جيل ستاين ناشطة بيئية تسعى لرئاسة أميركا ووقف دعم إسرائيل

جيل ستاين طبيبة أميركية يهودية من أصل روسي، ولدت عام 1950، ونشأت في أميركا. عملت طبيبة لربع قرن، ولها اهتمام بالمجال البيئي، وأصبحت ناشطة سياسية عن الحزب الأخضر. ترشحت للانتخابات الرئاسية الأميركية مرات عدة وحصلت على المركز الرابع.

في عام 2023 أعلنت ترشحها مجددا لانتخابات 2024، ممثلة عن الحزب الأخضر وفق أجندة انتخابية من أهمها السعي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والعمل على وقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.

مولد ونشأة جيل ستاين

ولدت جيل إلين ستاين يوم 14 مايو/أيار 1950، في شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية، لعائلة يهودية روسية، عملت والدتها في مجال التعليم، وكان والدها رجل أعمال.

نشأت مع عائلتها في ضواحي هايلاند بارك، وركزت خلال نشأتها على الثقافة والعلم والعمل الجاد، وكانت عائلتها تنتمي إلى "حركة اليهودية الإصلاحية"، وهي حركة دينية تخلت عن عدد من المعتقدات والقوانين والممارسات اليهودية التقليدية، لمساعدة اليهود على التكيف مع مختلف الظروف والمجتمعات.

تزوجت ستاين من ريتشارد روهوير، وهو طبيب مختص في مجال الباطنية، ورزقت منه بابنين هما بن ونوح.

الدراسة والتكوين العلمي

بدأت دراستها في مدارس مدينة هايلاند بارك حيث نشأت، ثم التحقت بكلية هارفارد لتدرس تخصص العلاقات الاجتماعية، وهو تخصص مشترك بين الأنتروبولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس، وتخرجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف عام 1973، ثم التحقت بكلية الطب في الجامعة ذاتها، وتخرجت طبيبة عام 1979.

الحياة العملية لجيل ستاين

بدأت حياتها العملية طبيبة في الطب الباطني في عيادات بوسطن، وعملت أستاذة في كلية الطب بجامعة هارفارد، كما خدمت في مجلس إدارة جمعية الأطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية.

بقيت تعمل طبيبة لمدة 25 عاما، قبل أن تتحول إلى ناشطة بيئية وسياسية.

نشاطها الاجتماعي والتوعوي

أدركت جيل -نتيجة عملها في المجال الطبي- الروابط بين المواد السامة والأمراض التي نشأت في تسعينيات القرن العشرين، فبدأت النضال للمحافظة على البيئة الصحية باعتبارها حقا أساسيا من حقوق الإنسان.

وعملت مع المنظمات غير الربحية وجماعات الأميركيين الأصليين لرفض تلوث البيئة، ورفع مستوى الوعي البيئي لدى العامة، كما أسهمت في تغيير معايير نظافة محطات الفحم في ماساتشوستس. وساعدت في إغلاق محرقة نفايات طبية في لورانس في ماساتشوستس.

شاركت عام 2003 في تأسيس تحالف ماساتشوستس من أجل بيئة صحية، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى التوعية بأهمية الحفاظ على الصحة العامة واحترام البيئة وحمايتها، وتهتم بالرعاية الصحية والاقتصادات الخضراء المحلية، وتحفظ حقوق العمال.

في عام 2008 قادت حملة للتصويت على مبادرة "تأمين مستقبل أخضر"، التي تهدف إلى تحويل الاعتماد على الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة. وقد حظيت المبادرة بدعم يقدر بنحو 81% في عموم الولايات المتحدة.

وتعرف جيل ستاين بنشاطها وقيادتها لعدد من المبادرات لمكافحة العنصرية البيئية والظلم وتعزيز المجتمعات الصحية.

التجربة السياسية لجيل ستاين

دخلت ستاين عالم السياسة عام 2002 حين طلب منها حزب "ماساتشوستس الأخضر" الترشح لمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس.

وبعد عامين مثلت الحزب في انتخابات ممثل الولاية لعام 2004، ثم في عام 2006 تم اقتراحها لمنصب وزير الخارجية لكنها لم تفز به.

أعقب ذلك ترشحها باسم الحزب الأخضر مرة أخرى عام 2010 لمنصب حاكم ولاية ماساتشوستس، لكنها حصلت على الترتيب الرابع بين المرشحين بنسبة 1.42% من الأصوات.

وفي عام 2012 ترشحت لمنصب رئيسة الولايات المتحدة عن الحزب الأخضر الوطني، إلا أنها بقيت في الترتيب الرابع بنسبة 0.4% من الأصوات، وقد بلغ عدد الأصوات الذي حصلت عليه نحو 470 ألف صوت فقط.

وفي عام 2016 خاضت الانتخابات الرئاسية الأميركية ممثلة للحزب الأخضر، وحصلت كذلك على الترتيب الرابع بين المرشحين، بنسبة 1.1% من الأصوات، وفق ما ذكرته موسوعة السياسة الأميركية.

انتخابات 2024

أعلنت جيل ستاين يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ترشحها للانتخابات الرئاسية الأميركية 2024 عن الحزب الأخضر، واختارت بوتش وير نائبا لها.

وقالت عن ذلك إنها "تترشح للرئاسة مع الحزب الأخضر لتقديم خيار للشعب خارج نظام الحزبين الفاشل" على حدّ وصفها، كما وعدت في تصريحاتها "بوضع أجندة عمل مناخية تؤيد العمال وتناهض الحروب".

ويدعو برنامجها الانتخابي لعام 2024 إلى نقاط بعضها يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة منها:

• الوقف الفوري لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين.
• إنهاء تقديم جميع المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.
• إجراء تحقيق مستقل في شرعية المليارات التي تصرف للمساعدات العسكرية.
• كما تعد في برنامجها الانتخابي بإجراء إصلاحات في مجالات داخلية معينة منها:
• الاهتمام بالصحة والبيئة عن طريق تحسين جودة الهواء في المواصلات العامة والمدارس والمباني.
• الإصلاح الديمقراطي عن طريق استبدال نظام الحزبين بعدة أحزاب لضمان التنوع السياسي، وإلغاء قرار تمويل الحملات الانتخابية وإبعاد المال الخاص عنها.
• الإصلاح الجنائي وتقليص معدلات السجن المرتفعة عن طريق إصلاح نظام العدالة الجنائية، ومنح الحقوق التصويتية للسجناء.

وقد أشارت نتائج الانتخابات الأولية إلى أن 29.1% من المسلمين الأميركيين يؤيدون ستاين، كما بينت استطلاعات الرأي أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان ينون التصويت لها.

وتلقت ستاين دعما كبيرا من الناخبين في ولاية ويسكونسن، إذ قال 44% منهم إنهم ينوون التصويت لها، كما أن 35% من ناخبي ولاية أريزونا المسلمين يدعمونها.

موقفها بشأن الحرب على غزة

شاركت ستاين في الاحتجاجات التي نظمت في جامعة واشنطن ضد الحرب على غزة، والتي جرت يوم 27 أبريل/نيسان 2024، وطالب حينها المحتجون الجامعة بقطع العلاقات مع شركة بوينغ بسبب دعمها لإسرائيل، كما طالبوا بقطع العلاقات وإيقاف التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية كافة.

وظهرت ستاين في فيديو أثناء الاحتجاج تقول "سنقف هنا في صف واحد مع الطلاب المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان لإنهاء الإبادة الجماعية".

وقد حاولت ستاين تخفيف الاحتقان بين الطلاب وأفراد الشرطة؛ إلا أن قوات الأمن لم تستجب لذلك، وبدأت باعتقال الطلاب ومن معهم، واعتقلت ستاين مع 100 آخرين، ووجهت إليها تهمة الاعتداء على ضابط شرطة، وهو ما أنكرته ستاين.

الجوائز والإنجازات

تلقت جيل ستاين عدة جوائز عن عملها في مجال الصحة وحماية البيئة، منها:

• جائزة من منظمة "المياه النظيفة".
• جائزة "بطل صحة الأطفال".
• جائزة المواطن من مركز مكافحة التسمم

كما قدمت جيل تقريرين حظيها باهتمام وإشادة واسعتين هما:

• طريق الأذى: التهديدات السامة لنمو الطفل. وقد نشر عام 2006. وترجم إلى 4 لغات، ويٌستخدم مرجعا مجتمعيا للحفاظ على البيئة والصحة.
• التهديدات البيئية للشيخوخة الصحية. ونشر عام 2009.