لا تقل صناعة الأهداف أهمية عن تسجيلها، كونها المسبّب الرئيسي للوصول إلى شباك المنافسين ومساعدة الفريق فيما بعد على الفوز بالمباريات وصولًا إلى منصات التتويج، ولا سيما دوري أبطال أوروبا.
وفي الواقع تتطلب صناعة الأهداف مهارة ودقة في التمرير الأرضي أو الهوائي، كي تصل الكرة إلى المهاجم أو الزميل ليضعها دون عناء في الشباك، وهو أمر تفوّق به العديد من اللاعبين على نظرائهم لينقشوا أسماءهم في تاريخ البطولات محليًا وقاريًا وعالميًا.
أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا
في السطور التالية نلقي الضوء على اللاعبين الذين يملكون أكبر عدد من التمريرات الحاسمة في بطولة دوري أبطال أوروبا منذ انطلاقها في مسماها الجديد عام 1992 حتى قبل انطلاق منافسات نسخة الموسم الكروي 2024-2025، وفق أرقام الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”.
10- توماس مولر (29 تمريرة حاسمة)
يعيش الدولي الألماني موسمه الأخير مع بايرن ميونخ بموجب العقد الموقّع بينهما والذي ينتهي يوم 30 يونيو/ حزيران 2025، ويُعتبر مولر من الدعائم الأساسية للعملاق البافاري محليًا وأوروبيًا على مدار 15 عامًا.
وقدّم مولر لزملائه 29 تمريرة حاسمة في دوري أبطال أوروبا في 149 مباراة، لكن هذا ليس كل شيء فبإمكانه تعزيز رصيده في صناعة الأهداف في الموسم المتبقي من عقده خاصة وأن بايرن ميونخ لديه هدّاف من طينة الكبار هو الإنجليزي هاري كين بالإضافة إلى عدد آخر من اللاعبين الذين بإمكانهم الاستفادة من تمريراته أبرزهم جمال موسيالا.
9- كيفين دي بروين (29 تمريرة حاسمة)
يعيش النجم البلجيكي وضعية مطابقة تمامًا لحال مولر لأن دي بروين يلعب أيضًا موسمه الأخير مع مانشستر سيتي بالنظر إلى عقد اللاعب مع “السيتزنز” والذي ينتهي في صيف عام 2025.
وعلى الرغم من أن دي بروين ظهر بقميص ثلاثة أندية في دوري أبطال أوروبا هي جينك البلجيكي (4) وتشيلسي (3) ومانشستر سيتي، إلا أن تمريراته الحاسمة التي بلغت 29 في 72 مباراة بالعموم، جاءت جميعها مع الأخير الذي تُوج معه باللقب مرة واحدة وذلك في موسم 2022-2023.
بطبيعة الحال سيكون دي بروين قادرًا على تجاوز حاجز الـ30 تمريرة حاسمة في النسخة الحالية من “التشامبيونزليغ”، كيف لا ولديه مهاجم فتّاك يسجّل من أنصاف الفرص هو إيرلنغ هالاند.
8- أندريس إنييستا (29 تمريرة حاسمة)
إلى جانب زميليه السابقين ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز صنع إنييستا ربيع برشلونة محليًا وأوروبيًا، الثلاثي فازوا بالكأس “ذات الأذنين” 4 مرات.
إنييستا بالذات حصل على جائزة رجل المباراة في نهائي برلين 2014-2015 وهي آخر مرة يفوز بها برشلونة بدوري الأبطال حين تغلّب على يوفنتوس بنتيجة 3-1، وفيها قدّم تمريرة الهدف الأول لإيفان راكيتيتش ليصبح أول لاعب في تاريخ البطولات يصنع هدفًا في ثلاث مباريات نهائية مختلفة، عموماً منح “الرسام” لزملائه 29 تمريرة حاسمة في 132 مباراة بأمجد البطولات الأوروبية.
7- كريم بنزيمة (29 تمريرة حاسمة)
عاش المهاجم الفرنسي لسنوات في ظل البرتغالي كريستيانو رونالدو لكن ذلك لم يمنع تطوره أو تألقه بعد رحيل “الدون” عن ريال مدريد.
يكفي القول بأن بنزيمة كان رجل نسخة 2020-2021 الذي تُوج بها “الميرنغي” باللقب بفضل أهدافه الخمسة عشر، حيث سبق له التتويج بـ أربعة ألقاب أخرى.
ومع ذلك يبدو مجحفًا لبنزيمة أن يتم تجاهل مساهماته التهديفية من حيث صناعة الأهداف حيث قدّم طوال مشواره الأوروبي 29 تمريرة حاسمة في 152 مباراة لعبها مع ليون الفرنسي وريال مدريد، معظمها مع الأخير.
6- تشافي هيرنانديز (30 تمريرة حاسمة)
يُعتبر تشافي واحدًا من أفضل اللاعبين بالعالم في مركز خط الوسط، جودته كصانع ألعاب ومتحكم في رتم اللعب وقيادته على أرض الملعب لا يمكن لاثنين أن يختلفا عليها، حتى أنه وُصف “بالقلب النابض” لأحد أفضل الفرق في أوروبا (برشلونة).
ارتدى تشافي قميص النادي “الكتالوني” في 157 مباراة في دوري الأبطال قدّم خلالها 30 تمريرة حاسمة، فيما تُوج بأربعة ألقاب.
5- ريان غيغز (31 تمريرة حاسمة)
أسطورة مانشستر يونايتد بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فاز مع الفريق بأكبر عدد من الألقاب في الدوري الإنجليزي في حقبة السير أليكس فيرغسون، نجاحٌ امتد لدوري الأبطال الذي رفعه غيغز مرتين.
ظهر النجم الويلزي المعتزل مع “الشياطين الحمر” في 145 مباراة بدوري الأبطال، منح خلالها زملاءه 31 تمريرة حاسمة.
4- نيمار (33 تمريرة حاسمة)
هو أحد العناصر الأساسية التي ساهمت في تتويج برشلونة بالثلاثية التاريخية بموسم 2014-2015، صال وجال في الملاعب الأوروبية بقميص “البلوغرانا” ومن بعده باريس سان جيرمان، لكنه لم يفز إلا بلقب وحيد والذي حصده مع الفريق “الكتالوني”.
خلال 10 سنوات في أوروبا بدأت بوصوله إلى برشلونة صيف 2013 وانتهت برحيله عن باريس سان جيرمان إلى الهلال السعودي عام 2023، لعب نيمار 81 مباراة بدوري الأبطال قدّم خلالها 33 تمريرة حاسمة مع البارسا والبي أس جي.
3- أنخيل دي ماريا (39 تمريرة حاسمة)
اللاعب الأرجنتيني الملقب “برجل النهائيات” فاز “بالتشامبيونزليغ” مرة واحدة، وأمامه فرصة أن يتصدر هذه القائمة خلال الموسم الحالي (2024-2025) ويتجاوز مواطنه ليونيل ميسي وزميله الأسبق في ريال مدريد كريستيانو رونالدو.
دي ماريا، الذي قدّم 39 تمريرة حاسمة في 108 مباريات بدوري أبطال أوروبا لعبها بألوان بنفيكا وريال مدريد وباريس سان جيرمان ويوفنتوس، سيلعب مع بنفيكا 8 مباريات في الدور الأول من نسخة العام الحالي 2024-2025 إذا لم تمنعه الإصابات أو الإيقاف من ذلك. وبالنظر إلى قيمة اللاعب الأرجنتيني ومهاراته في التسجيل أو الصناعة، فلن يكون مفاجئاً رؤيته يتسيد المسابقة في صناعة الأهداف، فهو بحاجة إلى 4 تمريرات حاسمة فقط لإزاحة “الدون” عن العرش.
2- ليونيل ميسي (40 تمريرة حاسمة)
احتاج أفضل لاعب في العالم 8 مرات (رقم قياسي) إلى ست مباريات من أجل صناعة هدفه الأول في دوري أبطال أوروبا، وكان ذلك بألوان برشلونة، حيث واصل تألقه أوروبياً مع “البلوغرانا” ثم مع باريس سان جيرمان.
ومع انتقاله إلى إنتر ميامي في صيف عام 2023 توقّف عداد ميسي عند 40 تمريرة حاسمة قدّمها في 163 مباراة بدوري الأبطال مع “البلوغرانا” و”البي أس جي”، علماً بأنه تُوج بالمسابقة 4 مرات جميعها مع الفريق الإسباني.
1- كريستيانو رونالدو (42 تمريرة حاسمة)
هو سيد دوري الأبطال بلا منازع في عدد الأهداف المسجلة (140) وكذلك في صناعتها. لكن في الواقع، عرشه مهدد في الثاني من قبل دي ماريا زميله السابق في ريال مدريد.
وحتى ينجح دي ماريا في هذا التحدي الجديد، سيبقى رونالدو على القمة إذ قدّم 42 تمريرة حاسمة في 187 مباراة لعبها بألوان مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس.
يُذكر أن أفضل لاعب في العالم 5 مرات فاز بلقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات، الأولى مع “الشياطين الحمر” والبقية مع “الميرنغي”.