شهدت الحياة البشرية والعادات والتقاليد تغييرات جذرية على مدار المائة سنة الماضية، وذلك نتيجة للتطورات التكنولوجية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية.
في حين أن بعض الأمور كانت تعتبر غير مقبولة أو غير مألوفة في الماضي، فإنها أصبحت الآن جزءاً طبيعياً من حياتنا اليومية، ما يعكس مدى قدرة الإنسان على التكيف والتغير.
فيما يلي عشرة أشياء كانت مكروهة أو غير مقبولة قبل 100 عام، لكنها أصبحت الآن محبوبة وعادية وفقاً لما أطلعنا عليه موقع unbelievable:
سرطان البحر
قبل مئة عام كان يُعثر على جراد البحر بكثرة لدرجة أنه كان يُستخدم كسماد وطُعم للأسماك، وكان يُستهلك بشكل رئيسي من قبل الفقراء.
عندما نتحدث عن الطعام، يحتل جراد البحر اليوم مكانة مرموقة كطعام شهي، وعادة ما تتم التوصية عليه لعشاء المناسبات الخاصة. ومع ذلك، لم يكن جراد البحر دائماً يتمتع بهذه السمعة الفاخرة. في الماضي، كانت أعداد جراد البحر كبيرة لدرجة أن سكان مستعمرة خليج ماساتشوستس التي كانت مُستعمرة إنجليزية على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية في منطقة نيو إنجلاند خلال القرن السابع عشر، كانوا يجدونه بكميات كبيرة على الشواطئ، حتى أنه كان يُعرف باسم “صرصور البحر”.
قبل منتصف القرن التاسع عشر، كان يُعتبر جراد البحر غذاءً للفقراء فقط، وكان يُستخدم كطعام للسجناء والعبيد لتوفير التكاليف. تغيرت هذه السمعة مع ظهور الأطعمة المعلّبة والنقل بالسكك الحديدية في القرن التاسع عشر. أصبح جراد البحر معلباً ومنخفض السعر.
ومع مرور الوقت، بدأ جراد البحر يكتسب شعبية بين سياح انجلترا الأوائل، وبدأت المطاعم في تقديمه كوجبة فاخرة. تحول جراد البحر من مصدر إزعاج إلى سلعة قيمة، وبحلول وقت الحرب العالمية الثانية، كان يُعتبر طعاماً شهياً.
الوشم
كان الوشم سابقاً رمزاً لإهانة السجناء ومحظوراً للعامّة، لكنه أصبح الآن رائجاً بين جميع الأجيال، حيثُ يتمتع بعض أفضل رسامي الوشم الآن بمكانة المشاهير.
لقد كان الوشم جزءاً من الثقافة الإنسانية لفترة طويلة جداً، حيث استخدمه الناس في أفريقيا لتزيين أجسادهم ووجوههم كرمز للجمال أو الرجولة. حتى البقايا المحنطة لرجل ما قبل التاريخ، أوتزي، الذي توفي قبل أكثر من 5300 عام، كانت بها حوالي 57 وشماً على جسده.
لكن في بعض أنحاء العالم، كانت تعتبر الوشوم من المحرّمات، واستخدمت كوسيلة لإذلال السجناء الذين ارتكبوا جرائم خطيرة وكعلامة للعار على ضحايا معسكرات الاعتقال.
في الغرب، أصبح الوشم ببطء جزءاً من ثقافة راكبي الدراجات النارية في الستينيات. ومع دخول العالم في القرن العشرين، بدأت المحرمات في التلاشي، وبدأت الأجيال الشابة في التوشيم بأنفسهم.
في عام 2008، أظهر تقرير لمركز بيو للأبحاث أن حوالي 36 بالمائة من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً لديهم وشم واحد على الأقل. أصبح الناس الآن ينظرون إلى المشاهير مثل أنجلينا جولي وديفيد بيكهام وغيرهم للحصول على إلهام للوشم.
الجينز
تم اختراع الجينز كسروال عمل لعمال المناجم، وكان قماشاً قوياً وبأسعار معقولة لعمال المصانع قبل أن يصبح قطعة أساسية في عالم الموضة.
مخترع الجينز، ليفي شتراوس، كان بائعاً متجولاً هاجر من بافاريا إلى أمريكا الشمالية في خمسينيات القرن التاسع عشر. أحضر معه بعض الأقمشة والبضائع التي كان ينوي بيعها. في ذلك الوقت، كان عمال المناجم يبحثون عن سراويل عمل قوية ومتينة.
بمساعدة خياط، قام شتراوس بصنع سراويل العمل من القماش القوي. أصبحت هذه السراويل شائعة جداً بين عمال المناجم لأنها لم تتمزق بسهولة. في ستينيات القرن التاسع عشر، بدأ شتراوس بصبغ القماش باللون النيلي وأطلق عليه اسم “الجينز الأزرق”.
حتى عام 1960، ظل الجينز هو اللباس الأساسي للطبقة العاملة. في أوائل الستينيات، ظهر الجينز في أفلام مثل “Rebel Without a Cause” و”Blue Denim”. اكتسبت الصورة المتمردة للشخص الذي يرتدي الجينز شعبية، وبدأ الشباب المتمردون بإدراجه في خزانة ملابسهم، وكانت هذه هي الخطوة الأولى للجينز نحو الملابس غير الرسمية.
بحلول الثمانينيات، أصبح الجينز عنصراً أساسياً في الموضة للأشخاص من جميع الأعمار، وبدأ الناس في ارتدائه كملابس يومية غير رسمية. ومنذ ذلك الحين، استمر الجينز في صعود السلم الاجتماعي وأصبح قطعة لا غنى عنها في خزانة الملابس.
البطاطس كانت من الأشياء المكروهة
عندما أدخل الغزاة الإسبان البطاطس إلى إسبانيا وإيطاليا وبلدان أوروبية أخرى، كانت معروفة فقط كغذاء للحيوانات. ولكن اليوم، أصبحت البطاطس جزءاً لا يتجزأ من النظام الغذائي في جميع أنحاء العالم.
البطاطس كانت أحد أهم الدرنات وأكثرها استهلاكاً في إمبراطورية الإنكا القديمة التي بنتها شعوب من الهنود الحمر في منطقة أمريكا الجنوبية.
عندما غزا الإسبان إمبراطورية الإنكا في القرن السادس عشر، أعادوا هذه الدرنة إلى إسبانيا. ومع ذلك، لم تلق البطاطس ترحيباً كبيراً في البداية، حيث بدأ المزارعون الإسبان في زراعتها على نطاق صغير كغذاء للماشية. ببطء، انتشرت البطاطس إلى بلدان أوروبية أخرى، ولكن كانت تلقى اعتراضات وشكوكاً، حتى بعض الناس ادعوا أنها سامة وتسبب الأمراض مثل الجذام وهو عدوى مزمنة تنجم عن البكتيريا الفطرية.
في فرنسا، كانت زراعة البطاطس واستهلاكها غير قانونيين حتى عام 1772، حينما كتب ضابط الجيش الطبي، أنطوان أوغست بارمنتييه، أطروحة عن فوائد البطاطس كمصدر غذائي. بعد ذلك، انتشرت البطاطس بسرعة في إنجلترا، خاصة خلال أوقات نقص الغذاء بعد الحروب الثورية، وأصبح السمك ورقائق البطاطس وجبةً شهيرةً في إنجلترا.
اليوم، تعتبر البطاطس غذاءاً أساسياً في مختلف الثقافات والمطابخ حول العالم، ما يبرز أهميتها الكبيرة في تغذية البشرية وثقافاتها.
تسمير البشرة
قبل الثورة الصناعية، كانت البشرة البيضاء الشاحبة تعتبر رمزاً للنبلاء والترف، في حين كانت البشرة الداكنة مرتبطة بالطبقة العاملة. وفي القرن العشرين، تغيرت هذه النظرة، حيث أصبحت البشرة المسمرة علامة جمال أنيق.
في اليابان والصين، كانت النساء يضعن بودرة أو قناعاً أبيض للحصول على بشرة شاحبة. في فرنسا، كانت البشرة البيضاء تُقدر لدرجة أنه تم استخدام مواد سامة في البودرة والكريمات لتحقيق هذا المظهر. في العصر الفيكتوري، كانت البشرة الشاحبة تُعتبر جمالاً.
في القرن العشرين، تغيرت الآفاق حيث عادت كوكو شانيل، رمز الموضة، بسمرة قوية، ما أضفى على البشرة السمراء رمزية لقضاء عطلات ممتعة.
وبحلول ستينيات القرن العشرين، أصبحت السمرة تعبيراً عن الاسترخاء والراحة.
أجنحة الدجاج
قبل اختراع أجنحة الدجاج المعوفة بإسم “بوفالو وينجز” في عام 1964، كانت أجنحة الدجاج تُعتبر واحدة من أقل أجزاء الدجاج المرغوبة، حيث كان من المعتاد التخلص منها بدلاً من تقديمها للزبائن.
اليوم، بفضل شهرة أجنحة الدجاجة المغمورة بالصلصات، ارتفع الطلب عليها بشكل كبير لتصبح واحدة من الأطباق الأكثر شعبية وقيمةً في قائمة الأطعمة المقدمة في المطاعم.
الكينوا
بدأت زراعة الكينوا منذ حوالي 3000 إلى 4000 عام على يد شعب الأنديز، حيث كانت جزءاً أساسياً من ثقافتهم وغذائهم. كما كان الإنكا في امريكا في العصر ما قبل الكولومبي يحترمون الكينوا، ويعتبرونها “أم جميع الحبوب” وتعتبر مقدسة بالنسبة لهم.
لم تكن الكينوا معروفة لبقية العالم حتى أواخر القرن العشرين، حيث زادت شهرتها بسبب فوائدها الغذائية المتعددة. عندما جاء الغزاة الأسبان إلى أمريكا الجنوبية، لم يكونوا يقدرونها وحاولوا قمع زراعتها.
في نهاية القرن العشرين، شهدت الكينوا زيادة كبيرة في الإنتاج العالمي. تم اعتبار الكينوا من الحبوب المهمة جداً بسبب قيمتها الغذائية العالية، وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “السنة الدولية للكينوا” في عام 2013 لتسليط الضوء على فوائدها وأهميتها.
الملابس الممزقة
تغيرت تصورات الموضة بشكل كبير عبر العصور، حيث كانت أنواع الملابس تعكس دائماً الطبقات الاجتماعية. في الماضي، كانت الملابس الممزقة والمرقّعة تعتبر علامة على الفقراء الذين لا يملكون القدرة على شراء ملابس جديدة، بينما كانت الملابس الباهظة تُعبّر عن بذخ الأثرياء والأرستقراطيين الذين كانوا يحرصون على الفخامة في اختياراتهم اللباسية.
لكن في القرن الحادي والعشرين، تغيرت هذه الرؤى بشكل كبير، حيث أصبحت الملابس الممزقة جزءاً لا يتجزأ من صيحات الموضة الحديثة. بدلاً من رمزية الفقر، أصبحت التمزيقات والثقوب جزءاً من التصاميم العصرية المرغوبة، حيث يقوم المصممون بعمل تعديلات وترقيعات للملابس لجعلها أكثر جاذبية وفرادة.
اليوم، تعتبر الممزقة والممزقة خياراً شائعاً بين المشاهير ومحبي الموضة على حدّ السواء، ما يبرز تحولاً كبيراً في مفهوم الأناقة في عالم الموضة الحديث.
السوشي
نشأ السوشي كوسيلة لحفظ الأسماك، حيث كان يتم وضع السمك في الأرز المخمر لتأمينه وإبقائه صالحاً للأكل لمدة. ظهر أول ذكر للسوشي في القرن الثاني الميلادي في الصين، حيث كانت هذه التقنية توفر بديلاً رخيصاً لشراء الأسماك الطازجة يومياً.
في القرن السابع الميلادي، انتقلت تقنية السوشي إلى اليابان، حيث بدأ اليابانيون في إضافة مواد حافظة مثل الخل إلى الأرز، ما ساهم في تحسين طعم وحفظ السمك بشكل أفضل.
في القرن التاسع عشر، شهد السوشي تطوراً كبيراً، حيث بدأ استخدام السمك فوق الأرز المتبل بدلاً من العكس. مع مرور الوقت، انتشر السوشي عالمياً وأصبح جزءاً من المطبخ العالمي، ما أدى إلى تطوره كطبق فاخر ومحبوب للعديد من عشاق المأكولات.
الشموع
بحسب ما ذكره لنا موقع mind-blowingfacts كان المصريون القدماء يحصلون على الشموع من خلال استخدام مواد طبيعية متاحة في البيئة المحيطة بهم، من بين هذه الطرق شمع النحل الذي يتم جمعه من خلايا النحل لاستخدامه لبناء الخلايا العسلية، وقد كان شمع النحل مادة قيّمة بسبب ندرتها وصعوبة استخراجها، ولكنها كانت تستخدم لإنتاج الشموع التي تعطي إضاءة مستقرة ومشرقة.
وبحلول تسعينات القرن التاسع عشر بدأت المنازل في أمريكا تضاء بالكهرباء والمصابيح الكهربائية ما جعل الشموع شيئاً من الماضي، ولكن على الرغم من اختراع الكهرباء لم يكن الجميع قادرين على تحمل تكاليفها وكانت مخصصة للأغنياء وسرعان ما ارتبطت لشموع بالفقر. بالتقدم سريعاً إلى الوقت الحاضر يعتبر العشاء على نور الشموع رومانسيا وأنيقاً كما يتم استخدام الشموع المعطرة قبل النوم بشكل يومي من قبل الملايين من الناس وهو ما يجعله مصنّفاً ضمن الأشياء التي لم تكن مرغوبةً كثيراً قبل مئة عام لكنّها محبوبة اليوم.