انتقدت نجمة هوليوود العالمية أنجلينا جولي ازدواجية المعايير العالمية، قائلةً إنها أصيبت بالإحباط من التمييز بين الشعوب في حقوق الإنسان عالمياً، وذلك خلال حوار لها مع المخرجة السورية وعد الخطيب ، ضمن الفيلم الوثائقي “نحن نجرؤ على الحلم” (We Dare to Dream)، والمقرر عرضه في الدورة القادمة لمهرجان “تريبيكا” السينمائي، والتي تعقد في يونيو/حزيران 2024.
وقالت أنجلينا جولي في الحوار إنها تخلت عن فكرة وجود أناس أخيار، سواء كانوا شعوباً معينة أو دولاً، وذلك منذ بدأت العمل في المجال الإنساني، أي نحو 20 عاماً، مضيفة: “ربما وجدت هذه الفكرة من خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، وكانت تعني أيضاً وجود أهداف وخطوط واضحة لحقوق الإنسان، وأنه يجب أن يتحرك أحد لإنجاز هذه الحقوق، وهي مهمة الأمم المتحدة بالضرورة”.
وأضافت الممثلة الأمريكية في حديثها: “كانت فكرة بسيطة ومحددة لوجود علامات واضحة فيها، وبعضها يتعلق بالمستقبل، ويؤدي إلى التحرك من أجل تحقيق هذه الحقوق على الأرض” وأردفت جولي أنها فكرت بأن هناك بعض الحدود المرسومة وهناك بعض التفاهمات بين الدول، “وسوف نكبر ونناضل من أجل إدخال تحسينات في المجالات، ولكن وصلنا إلى أن نشاهد ونفهم أكثر وأكثر كيف أن الأمر ليس بهذه البساطة”.
وقالت أنجلينا جولي متحدثة عن التمييز بين الشعوب: “علمت أن العالم لا يسير بهذا الشكل، وإنما بطريقة أخرى هي أننا سوف نعطي لبعض الناس هذه الحقوق، وربما نعطيها بشكل مؤقت لبعض آخر، لكن بعضهم لن يحصل عليها أبداً، وسوف ندين هؤلاء بجريمة، ولن ندين أولئك، إنها الحقيقة البشعة للعالم، والتي تتضح أكثر مع مرور الوقت”.
أنجلينا جولي تتضامن مع غزة
وفي وقت سابق أدانت أنجلينا جولي القصف الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، مستهدفاً من خلاله منازل لاجئين فلسطينيين في مخيم جباليا داخل القطاع، ما أسفر عن مجزرةٍ جديدة راح ضحيتها مئات المدنيين.
موقف الممثلة الأمريكية جاء مفاجئاً نوعاً ما، بعد موقفها الأول الذي تمادت فيه بتسجيل تعاطفها مع “المدنيين” في إسرائيل. فقد اعتبرت أن زعماء العالم جميعهم متواطئون في الجرائم التي تُرتكب في غزة.
عبر حسابها الخاص والرسمي على إنستغرام، نشرت أنجلينا جولي صورةً للدمار الهائل الذي شهده مخيم جباليا عصر يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتسبب باستشهاد 400 فلسطيني مدني.
وأرفقت الصورة بتعليقٍ جاء فيه: “هذا هو القصف المتعمّد للسكان المحاصرين، الذين لا يملكون مكاناً آخر يهربون إليه، تُعتبر غزة بمثابة سجنٍ مفتوح منذ ما يقارب العقدين من الزمن، وها هي تتحول بسرعة إلى مقبرة جماعية”.
وأضافت أنجلينا جولي: “40% من الذين قُتلوا هم أطفال أبرياء، عائلات بأكملها تُقتل، بينما العالم يراقب، وبدعمٍ نشط من حكومات عدة، يتعرض الملايين من المدنيين الفلسطينيين- الأطفال والنساء والأسر- لعقابٍ جماعي، ويتم تجريدهم من إنسانيتهم، كل ذلك بينما يُحرمون من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي”.
وختمت النجمة الأمريكية تعليقها قائلة: “من خلال رفض المطالبة بوقف إنساني لإطلاق النار، ومنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من فرض وقف إطلاق النار على الطرفين، فإن زعماء العالم متواطئون في هذه الجرائم”.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.