أثارت تصريحات صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الأسباب الحقيقية للسماح بدخول مساعدات غذائية إلى قطاع غزة موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح مكتب نتنياهو في بيان رسمي أن السماح بدخول "كمية أساسية" من الغذاء إلى القطاع جاء بـ"دافع الحاجة العملياتية لتوسيع نطاق القتال"، وليس لأسباب إنسانية، مضيفا أن المساعدات تهدف إلى منع تفاقم أزمة الجوع في غزة، إذ إن تدهور الأوضاع الإنسانية قد يعرّض العملية العسكرية للخطر.
وشهدت منصة "إكس" سيلا من الردود الغاضبة، إذ اعتبر كثير من النشطاء أن مخطط "مركبات جدعون" يمثل سياسة ممنهجة للقتل الجماعي هدفها واحد "لا نجاة لأحد، لا بالسلاح ولا بالخبز".
وعلق أحدهم بأن "هذه حياة مدارة وموت متحكم فيه، كل شيء بإذن الجيش، حتى الطعام، مساعدات محسوبة بدقة تبقي الناس على قيد الحياة فقط ليواجهوا مصيرهم تحت القصف".
وأضاف "يريدون أن يقتلوا الناس غير جياع، لأن المجاعة قد تعرقل خطتهم العسكرية، فهل هدفهم إنقاذنا أم قتلنا؟".
ولاقت "الإغاثة الإنسانية" التي أقرتها إسرائيل بقرار عسكري انتقادات واسعة، إذ وصفها نشطاء بأنها "لقمة مشروطة بقرار عسكري"، واعتبرها آخرون "ذر رماد في العيون".
وتساءل بعضهم "كيف يمكن لمساعدات بتوصية من الجيش الإسرائيلي -الذي ينفذ عملية عسكرية- أن تكون رحمة أو شفقة بآلاف النساء والأطفال في المخيمات؟".
تصوروا "المساعدات الإسرائيلية" جاءت رحمة بالأطفال والنساء وأهل المخيمات المشردين والمحروقين، جاءت رأفة بهم "بعد توصيات الجيش الإسرائيلي" وفق بيان نتنياهو، لماذا؟
انطلاقًا من الحاجة إلى توسيع القتال الشديد، وفق مكتب النتنياهو.
ما أرحمه من جيش؟ يستمر ذر الرماد في عيون عالم أعور.— مختار غمّيض (@ghommokh) May 19, 2025
ودعا مغردون إلى عدم المبالغة في تقدير أثر هذه المساعدات الرمزية، مشيرين إلى أن القطاع يحتاج إلى إدخال 500 شاحنة يوميا، وأن الشاحنات التسع المسموح بها "لن تغير شيئا، ولن تكفي العدد الهائل من الجوعى".
أتمنى أن لا أرى أحد يتبجح بدخول 9 شاحنات لا تسمن ولا تغني من جوع إلينا بينما أنفقت الترليونات على العدو الذي يشارك بقتلنا على أنها بجهود دياره أو بلده التي قدمت الغالي والنفيس وضغطت على المجرمين لإدخال هذه المساعدات، ديارنا تحتاج 500 شاحنة يومياً وهذه الشاحنات التسع لن تغير شيئاً…
— محمد بن أحمد الخالدي (@Hadeeth55) May 19, 2025
ويرى آخرون أن إسرائيل تلجأ إلى هذا النهج لتغطية جرائم الإبادة الجماعية والتجويع بحق سكان القطاع أمام أنظار العالم، بالسماح بدخول كمية ضئيلة من المساعدات كي "تكمل إبادة المدنيين براحة أكبر".
إسرائيل بدها تسمح بدخول 9 شاحنات مساعدات واللي هي ما بتكفي لتلبية ولو كسر من احتياجات غزة، طيب ليش؟ عشان خايفة العالم يجبرها توقف الحرب بسبب المجاعة. المضحك المبكي هي إنها عارفة تمامًا إن ذر الرماد في العيون بمجرد 9 شاحنات كافي لإقناع العالم بأن تمام اتفضلوا كملوا إبادة براحتكم!
— نور الدين العايدي (@aydinour) May 19, 2025
في المقابل، حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية من تداعيات الهجوم العسكري الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة، مؤكدين أن المدنيين وحدهم من يدفعون ثمن هذه العمليات.
وكانت إسرائيل قد كثفت قصفها الجوي منذ الخميس الماضي، مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة أكثر من ألف آخرين، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.