السبت - 28 يونيو / حزيران 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

سوشال ومشاهير

أحمد بن علي: صناعة المحتوى الرقمي حررت المواهب وصنعت جيلاً جديداً من النجوم

تابع آخر الأخبار على واتساب

شهدت السنوات الأخيرة تحوّلاً جذرياً في عالم صناعة المحتوى الرقمي، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مساحة مفتوحة لكل من يمتلك فكرة أو موهبة، بعيداً عن القيود التقليدية التي كانت تتحكم في بروز الفنانين وصناع الإبداع.

وفي هذا الإطار، أوضح صانع المحتوى الشاب أحمد بن علي بن محمد، الشهير على تيك توك باسم A1، أن العصر الرقمي أتاح فرصاً غير مسبوقة للمبدعين. إذ لم يعد الطريق إلى الشهرة محصوراً في اختبارات أداء معقدة أو موافقات رسمية كما كان الحال في السابق، بل أصبح بإمكان أي شخص أن يقدّم محتواه للعالم بضغطة زر، ليصل إلى ملايين المتابعين في دقائق معدودة.

وأشار إلى أن هذه النقلة النوعية في صناعة المحتوى الرقمي حررت الموهوبين من سطوة شركات الإنتاج ومكاتب التعاقد، وألغت الحاجة إلى الوساطات أو الدعم المالي الضخم، لتكون الكلمة الفصل لجودة المحتوى ومدى تميّزه في جذب الجمهور.

وأضاف أن من أبرز سمات هذا الجيل الجديد من صنّاع المحتوى، الجرأة في الطرح، والابتكار في تقديم الأفكار، والقدرة على التأثير في الرأي العام وصناعة اتجاهات جديدة على مستوى المجتمع.

وبيّن أن منصات مثل يوتيوب وتيك توك وإنستغرام أصبحت اليوم بمثابة مسارح افتراضية تكتشف من خلالها المواهب الحقيقية، وتفتح أمامها أبواب الاحترافية وفرص التعاون مع أكبر الشركات والعلامات التجارية، ما يعزز من نمو صناعة المحتوى الرقمي بشكل مستمر.

وفي ظل هذا التطور السريع، شدد أحمد على أهمية مواكبة التغيرات التقنية والتوجهات الحديثة في عالم المحتوى. فالأدوات تتغير بسرعة، والجمهور بات أكثر وعياً وانتقائية، وهو ما يفرض على صناع المحتوى تطوير مهاراتهم بشكل مستمر، سواء في التصوير، أو المونتاج، أو حتى في فهم الخوارزميات.

وأضاف: “لم يعد النجاح مرهوناً بعدد المشاهدات فقط، بل بالقدرة على بناء مجتمع رقمي متفاعل، يقدم قيمة ويصنع تأثيراً حقيقياً. الجمهور اليوم يبحث عن محتوى يثريه أو يلامس مشاعره، وليس مجرد مقاطع سريعة وعشوائية.”

كما تحدث عن التحديات التي تواجه المبدعين الجدد، مثل صعوبة الثبات في ظل المنافسة الشرسة، والحاجة إلى التفرّد والتميّز في كل ما يُقدَّم، إضافة إلى ضرورة فهم قوانين المنصات وشروط الاستخدام لتجنب العقوبات أو الحظر.

وأكد أن كثيراً من المواهب العربية وجدت في صناعة المحتوى الرقمي فرصة لإبراز نفسها، ونجحت في بناء علامات تجارية شخصية، وتحقيق دخل مستقر، دون الحاجة للهجرة أو انتظار فرص من مؤسسات تقليدية.

واختتم أحمد بن علي بن محمد حديثه بالتأكيد على أن النجاح في عالم المحتوى الرقمي لم يعد حكراً على فئة معينة أو على أصحاب الإمكانيات المادية، بل بات متاحاً لكل شخص يمتلك فكرة مبتكرة وقادراً على العمل بجدية وتطوير مهاراته باستمرار. مشيراً إلى أن الجمهور اليوم أكثر وعياً، ويميز المحتوى الجيد من الرديء، ما يعزز من فرص الموهوبين الحقيقيين في الوصول إلى القمة، وتحقيق حضور مؤثر على المستوى المحلي والعالمي.

صناعة المحتوى الرقمي
صانع المحتوى أحمد بن علي بن محمد : حرية المنصات الرقمية أطلقت العنان للمواهب وصنعت جيلاً جديداً من النجوم

من جهة أخرى، يرى كثير من الخبراء أن مستقبل صناعة المحتوى الرقمي يتجه نحو المزيد من التخصص والاحترافية، حيث لم تعد العشوائية مقبولة كما في البدايات. فصانع المحتوى الناجح اليوم هو من يتقن جمهوره، ويدرس سلوك المستخدمين، ويعتمد على خطط محتوى مدروسة، توازن بين الجاذبية البصرية والقيمة المضافة.

وتُعد تحليلات الأداء وقراءة الأرقام من المهارات الأساسية التي ينبغي على كل صانع محتوى تعلمها، فنجاح المحتوى لا يُقاس فقط بعدد المشاهدات، بل بنسبة التفاعل، ومعدل الاحتفاظ بالمشاهد، وعدد المشاركات والتعليقات. هذه المعايير أصبحت اليوم أدوات حقيقية لفهم جودة ما يُقدّم، وتطويره باستمرار للوصول إلى جمهور أوسع وتحقيق الأثر المطلوب.

كذلك، لا يمكن الحديث عن صناعة المحتوى الرقمي دون الإشارة إلى أهمية التعاون بين صناع المحتوى أنفسهم. فالعمل الجماعي، وإنتاج مقاطع مشتركة (collabs)، من أكثر الأساليب التي تساعد على تبادل الجماهير، وبناء علاقات مهنية متينة تفتح آفاقاً جديدة في مسيرة كل مبدع.

في النهاية، تظل صناعة المحتوى الرقمي مجالاً مفتوحاً لا حدود له، يعتمد على الإبداع والمثابرة أكثر من أي شيء آخر. فكل موهوب يستطيع أن يجد له مكاناً على هذه المنصات، شرط أن يكون مستعداً للتعلم المستمر ومواكبة التطورات، والتفاعل الحقيقي مع جمهوره. بهذا الشكل فقط يمكن للمبدعين أن يحولوا أفكارهم إلى قصص نجاح مستدامة، تترك أثراً حقيقياً في عالمنا الرقمي المتسارع.

اقرأ أيضًا : رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينمائيا

للمزيد من المحتوى الهادف تابعونا على منصاتنا الرقمية على : فيسبوك ، قناتنا على واتساب ، تيلغرام