أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنه سيتم إطلاق سراح مزدوج الجنسية الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، وذلك إثر اتصالات أجرتها حماس مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية.
وقالت في بيان إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أبدت حماس إيجابية عالية، وإن قرار إطلاق ألكسندر يأتي ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات و"الإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وأكدت حماس استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل لجنة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار.
كما ثمنت ما وصفتها بـ"الجهود الحثيثة التي يبذلها الإخوة الوسطاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية الشقيقتين، وكذلك الإخوة في تركيا طوال المرحلة الماضية".
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع أن إطلاق الرهينة الأميركي الإسرائيلي سيتم الثلاثاء القادم.
ترحيب أميركي
وفي أول تعليق أميركي على إعلان حماس، قال مبعوث واشنطن لشؤون الرهائن آدم بولر إن قرار حماس "الإفراج عن أميركي يمثل خطوة إيجابية للأمام" وطالبها بالإفراج عن جثث 4 أميركيين آخرين.
وأضاف بولر أن زيارة الرئيس دونالد ترامب للشرق الأوسط هذا الأسبوع أسهمت في تحفيز هذه الخطوة.
وتابع "زيارة الرئيس للمنطقة مفيدة، وكذلك العمل الذي قام به وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بهذا الشأن".
وفي إسرائيل، قالت القناة 12 إن ويتكوف سيصل إلى إسرائيل غدا في إطار الاتفاق على إطلاق سراح ألكسندر.
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي أن إشارات على قرب إطلاق سراح ألكسندر وصلت، وأن إسرائيل لم تكن مطلعة على الاتصالات.
وبدورها، قالت صحيفة يسرائيل هيوم إنه وفي مقابل إطلاق سراح ألكسندر ستفتح إسرائيل الممرات لإدخال المساعدات الإنسانية.
كما ذكر موقع والا الإسرائيلي أن منحى الإفراج عن الجندي ألكسندر يتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار.
وفي السياق، قالت والدة أحد الأسرى في غزة إن ابنها "في نفس النفق مع عيدان، وسيطلق سراح الأخير ويبقى ابني لأن نتنياهو قرر أن يقتله".
وأضافت أم الأسير الإسرائيلي أن "نتنياهو تحول لملك موت لكنني سأظل ألاحقه".
مفاوضات مباشرة ومتقدمة
وفي وقت سابق اليوم، قال قيادي في حركة حماس -للجزيرة- إن هناك مفاوضات متقدمة ومباشرة تجري حاليا مع الإدارة الأميركية حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين أقر المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف بأن إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب.
وكشف القيادي في حماس -للجزيرة- أن المفاوضات مع الإدارة الأميركية جارية منذ أيام، وتبحث إدخال المساعدات ووقف الحرب المستمرة على القطاع منذ أكثر من عام ونصف العام.
ومن جهته، قال مسؤول فلسطيني كبير مطلع -لرويترز، اليوم الأحد- إن حماس تجري محادثات مع الإدارة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وفي السياق، نقل موقع أكسيوس الأميركي -عن مصدر مطلع- أن مبعوث الرئيس الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف يجري مباحثات مع إسرائيل وقطر ومصر، كما يجري مباحثات بشكل غير مباشر مع حركة حماس عبر الدوحة والقاهرة.
وبحسب هذا المصدر المطلع، تتعلق المباحثات بصفقة محتملة للإفراج عن الأسرى وأيضا بشأن مناقشات أوسع تتعلق بالسلام.
ويتكوف: إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن ويتكوف قوله إن الولايات المتحدة تريد إرجاع الأسرى من غزة لكن إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب.
وأضافت القناة أن ويتكوف أبلغ عائلات الأسرى -خلال اجتماع معهم- أن إسرائيل تطيل الحرب بالرغم من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تعرف إلى أين يمكن التقدم بعد، وأنه يجب التوصل إلى اتفاق.
كما أشارت إلى أن انتقادات المبعوث الأميركي تتزامن مع استعداد الجيش الإسرائيلي لتوسيع القتال في غزة.
كما نقلت القناة 12 أيضا عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حماس قد تطلق سراح الجندي عيدان ألكسندر-الذي يحمل الجنسية الأميركية- كبادرة حسن نية للرئيس ترامب.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل أمام أيام مصيرية بخصوص إطلاق سراح الأسرى، وأنها تدعم منحى المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مشيرا إلى أنها قد تطرح صفقة أخرى غير منحى ويتكوف تشمل عددا أقل من الرهائن ومقابل ثمن أقل.
وبدورها، نقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هناك فوضى في إدارة ترامب لا تعرف فيها القدم اليمنى ما تفعله اليسرى، وكل شيء يسير وفق أهواء ترامب.
وفي غضون ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد مساء اليوم اجتماعا مصغرا بشأن غزة، بمشاركة عدد من الوزراء وكبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، لمناقشة صفقة التبادل أو العودة إلى القتال في غزة.
ومن جهة أخرى، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سينعقد اليوم في السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، قبيل زيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، وفي ظل الجهود المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ضغوط أميركية
وفي وقت سابق، عبر ويتكوف عن أمله في أن يكون هناك تقدم في الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة "قبل أو أثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب" للمنطقة.
كما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية -قبل أيام- عن مصدر مطلع قوله إن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطا كبيرة على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، وذلك تزامنا مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي إلى المنطقة منتصف مايو/أيار الجاري.
وأضاف المصدر المطلع أن الإدارة الأميركية ترى في هذا الأمر أهمية بالغة، وأنها أبلغت إسرائيل أنه إذا لم تتقدم نحو اتفاق فستجد نفسها وحدها.
وعلى صعيد آخر، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المبعوث الأميركي الخاص اجتمع مؤخرا مع عائلات الأسرى الإسرائيليين، وأشار ويتكوف خلال اللقاء إلى أن الضغط العسكري يعرّض حياة أبنائهم للخطر.
وأضافت هآرتس أن ويتكوف أكد للعائلات أن إسرائيل ستدفع الثمن الأكبر إذا استمر الأسرى في دفع ثمن عدم وقف الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن انتقادات ويتكوف للحكومة الإسرائيلية جرى تسريبها بأمر شخصي منه.
ويأتي ذلك، بعد تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأن ترامب قرر قطع الاتصالات مع نتنياهو على خلفية شكوك بأن الأخير يحاول التلاعب به.
وذكر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي ياني كوزين أن المحيطين بالرئيس الأميركي أخبروه أن نتنياهو يتلاعب به مما دفعه إلى قطع الاتصال معه، مضيفا أن ذلك قد يتغير لاحقا "لكن هذا هو الوضع حاليا".
كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" -عن مصادر مقربة من ترامب قوله- إنه يشعر بـ"خيبة أمل" من نتنياهو، ويعتزم التحرك واتخاذ "خطوات" في الشرق الأوسط "بدون انتظاره".