تشكل المناظرات الرئاسية في الولايات المتحدة محطة حاسمة في السباق نحو البيت الأبيض، حيث تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار الحملات الانتخابية والتأثير على آراء الناخبين.
ومنذ أول مناظرة متلفزة في عام 1960، شهدت الانتخابات الأمريكية لحظات درامية وحاسمة، حيث أظهرت هذه المناظرات جوانب هامة من شخصية المرشحين وقدرتهم على التعامل مع الضغوط.
وهذا تشهده الولايات المتحدة الأمريكية اليوم في السباق نحو الرئاسة الامريكية، بين كل من في كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض، التي تواجه الرئيس السابق ترامب في مناظرة تترقبها الأنظار.
ومعها يعود الحديث عن المناظرات التي غيّرت مسار التاريخ السياسي الأمريكي وجعل الإنتخابات قادرة على الاستحواذ على أكبر عدد من الأشخاص.
وفي هذا السياق إليكم قائمة حول أبرز تلك المناظرات السياسية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حسب فترات زمنية مختلفة.
مناظرة جون كينيدي وريتشارد نيكسون (سنة 1960)
تُعد أول مناظرة رئاسية متلفزة في تاريخ الولايات المتحدة هي التي كانت بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون بتاريخ 26 سبتمبر 1960، وكانت من أكثر المناظرات تأثيرًا في مسار الانتخابات.
إذ قدمت هذه المناظرة أول دليل على أهمية الصورة والتلفزيون في التأثير على الناخبين، وكيف يمكن أن يكون الخطاب المتلفز دول في جذب أكبر عدد من الأصوات لمرشح دون آخر.
بينما بدى كينيدي الشاب واثقًا ومرتاحًا أمام الكاميرا، ظهر نيكسون متوترًا ومتعبًا، ما جعل الفارق واضحًا لدى المشاهدين عبر التلفاز.
أما المستمعون عبر إذاعة الراديو، فقد رأوا أن أداء نيكسون كان مقنعًا، لكن التأثير البصري كان له اليد الأول في التأثير، مما ساهم في فوز كينيدي بفارق ضئيل.
مناظرة رونالد ريغان وجيمي كارتر (سنة 1980)
في عام 1980، خلال المناظرة بين الرئيس جيمي كارتر والمرشح الجمهوري رونالد ريغان، برزت لحظة لا تنسى حين قال ريغان: “ها أنت هنا مرة أخرى” (There you go again)، معتمدًا على روح الدعابة والهدوء في الرد على اتهامات كارتر.
ساعد الأسلوب الذي إعتمده رونالد ريغان في ترسيخ صورته كقائد مريح ومتفهم، وقادر على أن يكون صورة ملائمة للشعب الأمريكي، مما أدى إلى تفوقه في الانتخابات بشكل كبير،إذ فاز بـ44 ولاية من أصل 50.
المناظرات: جورج بوش الأب وبيل كلينتون وروس بيرو (سنة 1992)
في الانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 1992، جرت مناظرة ثلاثية فريدة، والتي لم يسبق لها أحد قبل، وهي بين الرئيس جورج بوش الأب، وحاكم أركنساس بيل كلينتون، والمرشح المستقل روس بيرو. تميز بيل كلينتون بقدرته على التواصل مع الناخبين، في حين ارتكب جورش بوش خطأً بسيطًا ولكنه بارز، حيث نُظر إليه على أنه غير مهتم عندما ألقى نظرة على ساعته أثناء سير المناظرة.
هذا التفصيل الصغير الذي ركز عليه الجمهور الذي تابع المناظرة عبر شاشات التلفاز ساهم في تعزيز صورة كلينتون كقائد شاب ومهتم، الشيء الذي ساهم في فوزه بالانتخابات.
مناظرة جورج بوش الابن وآل غور (سنة 2000)
شهدت مناظرات التي نظمت سنة 2000 بين جورج بوش الابن وآل غور لحظة مفاجئة عندما قام غور بالتنهد مرارًا أثناء حديث بوش.
كما اقترب غور بشكل غير متوقع من بوش في إحدى اللحظات، ما أثار استغراب المشاهدين متسائلين حول سبب التصرف هذا.
لكن رغم أن غور كان يعتبر الفائز المتوقع في الانتخابات الرئاسية هذه، إلا أن أسلوبه المتعالي ساهم في تقليص فرصه للوصول إلى البيت الأبيض، بينما استغل بوش أسلوبه الهادئ والبسيط للفوز بالانتخابات في نهاية المطاف.
مناظرة دونالد ترامب وهيلاري كلينتون (سنة 2016)
عرفت الانتخابات الرئاسية لعام 2016 واحدة من أكثر المناظرات جدلًا في التاريخ الأمريكي الحديث، والتي كانت بين كل من المرشحين للرئاسة الأمريكية حينها دونالد ترامب وهيلاري كلينتون.
كانت هذه المناظرات مليئة بالهجمات الشخصية، حيث أظهر ترامب أسلوبًا هجوميًا غير تقليدي، في حين حاولت كلينتون المحافظة على صورة المرشح الرصين.
لكن وعلى الرغم من أن العديد من المحللين اعتبروا أن أداء كلينتون كان أقوى، إلا أن أسلوب ترامب الهجومي والشعبوي استحوذ على دعم العديد من الناخبين، مما ساهم في فوزه المفاجئ، وحصوله على أكبر عدد من الأصوات التي خولته إمكانية الحكم والوصول إلى البيت الأبيض.