منذ فوزه ببطولة كأس أمم أفريقيا عام 2019 ما زال منتخب الجزائر يبحث عن استعادة طريق الأمجاد خاصة وأن نتائجه بعد تلك البطولة لم تكن وفق التطلعات.
بعد تلك البطولة أُقصي رفاق رياض محرز من الدور الأول لكأس أفريقيا مرتين (2021 و2023) كما فشل “محاربو الصحراء” في بلوغ مونديال قطر 2022 بعد أن كانوا قريبين للغاية منه لولا الهدف المتأخر الذي سجله كارل توكو إيكامبي في الدقيقة 120+4 ليمنح بلاده بطاقة التأهل.
قبل هذا التاريخ شارك منتخب الجزائر في 4 نهائيات لكأس العالم وهي إسبانيا 1982 والمكسيك 1986 وجنوب أفريقيا 2010 وأخيرًا البرازيل 2014، كما تُوج من قبل بكأس أمم أفريقيا مرة واحدة عام 1990 (الثانية 2019)، هذا أمرٌ يدلّل على أن الجزائر دولة ولّادة لنجوم كرة القدم المحليين والمحترفين على حد سواء.
أفضل 10 لاعبين في تاريخ الجزائر
وفي السطور التالية نستعرض أفضل 10 لاعبين في تاريخ الجزائر ممن لعبوا مع المنتخب الوطني والأندية محلياً وأوروبياً والألقاب التي حققوها في مسيرتهم اعتماداً على موقع transfermarkt الشهير المتخصص في بيانات اللاعبين، وذلك من وجهة نظر موقع GivmeSports البريطاني الشهير.
10- رشيد مخلوفي
صنع مخلوفي تاريخاً خاصاً به، حيث وُلد في سطيف وبدأ مسيرته الكروية مع فريق الاتحاد الرياضي لمدينة سطيف ثم سافر إلى فرنسا للالتحاق بسانت إيتيان.
هناك مثّل منتخب “الديوك” في 4 مباريات دولية، وفي عام 1958 كان مخلوفي من بين اللاعبين المقيمين في فرنسا ممن فرّوا إلى الجزائر من أجل الالتحاق بفريق جبهة التحرير الوطني الذي تم تأسيسه من أجل مناهضة الاحتلال الفرنسي للدولة العربية، ثم أصبح لاعباً دولياً لمنتخب الجزائر في عام 1963.
لعب مخلوفي أيضاً لنادي سيرفيت السويسري ثم عاد لسانت إيتيان ليكمل 314 مباراة سجل فيها 137 هدفاً، قبل أن يختتم مسيرته الكروية مع باستيا الذي لعب له آخر موسمين بواقع 73 مباراة هز فيها الشباك 20 مرة.
9- إسلام سليماني
يُمكن تشبيه سليماني بالرحّالة العربي “ابن بطوطة” على اعتبار أن اللاعب مثّل الكثير من الأندية في أوروبا كما لعب في أمريكا اللاتينية وكذلك في بلده الجزائر.
بدأ سليماني رحلته الكروية عام 2007 مع فريق شبيبة الشرّاقة ثم انضم إلى شباب بلوزداد ومنه انتقل إلى سبورتنغ لشبونة أولى محطاته في أوروبا، ثم لعب لأندية ليستر سيتي ونيوكاسل يونايتد الإنجليزيين، فَنربخشة التركي، موناكو وأولمبيك ليون وستاد بريست الفرنسيين، كوريتيبا البرازيلي، وأندرلخت وميشيلين البلجيكيين، قبل أن يعود مؤخراً لنادي شباب بلوزداد.
عرف سليماني الذي يجيد ألعاب الهواء، طعم النجاح مع سبورتنغ لشبونة الذي لعب له فترتين بواقع 123 مباراة وسجل له 61 هدفاً وصنع 16، وتُوج معه بلقبي كأس البرتغال وكأس السوبر.
على الصعيد الدولي دافع سليماني عن ألوان منتخب الجزائر في 102 مباراة سجل فيها 46 هدفاً وقدّم 23 تمريرة حاسمة، وتُوج مع محاربي الصحراء بلقب كأس أمم أفريقيا 2019، كما ظهر في مونديال البرازيل 2014 الذي أُقصي فيه من الدور ثمن النهائي بالخسارة من ألمانيا صفر-2 بعد التمديد.
8- حسان لالماس
قضى لاعب خط الوسط كل مسيرته الاحترافية في الجزائر، أغلبها مع شباب بلوزداد (11 موسمًا سجل له 107 أهداف) الذي فاز معه بلقب الدوري 4 مرات وبكأس الجزائر 3 مرات، وفي آخر موسمين لعب لفريق نصر حسين داي علمًا بأنه بدأ مع فريق أولمبي العناصر.
دولياً لعب لالماس 32 مباراة مع منتخب الجزائر وسجل له 9 أهداف قبل أن يعلّق حذاءه في عام 1976 لينهي مسيرة استمرت 16 عامًا.
7- جمال مناد
هو أحد أبرز المهاجمين في تاريخ الجزائر، حيث منح بلاده أول لقب إفريقي في كأس الأمم وكان ذلك في عام 1990، كما تُوج هدافًا لتلك النسخة (4 أهداف)، وشارك أيضًا في نهائيات كأس العالم 1986 في المكسيك. في المجمل لعب مناد 72 مباراة بقميص المنتخب الوطني واحتفل معه بتسجيل 23 هدفًا.
في أوروبا لعب جمال مناد لفرق أولمبيك نيم الفرنسي ووفاماليساو وبيلينينسيس البرتغاليين، لكنه عرف طعم النجاح محليًا حيث تُوج بلقب الدوري الجزائري 5 مرات مع شبيبة القبائل بالإضافة إلى 3 ألقاب أخرى في الكأس (2 مع شبيبة القبائل و1 مع اتحاد العاصمة)، حيث اعتزل كرة القدم مع الأخير عام 1997.
6- صالح عصاد
بالنظر إلى مسيرته الدولية فقد حظي عصاد بشهرة واسعة باعتباره واحداً من اللاعبين الجزائريين القلائل الذين مثّلوا المنتخب الوطني في نسختين من كأس العالم، وحدث ذلك في مونديال إسبانيا 1982 والمكسيك 1986، كما دافع عن ألوان الجزائر في 68 مباراة دولية وأحرز 18 هدفًا.
بدأ عصاد مسيرته بكرة القدم مع فريق رائد القبة المحلي وفاز معه بلقب الدوري الجزائري (1980-1981)، بعدها بعام واحد سافر إلى فرنسا حيث احترف هناك 4 سنوات لعب خلالها لفريق مولوز كما قضى موسمًا وحيدًا على سبيل الإعارة مع باريس سان جيرمان، ثم اعتزل مع فريقه الأم عام 1989.
5- علي بن شيخ
عُرف بين الجماهير الجزائرية بلقب “عليلو” وهو أحد اللاعبين الذين قضوا كل مسيرتهم الاحترافية في بلدهم. ارتقى بن شيخ للفريق الأول لمولودية الجزائر وهو بعمر 17 عامًا حيث قضى هناك أغلب وقته ثم لعب لشبيبة الشراقة.
تُوج بن شيخ الذي يُعد أحد أفضل اللاعبين في مركز خط الوسط في تاريخ الجزائر مع المولودية بلقب الدوري المحلي 4 مرات وبالكأس مرتين، وبدوري أبطال أفريقيا مرة واحدة (1975-1976).
دوليًا لعب عليلو لمنتخب الجزائر 40 مباراة دولية، من بينها الظهور في كأس العالم 1982، وسجل بالعموم 5 أهداف، ثم ابتعد عن كرة القدم كلاعب عام 1989.
4- مصطفى دحلب
أكثر ما يتذكره عشاق كرة القدم الجزائرية لدحلب هو تلك السنوات العشر التي قضاها مع باريس سان جيرمان والتي تُوج فيها بلقبين متتاليين في بطولة كأس فرنسا (1981-1982 و1982-1983).
بدأ دحلب مسيرته الكروية مع سيدان الفرنسي ثم التحق بفريق شباب بلوزداد الذي لعب له موسمًا ونصف الموسم وهناك برزت موهبته ليخطفه باريس سان جيرمان حيث أمتع جماهير الفريق الباريسي في 309 مباريات اقترب فيها من تسجيل 100 هدف (98)، قبل أن يختتم مشواره مع نيس الذي لعب له 21 مباراة فقط وأحرز له 4 أهداف.
على الصعيد الدولي ارتدى دحلب قميص الجزائر في 20 مباراة منها ثلاثة في مونديال إسبانيا 1982، وبالمجمل سجل 6 أهداف دولية، واعتزل عام 1989.
3- رياض محرز
يمكن القول بأن محرز هو اللاعب الأكثر شهرة في الجيل الحالي من اللاعبين الجزائريين، هذا ليس كلامًا إنشائيًا بل تدعمه الأرقام الفردية وكذلك بطولاته التي فاز بها.
محرز المولود في مدينة سارسيل الفرنسية بدأ مسيرته الاحترافية مع لوهافر ومنه انتقل إلى ليستر سيتي الذي لمع وتألق بألوانه ليتُوج معه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (2015-2016) قبل أن يوقّع لمانشستر سيتي ويبدأ معه رحلة جديدة من النجاح.
قضى محرز 5 مواسم مع “السيتزنس” لعب فيها 236 مباراة بجميع البطولات وسجل 78 هدفًا وصنع 56 وفاز معه ب4 ألقاب في “البريميرليغ” و1 في دوري أبطال أوروبا، وألقاب أخرى في بطولات الكأس المحلية في إنجلترا، قبل أن ينتقل إلى أهلي جدة في صيف عام 2023.
ومع منتخب الجزائر لعب محرز 94 مباراة دولية سجل خلالها 31 هدفًا، وأهدى بلاده ثاني ألقابه في كأس الأمم الإفريقية وذلك في النسخة التي استضافتها مصر عام 2019 حيث أحرز فيها 3 أهداف، كما شارك في مباراة واحدة في مونديال البرازيل 2014.
ويرتبط محرز الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا عن عام 2016 مع فريقه الحالي أهلي جدة بعقد يمتد حتى صيف عام 2027.
2- لخضر بلومي
يُعد بلومي واحدًا من أعظم لاعبي خط الوسط ليس في الجزائر فحسب بل في كرة القدم الأفريقية حيث امتدت مسيرته على مدار 25 عامًا (1974-1999).
كان بلومي محط أنظار كبار الأندية الأوروبية مثل برشلونة، لكن القانون آنذاك منعه من مغادرة البلاد لأنه لم يصل سن 27 عامًا، كما كان قريبًا من التوقيع ليوفنتوس غير أن الإصابة بكسر في الساق حال دون ذلك أيضًا.
وعليه قضى بلومي كل مسيرته الاحترافية في الجزائر مع أندية مولودية وهران وغالي معسكر ومولودية الجزائر واتحاد بلعباس، باستثناء موسم واحد لعب فيه بألوان العربي القطري (1988-1989).
وتُوج بلومي بلقبين في الدوري الجزائري، أحدهما مع غالي معسكر بموسم 1983-1984، والأخير بألوان مولودية وهران (1987-1988)، كما اختير أفضل لاعب في أفريقيا عام 1981.
لعب بلومي لمنتخب الجزائر 74 مباراة دولية من بينها 5 في نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا، وبالعموم سجل 20 هدفًا.
1- رابح ماجر
يأتي ماجر في صدارة هذه القائمة باعتباره لاعبًا “متنوعًا” كما وصفه موقع givemesport البريطاني، وكسب شهرة واسعة بالتحديد في فترة وجوده مع بورتو البرتغالي.
ماجر بدأ مسيرته الكروية مع فريق نصر حسين داي المحلي الذي فاز معه بكأس الجزائر 1978-1979، ثم احترف في أوروبا من بوابة راسينغ كولومب ثم تور الفرنسيين قبل أن ينفجر مع بورتو البرتغالي.
مع بورتو تُوج ماجر بثمانية ألقاب أهمها الدوري البرتغالي مرتين وكذلك دوري أبطال أوروبا (1986-1987)، حينها سجل النجم الجزائري هدف التعادل في مرمى بايرن ميونخ بالكعب قبل أن يهدي زميله غوراي تمريرة حاسمة جاء منها هدف الفوز للبرتغاليين.
وخلال احترافه لعب ماجر لأندية فالنسيا الإسباني وقطر القطري، ما يعني أن نصر حسين داي هو الفريق الجزائري الوحيد الذي دافع عن ألوانه.
على الصعيد الدولي مثّل ماجر الجزائر في 77 مباراة سجل خلالها 26 هدفًا، وفاز مع منتخبه الوطني بكأس أمم أفريقيا 1990، قبلها نال جائزة أفضل لاعب في أفريقيا عام 1987.