غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

منوعات

لزيادة الإنتاجية وتقوية العلاقات الاجتماعية.. “فيكا” عادة سويدية بدأت في القرن 18 وانتقلت من المنازل إلى فضاءات العمل 

نتائج الثانوية العامة

خلال ساعات العمل الطويلة، غالبا ما يحتاج الموظفون إلى أخذ استراحة قصيرة، من أجل أخذ قسط من الراحة، والعودة للعمل بنشاط أكبر بقية اليوم، إلا أن هذه الاستراحة لا تكون مسموح بها من طرف الإدارة، لذلك لا يمكن أن تستمر أكثر من بضعة دقائق معدودة.

لكن هذا الشيء لا ينطبق على السويد، الدولة التي تعتمد على نظام خاص في معاملة الموظفين، من أجل الحصول على نتيجة أفضل، وهذا النظام يسمى “فيكا”.

إذ يحصل الموظفون، بشكل جماعي، على استراحة محددة الزمن، حيث يقدم لهم ما لذ وطاب من الحلويات والمخبوزات والمشروبات، والبعض يسميها استراحة القهوة كذلك.

ما هي “فيكا”؟

يمكن أن تطرح على نفسك سؤالا حول معنى كلمة فيكا، لكن في الحقيقة لن تجد لها تعريفا في المعاجم، لأنها لا تستخدم إلا في السويد، ولم يتم ترجمتها بالمعنى الحرفي، لكن يمكن تفسير النشاط الذي يتم عند طلب استراحة فيكا.

وفيكا هي واحدة من بين الطرق التي يتم اعتمادها بشكل شائع من أجل الاندماج في المجتمع السويدي، خصوصا في فضاءات العمل، أو في المدارس، أو حتى بين الجيران والأصدقاء.

لزيادة الإنتاجية وتقوية العلاقات الاجتماعية.. “فيكا” عادة سويدية بدأت في القرن 18 وانتقلت من المنازل إلى فضاءات العمل 

وهنا يتم الحديث عن تقليد محبب عند الشعب السويدي، عبارة عن استراحة، من أجل التواصل بشكل مباشر مع الآخرين، والتعرف عليهم عن قرب.

وخلال هذه الاستراحة تقدم المخبوزات والقهوة والشاي، والمشروبات المختلفة، التي يتم استهلاكها خلال وقت الاستراحة هذا.

ولأن فيكا وقت متواجد في كل المؤسسات والمنازل والفضاءات، فإن الشركات الخاصة بتوصيل الوجبات الجاهزة، أصبحت تقدم عروضا خاصة لهذه الفترة الثمينة، والتي لا غنى عنها كل يوم.

كيف بدأت فيكا في السويد؟

تعتبر القهوة السويدية من بين أفضل المشروبات عند الشعب السويدي، لذلك أصبحت العائلات تتجمع خصيصا من أجل شربها معا، ابتداء من القرن 18، الشيء الذي جعل هذا السلوك البسيط يتحول إلى تقليد شهير في البلد.

وبعد ذلك، شرع السويديون في تطوير هذه العادة، من الأماكن الصغيرة، والعائلات، إلى فضاءات أكبر بكثير، وتم إضافة مأكولات شهية إلى جانب القهوة، التي في بعض الأحيان لا تكون متوفرة، إلا أن الاستراحة لا غنى عنها في اليوم.

لزيادة الإنتاجية وتقوية العلاقات الاجتماعية.. “فيكا” عادة سويدية بدأت في القرن 18 وانتقلت من المنازل إلى فضاءات العمل 

وتم اختيار كلمة فيكا، وكأنها تعني “هيا لنشرب قهوة“، أو “هيا بنا لنأخذ استراحة”، أو غيرها من المعاني التي تشير إلى نفس الشيء.

فيكا.. مكافأة الموظفين من أجل إنتاجية أفضل

ولأن هذه الاستراحة تحولت إلى تقليد شهير في كل السويد، فإن الشركات في البلد قررت منذ فترة طويلة مكافأة موظفيها بهذه الطريقة، التي تساعد على خلق جو من الراحة، والتواصل الاجتماعي الصحي بين الموظفين.

إذ يتم تخصيص وقت في الأسبوع، يتم فيه جمع الموظفين في فضاء خارج بيئة العمل، على شكل استراحة فيكا، وهناك يتم فتح مواضيع مختلفة، لا علاقة لها بمهامهم في المكتب، من أجل التعرف على بعضهم البعض، وتكوين صداقات حقيقية فيما بينهم.

أصبحت فيكا في بيئة العمل عبارة عن محطة لشحن الطاقة، وتجديد الحماس من أجل تقديم ما هو أفضل في الوظيفة، وهذا ما يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة الإنتاجية، دون طلبها بشكل مباشر من الموظف.

وحسب إحصائية موقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD فقد أظهرت السويد تزايدًا كبيراً في كفاءة الموظفين منذ عام 2009 إلى 2017، وتعتبر فيكا واحدة من بين الأسباب المساعدة على ذلك.

لزيادة الإنتاجية وتقوية العلاقات الاجتماعية.. “فيكا” عادة سويدية بدأت في القرن 18 وانتقلت من المنازل إلى فضاءات العمل 

قانون استراحة فيكا في الشركات

الاستراحة لمدة طويلة قد تؤدي إلى زيادة الخمول، وقلة الرغبة في إكمال المهام المهنية، لذلك فإن لفيكا وقت محدد لا يجب تجاوزه، من أجل الحفاظ على نفس النشاط طيلة اليوم.

ومن بين قوانين هذه الاستراحة، هو شرب القهوة، وتناول ما لذ وطاب من المخبوزات والحلويات بتأنٍ، مع حديث وتواصل اجتماعي رفقة بقية الزملاء.

إلا أن المدة لا يجب أن تتجاوز 30 دقيقة على أقصى تقدير، وهي المدة التي يمكن أن ينهي فيها شخص كوبه من القهوة الساخنة.

وخلال هذه الفترة الزمنية، يكون الشخص قادرا على الاسترخاء، والحصول على الجرعة من السعادة والطاقة التي يحتاجها، دون زيادة أو نقصان.

ما هي أنواع الوجبات التي تقدم خلال الاستراحة؟

لأن فكرة فيكا لم تعد تقتصر على المشروبات فقط، فإن هناك باقة متنوعة من الوجبات التي أصبحت تعتمد بشكل خاص خلال هذه الفترة.

لزيادة الإنتاجية وتقوية العلاقات الاجتماعية.. “فيكا” عادة سويدية بدأت في القرن 18 وانتقلت من المنازل إلى فضاءات العمل 

لكن يمكن أن تختلف بعضها حسب شهور السنة، مثلا في الشهور الباردة، يتم تقديم حلويات مختلفة مصنوعة من القرفة، مثل الكوكيز، والسينابون، ومخبوزات القرفة.

إلى جانب حلويات اللوز، وحلوى السيملا، وكعكة الجزر، وكعك الهيل، وكرات الشوكولاتة التي تسمى “تشوكلادبولار”، وكعك جيلي رول.


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة