في خطواته التصعيدية الواسعة على لبنان التي بدأها قبل ثمانية أيام، بدأ جيش الاحتلال صباح الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عدوانًا بريًا على جنوب لبنان، وذلك بإسناد جوي ومدفعي، رغم التحذيرات العربية والدولية من مخاطر هذه العملية على المنطقة.
العدوان الإسرائيلي شمل أيضًا الهجوم على سوريا، في حين رد حزب الله وجماعة الحوثي وفصائل المقاومة في العراق بقصف عددًا من الأهداف.
المتحدث باسم جيش الاحتلال قال في بيان توضيحي أن العملية البرية التي زعم أنها محدودة، جاءت بتوجيه من القيادة السياسية، لافتًا إلى أن الجيش يعمل وفقًا لخطة تشرف عليها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية.
ماذا حدث قبل بدء الغزو؟
نشر الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء توثيقًا للاستعدادات التي قامت بها الفرقة 98 استعدادًا لدخولها إلى لبنان، حيث كان مقاتلو الكوماندوز والمظليون والمدرعات من اللواء السابع يستعدون في الأسابيع الأخيرة للعملية، بحسب صحيفة يديعوت إحرونوت الإسرائيلية.
الصحيفة أشارت إلى أن العملية جاءت بعد “تدربت الفرقة في القطاع الشمالي منذ أشهر عديدة من المناورة في قطاع غزة حيث اكتسب مقاتلو الفرقة المهارات والخبرة، وتوجهوا شمالاً ويقومون الآن بالمناورة في القطاع الشمالي بعد إجراء التعديلات اللازمة للقتال في لبنان”.
وقبل ساعات من بدء الاحتلال الغزو البري، أعلن الجيش الإسرائيلي إقامة منطقة عسكرية مغلقة في ثلاث مستوطنات على الحدود مع لبنان هي: المطلة ومسغاف عام وكفار غلعادي، على وقع تقارير حول استعداده لتنفيذ اجتياح بري داخل الأراضي اللبنانية.
وبعد منتصف ليل الإثنين الثلاثاء شن الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية ببيروت، بل واستهدف أيضًا، بغارات عنيفة مدينة بنت جبيل وبلدات الطيري وكونين وبليدا، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وفي السياق ذاته، أفادت الوكالة بإلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة على أطراف بلدة عيتا الشعب الحدودية بقضاء بنت جبيل (جنوب).
وفي الساعة 2:05 من فجر الثلاثاء أقدم طيران الاحتلال الإسرائيلي على استهداف حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، وتسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية للنظام “سانا”.
وفي الحدث ذاته، ذكرت وسائل إعلام سورية أن القصف الإسرائيلي استهدف اغتيال شخصيات عدة في العاصمة دمشق، وأشارت إلى مقتل المذيعة في التلفزيون السوري “صفاء أحمد” إثر القصف الإسرائيلي.
رد المقاومة
ومع بدء ساعة الغزو البري للاحتلال، ردت حركة حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي وفصائل المقاومة في العراق بقصف عددًا من الأهداف.
وسائل إعلام إسرائيلية أفادت باعتراض القبة الحديدية للاحتلال صاروخين أطلقا من قبل حزب الله باتجاه الجليل الأعلى، ودوت صفارات الإنذار في المطلة بإصبع الجليل أيضًا، وهو ما أكده حزب الله في بيان رسمي.
بدورها، أطلقت جماعة الحوثي هجمات على سفينة قبالة الحديدة، إذ أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية الثلاثاء أنها تلقت تقريرًا عن وقوع حادث على بعد 64 ميلاً بحريًا شمال غربي الحديدة باليمن. وأضافت أن السفينة أبلغت عن أربع وقائع بالقرب منها.
وقبيل ذلك، أطلقت أربعة صواريخ نحو قاعدة “فيكتوريا” التي تؤوي جنودًا أمريكيين في مطار بغداد، من دون أن تسفر عن وقوع ضحايا، لكن توقفت حركة الملاحة مؤقتًا بمطار بغداد الدولي، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية مهر.
موقف واشنطن
وحول العملية البرية قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الوزير لويد أوستن تحدث إلى نظيره الإسرائيلي وزير الأمن يوآف غالانت الاثنين.
الوزارة أضافت في بيان: “اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على امتداد الحدود لضمان عدم تمكن حزب الله اللبناني من شنّ هجمات على غرار هجمات السابع من أكتوبر على البلدات الشمالية في إسرائيل”.
وأفادت الوزارة بأن أوستن أكد ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود.
من جهته، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن إن الإدارة الأمريكية فهمت طبيعة العملية في لبنان ولم تقيدنا بالوقت. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تدرك أنه بعد اغتيال نصر الله هناك وضع جديد في لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري تشن إسرائيل “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، ما أسفر حتى فجر الثلاثاء عن ما لا يقل عن 1057 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و2950 جريحًا، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر إجمالا حتى فجر الثلاثاء عن ما لا يقل عن 1896 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و89049 جريحًا، حسب رصد الأناضول لإفادات رسمية.