الجمعة - 4 يوليو / تموز 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

أسرة

تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة

تابع آخر الأخبار على واتساب

لا يمر بكاء النساء مرور الكرام، حيث تحتوي دموع المرأة على مركبات ومكونات فريدة من نوعها، تشير الأبحاث إلى تأثيراتها غير المتوقعة خاصة على الرجال، حيث تقلل من عدوانيتهم، بل تخفف من الجاذبية الجنسية لوجوه النساء الباكيات، مع العديد من التأثيرات الأخرى غير المتوقعة لمحلول الماء والملح الذي أثبتت الدراسات أن تأثيره أبعد من مجرد التنفيس عن الحزن أو الخوف.

من يبكي أكثر حقا؟

تعرض تيم هانت العالم الحائز على نوبل إلى هجوم كبير حين أصدر تصريحه المثير للجدل: "3 أشياء تحدث حين تكون النساء في المختبر، تقع في حبهن، يقعن في حبك، وحين تنتقدهن يبكين"، لكن مزيدا من الأبحاث والدراسات أكدت الشطر الأخير من حديث هانت حيث تبكي النساء بالفعل أكثر من الرجال، كما ونوعا.



بحسب الجمعية الألمانية لطب العيون، فإن النساء يبكين في كثير من الأحيان ولفترة أطول وبطريقة أكثر دراماتيكية من الرجال، وبينما تبكي المرأة العادية بين 30 و64 مرة سنويا، يبكي الرجل بين 6 و17 مرة فقط في السنة، ويختلف وقت البكاء أيضا بين الجنسين، فتبكي النساء في المتوسط 6 دقائق كل مرة، بينما يبكي الرجال من 2- 3 دقائق كحد أقصى، ومن بين 37 دولة تمت دراستها تبين أن 20% من النساء بكين أثناء الأولمبياد مقابل 8% من الرجال، و12% من النساء بكين حين شاهدن حريقا في الأخبار مقابل 5% من الرجال.

ورغم أن النساء يمِلن إلى البكاء أكثر من الرجال سواء في حالات الفرح أو الحزن، فإن الشعور الذي يلي البكاء غالبا ما يكون متشابها بين الجنسين، إذ يشعر كل من الرجل والمرأة بدرجة من الراحة أو التوتر، تبعا لطبيعة الموقف.

وقد أظهرت دراسة أُجريت عام 2001 حول العلاقة بين الشخصية والنوع الاجتماعي أن السمات الشخصية تلعب دورا مهما في تكرار البكاء وشدته. فالأشخاص الذين يميلون إلى القلق أو يتمتعون بحساسية عاطفية عالية، يكونون أكثر عرضة للبكاء، في حين أن الاستقرار النفسي يرتبط بانخفاض معدلات البكاء، والعكس صحيح.

تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة

دموع النساء المذهلة

كشفت دراسة نُشرت في مجلة "بلوس بايولوجي" عام 2023 أن دموع النساء تملك تأثيرا فريدا في تقليل مستويات العدوانية لدى الرجال، بشرط أن تكون ناتجة عن مشاعر حقيقية وعميقة. وبيّنت الدراسة أن هذه الدموع تُطلق إشارات كيميائية غير محسوسة تستنشق دون وعي، وتؤثر مباشرة على نشاط الدماغ لدى الرجال، مما يؤدي إلى انخفاض العدوانية بنسبة قد تصل إلى 44%.

ورغم أن الدموع تعد في ظاهرها مجرد محلول ملحي عديم الرائحة، فإن الباحثين أكدوا أنها تحمل إشارات كيميائية تنشط مستقبلات خاصة في الأنف، تقوم بنقل المادة المؤثرة إلى الدماغ، مما يؤدي إلى تهدئة الجسم والعقل، والتقليل من ردود الفعل العدوانية بشكل ملحوظ. وهذا التأثير لا يتعلق فقط بالتعاطف الواعي مع الموقف العاطفي، بل يتجاوز ذلك إلى استجابة فسيولوجية لا واعية.

وليس هذا التأثير الوحيد، إذ أظهرت دراسة سابقة نُشرت عام 2011 أن دموع النساء تقلل من الجاذبية الجنسية لوجوههن لدى الرجال. وأكدت تجارب لاحقة باستخدام التصوير الدماغي أن هذه الدموع تُقلل من النشاط في المناطق المسؤولة عن الرغبة الجنسية في دماغ الرجل.

لكن ورغم هذه التأثيرات البيولوجية، لا تحظى دموع النساء بتقدير مجتمعي دائم، خصوصا في بيئات العمل. إذ تُواجه العديد من النساء عواقب مهنية مثل فقدان الترقيات أو الوظائف لمجرد أنهن بكين في مواقف اعتُبرت "غير مناسبة"، مما يكرس ربط البكاء بالضعف، والعار، والشعور بالفشل، ويجعل من التعبير العاطفي عبئا إضافيا تتحمله النساء وحدهن.

لماذا تبكي النساء بسهولة أكثر من الرجال؟

أظهرت دراسة أجراها الدكتور ويليام إتش فراي أن الأطفال من الجنسين يبكون بوتيرة متقاربة حتى سن الـ12، لكن بعد هذا العمر تبدأ الفجوة بالاتساع، إذ تبكي الفتيات في سن الـ18 بمعدل يزيد 4 مرات عن أقرانهن الذكور.

ويُعزى هذا التفاوت إلى مجموعة من العوامل البيولوجية والكيميائية، في مقدمتها الهرمونات. فقد أظهرت أبحاث أن هرمون التستوستيرون، المرتفع لدى الذكور، يُثبط الميل للبكاء، بينما ترتفع لدى النساء مستويات هرمون البرولاكتين -الذي تُفرزه الغدة النخامية- ويُعتقد أنه يعزز الاستجابة العاطفية، بما في ذلك البكاء. وتبيّن أن النساء البالغات يمتلكن ما يقرب من 60% أكثر من هذا الهرمون مقارنة بالرجال.

تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة

لكن الفرق في وتيرة البكاء وشدته لا يمكن تفسيره فقط بعامل هرموني، إذ تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دورا محوريا أيضا. فالنساء يبكين أكثر لأسباب تتجاوز الكيمياء الحيوية، وتشمل التأثيرات التربوية، وضغوط المجتمع، وتوقعاته من كل جنس.

وتلعب العوامل البيولوجية دورا واضحا في اختلاف وتيرة البكاء بين الرجال والنساء، فصغر حجم القنوات الدمعية لدى النساء يجعل الدموع تتدفق بشكل أسرع وأكثر كثافة، في حين أن القنوات الدمعية لدى الرجال أكبر وأعمق، مما يعني أن كمية أكبر من الدموع يجب أن تتجمع قبل أن تفيض وتخرج من العين.

كما تسهم العوامل الثقافية والاجتماعية في ترسيخ هذا الفارق، إذ تُشجع العديد من الثقافات الرجال على كبت مشاعرهم وعدم التعبير عنها عبر البكاء، الذي يُنظر إليه غالبا كرمز للضعف أو السلوك "غير الرجولي"، مما يرسخ صورة نمطية تعيق التعبير العاطفي الصحي.

ورغم الفوائد المعروفة للبكاء، من تنظيف العين من الغبار، وإفراز هرمون الإندورفين الذي يخفف التوتر ويعزز النوم، إلى دور الدموع العاطفية في دعم الجهاز المناعي واحتوائها على بروتينات وهرمونات مفيدة، فإن الإفراط في البكاء بشكل متكرر قد يسبب مشكلات صحية.

فالبكاء المتواصل أو الشديد قد يؤدي إلى اضطرابات في الطبقة الدمعية للعين، مسببا تهيجا، وجفافا مزمنا، وإحساسا بالحرقة والحكة، وضبابية في الرؤية، بل قد يصل الأمر إلى اضطراب بصري مؤقت. لذلك، يُنصح بالعناية بالعين وترطيبها جيدا بعد نوبات البكاء الطويلة لتجنّب هذه الآثار الجانبية.