الإثنين - 12 مايو / أيار 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

صحة

الحقيقة حول بطن ووجه الكورتيزول

يتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مصطلحات مثل "بطن الكورتيزول" و"وجه الكورتيزول"، التي تزعم أن هرمون الكورتيزول هو السبب وراء زيادة الوزن في مناطق معينة من الجسم أو انتفاخ الوجه.

تحول هذه المصطلحات المبسطة عمليات بيولوجية معقدة إلى مجرد مخاوف سطحية وفقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية، مما يزيد من قلق الأفراد على صحتهم. فما الكورتيزول؟ وهل يجب القلق منه؟

ما الكورتيزول؟

الكورتيزول هو هرمون يفرز من الغدد الكظرية التي تقع فوق الكليتين، حيث يلعب هذا الهرمون دور جهاز الإنذار الطبيعي في الجسم، إذ يعد إفرازه جزءا أساسيا من استجابة الجسم للتوتر، وذلك عن طريق تحفيز ردود الفعل السريعة في المواقف الخطرة، مثل الهرب من حيوان مفترس أو التعامل مع ضغوط الحياة اليومية، كما يلعب الكورتيزول دورا حيويا في تنظيم الطاقة والتمثيل الغذائي.

تظهر المشكلة عندما يصبح التوتر مزمنا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترات طويلة، في هذه الحالة يمكن أن يسهم الكورتيزول في زيادة الوزن، وخاصة في منطقة البطن، بسبب تأثيره على تخزين الدهون.

كما أن التوتر المزمن قد يغير توزيع الدهون في الوجه، مما يجعله يبدو أكثر انتفاخا. يعتمد توزيع الدهون في الجسم على عوامل متعددة، بما في ذلك الجينات، والنظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني، وجودة النوم.

إلقاء اللوم على الكورتيزول وحده في موضوع دهون البطن يشبه إلقاء اللوم على مكيف الهواء في التغير المناخي.

تسبب بعض الحالات الطبية النادرة مثل متلازمة كوشينغ، وهي حالة يفرز فيها الجسم كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول، ارتفاعا كبيرا في هذا الهرمون مما يؤثر فعلا على الوزن وتخزين الدهون، ولكن هذا لا يرتبط بالتوتر اليومي العادي، لذلك إذا شعرت أن التوتر يؤثر على صحتك بشكل ملحوظ، فمن الأفضل مراجعة الطبيب بدلا من الاعتماد على فيديوهات مواقع التواصل في تشخيص حالتك.

الحقيقة حول بطن ووجه الكورتيزول

كيف تتعامل مع التوتر بطريقة صحية؟

يمكن التخلص من التوتر بعدة طرق، ليس منها اتباع "حميات تطهير الكورتيزول" أو شراء المنتجات التي يروج لها المؤثرون، بل يكمن التغيير في اتباع عادات بسيطة ومثبتة علميا:

  • احصل على نوم كاف ومنتظم.
  • مارس الرياضة بانتظام.
  • تناول طعاما متوازنا.
  • خذ فترات استرخاء بين الحين والآخر.

تلعب هذه المصطلحات "بطن الكورتيزول" و"وجه الكورتيزول" دورا جذابا يهدف إلى لفت الانتباه وزيادة المشاهدات، بينما يمثل التوتر مشكلة حقيقية، لكن الحل لا يكمن في الهستيريا الجماعية حول هرمون بسيط، إنما يكمن الحل في اتباع أسلوب حياة متوازن، لذلك بدلا من القلق، ربما أفضل ما يمكنك فعله هو إغلاق هاتفك وأخذ نفس عميق، وهو بالمناسبة أحد أفضل الطرق لتقليل الكورتيزول بشكل طبيعي.