الأربعاء - 4 يونيو / حزيران 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

أخبار
أخبار

غزيون يعجنون البقوليات ويطحنون المعكرونة لمواجهة كابوس المجاعة

تابع آخر الأخبار على واتساب

في زمن يُقاس فيه الألم بعدد الأرغفة، يقف سكان قطاع غزة اليوم أمام واحدة من أقسى صور الحصار والجوع في العصر الحديث، فمع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر، ومنع إدخال الدقيق والمواد الأساسية لأكثر من شهرين متتاليين، فُتحت أبواب المعاناة على مصراعيها، ليتحول الخبز من مادة غذائية أساسية إلى "حلم يومي".

وفي محاولة يائسة لمواجهة كابوس المجاعة، لجأت الأمهات الغزِيات إلى وسائل بدائية لصناعة الخبز من العدس والمعكرونة والأرز المطحون، في مشهد يروي مرارة الحاجة ومأساة الجوع.



بدأ كثير من الأهالي في التفكير خارج الصندوق، مدفوعين بجوع المعدة ومرارة الإبادة المستمرة، مستعينين بما توفر لديهم من مواد غذائية كالمعكرونة العدس الأرز والفاصولياء، وبدؤوا يطحنونها يدويا باستخدام أدوات بدائية لتحضير عجينة الخبز، فقط لتوفير لقمة تسد رمق الأطفال.

وقد وثقت مقاطع فيديو وصور انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية ودولية، كيف يصنع سكان غزة الخبز من هذه المواد، وحتى من طحن الأرز، في ظل تفشي المجاعة الناتجة عن الحصار المستمر.

وبحسب شهادات عدد من النساء المسنات ظهرن في مقاطع فيديو مصورة، شرحن طريقة صناعة الخبز قائلات: "ننقع العدس والمعكرونة في الماء، وفي اليوم التالي نصفيه ونخلطه بقليل من الدقيق إذا توفر، لكنها ليست كافية، ومع ذلك نأكله لأنه لا يوجد شيء آخر".

وتروي نازحات بحسرة كيف اضطُررن إلى عجن المعكرونة والعدس بالماء لإطعام أطفالهن، بعد نفاد الطحين وارتفاع أسعاره الجنوني، فقط ليُصبرن أبناءهن على مجاعة تتغلغل في كل بيت.

في السياق ذاته، علق الأكاديمي والكاتب الفلسطيني فايز أبو شمالة عبر منصة "إكس" قائلا: "نجحنا اليوم في خلط المعكرونة مع الطحين، ووفرنا 12 رغيف خبز لـ 12 فردا من أسرتي"، متسائلا: "كيف يدبر الآخرون رغيف خبزهم؟".

وكتب أحد الناشطين: "المعكرونة بديل الطحين في مواجهة كابوس المجاعة في غزة".

المعكرونة بديل الطحين بمواجهة كابوس المجاعة في غزة

— سليمان الدباري 🇵🇸🇵🇸 (@sleiman_aldbary) May 10, 2025

وتساءل مدونون بأسى: "هل عرفتم أن نساء غزة أعدن المعكرونة إلى أصلها الأول: دقيق؟ نقع، ثم سلق، فعجن، فخبز. وهل عرفتم أنهن يصنعن من عصير العدس المطحون ما يشبه الخبز؟ وأنهن يأكلنه رغم غرابته، فقط لأن عصافير المعدة لا تحتمل الزقزقة؟".

هل عرفتم ان نساء غزة يرجعن المعكرونة إلى سيرتها الأولى "دقيق"
نقع ثم سلق عجنٌ ثم خبز!

هل عرفتم أنهن يصنعن من عصير العدس المطحون ما يشبه الخبز ؟!

وأنها تأكله على غرابته عصافير المعدة تلك التي تتعبها الزقزقة!

هذا الاضطرار، ضعف أم قوة ؟

— Duaa' (@Doaadagga) May 10, 2025

ورأى عدد من المدونين أن السكان بدؤوا يبحثون عن طريقة جديدة لصنع الخبز، بعد أن شارفت المعكرونة على النفاد.

خبز المعكرونة
شوفولكم شي تاني بينعمل خبز عشان المعكرونة شارفت على النفاذ

— N? (@Ybtx_) May 10, 2025

الموت جوعا

في السياق ذاته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن قطاع غزة يشهد موجة موت صامت يحصد أعدادا متزايدة من أرواح كبار السن والأطفال، مشيرا إلى أن تلك الوفيات المتزايدة تحدث بفعل الظروف المعيشية القاتلة التي تفرضها إسرائيل على أهل القطاع.

وأعلن المرصد أن 14 مسنا قضوا خلال أسبوع في غزة جراء التجويع والحصار الإسرائيلي، محذرا من تداعيات الأزمة الإنسانية في غزة، التي بلغت مستويات كارثية وقد طال الجوع جميع شرائح المجتمع.

بدوره، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن قطاع غزة يعاني حصارا تاما للشهر الثالث على التوالي.

وحذر المكتب الأممي من أن الناس في قطاع غزة يموتون، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها مستعدون لتكثيف مساعداتهم الإنسانية فور رفع الحصار عن القطاع.

من جانبها، دعت أولغا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، -خلال مقابلة مع الجزيرة- إلى فتح المعابر ورفع الحصار، قائلة إن "المعاناة في القطاع كبيرة وتفوق الوصف".

وفي الثاني من مارس/آذار الماضي، منعت إسرائيل دخول كافة المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى غزة، التي يعتمد فلسطينيو القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة بشكل كامل عليها بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.