الإثنين - 12 مايو / أيار 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

أخبار
أخبار

وزير خارجية إسرائيل بإثيوبيا وخبير يتحدث بشأن توقيت الزيارة وأبعادها

غادر وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر -اليوم الاثنين- إلى إثيوبيا في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الشاملة بين البلدين إستراتيجيا وثنائيا.

وقالت الخارجية الإسرائيلية -في بيان- إن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، بعد شهرين من زيارة وزير الخارجية الإثيوبي لإسرائيل.

وتابعت “خلال الزيارة سيلتقي الوزير ساعر بكل من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ووزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس”.

وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الشاملة بين البلدين إستراتيجيا وثنائيا، حسب الوزارة.

وأفادت بأن الوزير ساعر يرافقه خلال زيارته وفد تجاري رفيع المستوى يضم عشرات الممثلين عن شركات إسرائيلية.

وأوضحت أن هذه الشركات تعمل في مجالات، منها الزراعة والصناعات الزراعية وتقنيات المياه والمناخ والطاقة المتجددة والابتكار والتكنولوجيا والأجهزة الصحية والطبية والتصنيع.

وأضافت أن الوفد سيلتقي كبار المسؤولين الحكوميين الإثيوبيين وشركاء الأعمال من القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز التعاون والتجارة المتبادلة.

منتدى اقتصادي

وسيعقد ساعر ونظيره الإثيوبي منتدى اقتصاديا مشتركا بمشاركة رجال أعمال إسرائيليين وإثيوبيين، إضافة إلى كبار المسؤولين من مختلف القطاعات في البلدين.

ونقلت وكالة الأناضول عن مراقبين قولهم إن الزيارة تهدف أيضا إلى محاولة الضغط على مصر التي تختلف مع أديس أبابا بشأن سد النهضة وترفض مساعي تل أبيب لتهجير الفلسطينيين.

ومنذ سنوات، تطالب الجارتان مصر والسودان بإبرام اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي الذي بدأ بناؤه على النيل في 2011 -ولا سيما في أوقات الجفاف- لضمان استمرار تدفق حصتيهما من مياه النهر.

أما إثيوبيا فتعتبر أن اتفاق إعلان المبادئ -الذي وقّعته مع مصر والسودان عام 2015- كافٍ، وتردد أن السد مهم لجهود التنمية، خاصة عبر توليد الكهرباء، ولن يضر بمصالح أي دولة أخرى.

كما تسعى مصر المجاورة لقطاع غزة إلى تفعيل خطة اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار الماضي لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الأكاديمي إبراهيم جابر يتحدث للجزيرة حول أبعاد الزيارة

قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية إبراهيم جابر إن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى إثيوبيا لا شك أن لها أهمية كبيرة للطرف الإسرائيلي، ولا سيما في ظل الصراع الحاصل، سواء على مستوى قطاع غزة أو مع الحوثيين في اليمن.

وأضاف جابر أن الزيارة تحمل أبعادا إستراتيجية، وتوقع أن تكون هناك محادثات بشأن ربما إقامة قواعد إسرائيلية، إضافة إلى ما نشر قبل سنوات عن وجود قواعد صواريخ إسرائيلية بالقرب من سد النهضة لمواجهة أي هجوم محتمل عليه.

وأوضح أن هذا التوجه يأتي في سياق المعاهدات والاتفاقيات السابقة بين إثيوبيا والمؤسسة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الهدف منه هو محاصرة مصر من الجهة الجنوبية والتمدد في أفريقيا من خلال بوابة إثيوبيا.

وأشار جابر إلى أن هناك أيضا أهدافا تجارية واقتصادية للإسرائيليين في إثيوبيا من ناحية تصدير التكنولوجيا الزراعية لهم وكذلك الاستثمار، معتبرا أن إثيوبيا بلد فيه خيرات كثيرة لكنها غير مستغلة مثلما هو الحال في دولة جنوب السودان التي يتغلغل فيها الإسرائيليون ويستثمرون في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية والبنى التحتية واستخراج بعض المعادن الثمينة.

ورأى أن اصطحاب الوزير ساعر وفدا من الخبراء والتجار والمختصين في المجالات الصناعية والتجارية والزراعية يعني أنه سيتم توقيع اتفاقيات متبادلة بين الطرفين، مضيفا أن هذا الأمر يعود إلى رؤية الحكومة الإثيوبية وقناعاتها التي لا تنسجم مع الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ولا حتى مع الدول العربية الأفريقية.

وانتقد جابر موقف إثيوبيا قائلا “كثيرا ما حصلت توترات في العلاقات بين إثيوبيا ودول الجوار مثل إريتريا وجيبوتي والسودان ومصر كما هو معروف، فإذن هذه دولة، صحيح أنها تحتضن الاتحاد الأفريقي، لكنها تبدو متمردة على كل شيء وتنحاز للطرف الإسرائيلي”.

وأضاف أن هناك زيارات متبادلة بين الطرفين على مستوى الوزراء ووزراء الخارجية، مما يؤكد أن للزيارة أهدافا إستراتيجية تتعلق بإقامة قواعد قريبة من اليمن للحد من استهدافات اليمن للعنق الإسرائيلي، إلى جانب الأبعاد الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

وبشأن دوافع إثيوبيا لاختيار هذا المسار، قال جابر إن إثيوبيا تسير في ركب الولايات المتحدة الأميركية، فعلاقاتها بها قوية جدا، ويبدو أنها تستفيد من هذه العلاقات الجيدة، إضافة إلى تغلغل اللوبي الصهيوني الإسرائيلي هناك، وبالذات في البرلمان والحكومة الإثيوبية.

وأكد أن إثيوبيا دولة قارية ليس لها منفذ على البحر، وهذا طبعا تسعى إلى تعويضه من خلال علاقاتها مع الطرف الإسرائيلي الذي وقف معها ضد مواقف مصر والسودان المعارضة لبناء سد النهضة، مشيرا إلى أن هذا الأمر -بالإضافة إلى الدعم الأميركي- هو الذي مكنها من إتمام سد النهضة الذي فعلا جاء على حساب مصلحة السودان ومصر.