب أي سلوك تمييزي في الأولمبياد”.

وأضاف لافروف: “هذا فظيع بالطبع. نرى مجدداً مثالاً على انحياز وإخفاق اللجنة الأولمبية الدولية التي تثبت مرة بعد أخرى انحيازها السياسي”.

وتابع قائلًا: “وهي تدعم بقوة كل ما يمثل مصالح الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وتحاول إيجاد صيغ تتسق بشكل عام مع هذا الاتجاه”.

من خرق الميثاق؟

رفض اللجنة الأولمبية الدولية مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس أصحاب الصلة بالقوات المسلحة أو الأجهزة الأمنية في البلدين من المشاركة في أولمبياد باريس 2024، يدفع كثيرين للقول بأن الرياضيين الإسرائيليين أيضاً على صلة بالقوات المسلحة الإسرائيلية التي تشن الآن حرباً خارج أراضيها.

إذ يلزم القانون الإسرائيلي كل يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية على تأدية الخدمة العسكرية، 24 شهراً للنساء و32 شهراً للرجال. وكل من هم في سن التجنيد مسجلون كجنود احتياط ويتم استدعاؤهم في أوقات التعبئة العامة كما هو الحال الآن في الحرب الشعواء التي تشنها إسرائيل على سكان قطاع غزة منذ أكثر من 70 يوماً، في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”؛ حيث ارتقى في الهجوم الإسرائيلي أكثر من 19 ألف شهيد والحصيلة ليست نهائية. 

على الصعيد الرياضي، في وقت سابق من الشهر الحالي، أصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تقريراً مفصلاً يوثق فيه النتائج المأساوية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية على الرياضيين والمنشآت الرياضية في الفترة من 7 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 6 ديسمبر/كانون الأول.

وثّق التقرير الشامل الجرائم الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد عشرات اللاعبين والمسؤولين الرياضيين، واعتقال آخرين، كما دمرت القوات الإسرائيلية العديد من المنشآت الرياضية.  

وبحسب التقرير، فقد ارتقى 85 شهيداً من العائلة الرياضية الفلسطينية، 55 منهم من أسرة كرة القدم، و30 شهيداً من رياضات أخرى. 

وأوضح التقرير التفصيلي أن 18 من لاعبي كرة القدم الشهداء كانوا أطفالاً، و37 من الشباب، منهم شهيدان من أهل الضفة الغربية. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 رياضيين من الضفة الغربية، بينما لا يزال عدد المعتقلين الرياضيين مجهولاً في قطاع غزة. 

من خرق الميثاق وسرق الأحلام.. روسيا أم إسرائيل؟

دمر القصف الإسرائيلي 5 منشآت رياضية في قطاع غزة، بينما أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية عن تدمير 4 منشآت رياضية في الضفة الغربية. وذكر التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول باستهداف الرياضة الفلسطينية بشكل مُمنهج وعشوائي، في قطاع غزة والضفة الغربية وباقي محافظات الوطن الفلسطيني، عبر استهداف الرياضيين والمنشآت والمرافق الرياضية. 

ترفض اللجنة الأولمبية برئيسها أي مقارنة بين وضع إسرائيل وروسيا، وتعاقب روسيا وتدافع عن إسرائيل. 

هذه التناقضات في رأي كثيرين، تدفع المراقبين الرياضيين للتساؤل: من خرق الميثاق الأولمبي حقاً.. إسرائيل أم روسيا؟ 


اشتري وجبة شاورما لـ شخص 1 من طاقمنا، (ادفع 5 دولار بواسطة Paypal) | لشراء وجبة اضغط هُنا


مُهمّتي متابعة وتغطية الأحداث الرياضية المحلية والعربية والعالمية. أقوم بمتابعة تحركات اللاعبين والمدربين وتحليل تأثيرها على الفرق والبطولات. ومتابعة أهم البطولات والمسابقات الرياضية حول العالم.

منشورات ذات صلة