واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الفلسطينيين وهدم منازلهم في الضفة الغربية المحتلة، في حين قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن "المستوطنين وجيش الاحتلال نفذوا 11 ألفا و280 اعتداء بالضفة خلال النصف الأول من هذا العام".
وأفادت اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم بأن قوات الاحتلال بدأت بهدم منازل الفلسطينيين بحي المربعة في مخيم طولكرم.
في الأثناء، قالت مصادر إن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت صباح اليوم مبنى في قرية خربثا المصباح غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وأوضحت المصادر أن جيش الاحتلال اقتحم القرية مصحوبا بجرافات الهدم التي شرعت بهدم المبنى السكني الواقع عند مدخل القرية بحجة البناء من دون ترخيص. واستنادا للمصادر فإن المبنى كانت تقطنه عائلات يصل عدد أفرادها نحو 50 شخصا.
تصعيد إسرائيلي
في الأثناء، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن "العدد الإجمالي للاعتداءات التي نفذتها دولة الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية بلغ 11 ألفا و280 اعتداء خلال النصف الأول من عام 2025 نفذتها أجهزة دولة الاحتلال المختلفة بما فيها مليشيات المستوطنين".
وأضاف شعبان -أثناء مؤتمر صحفي للهيئة- أن هذا التصاعد الكبير في شكل الاعتداءات وعددها وطبيعتها يتزامن مع العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال على أبناء شعبنا في قطاع غزة وكل أماكن الوجود الفلسطيني، مشيرا إلى أن الاعتداءات تراوحت بين فرض وقائع على الأرض (الاستيلاء على أراضٍ وتوسعة استعمارية وتهجير قسري)، وإعدامات ميدانية وتخريب أراضٍ وتجريفها، واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
وبيّن أن الاعتداءات تركزت في محافظات: في رام الله 1975 اعتداء، تليها الخليل 1918، ثم نابلس 1784.
وأضاف أن الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في الفترة نفسها بلغت ما مجموعه 2153 اعتداء، تسببت في استشهاد 4 مواطنين، وتراوحت بين الهجوم على القرى الفلسطينية والاعتداء على الآمنين فيها، وإشعال المنازل على رؤوس أصحابها، وإطلاق النار على المواطنين، وإقامة البؤر الاستعمارية، والسيطرة على أراضي المواطنين، والاعتداء على الشوارع والمركبات، وشن هجمات منظمة وخطيرة تميزت بها هذه الاعتداءات في الفترة الأخيرة مثلما حدث في قرى كفر مالك والمغير وبيتا وسنجل وغيرها.
وتركزت هذه الاعتداءات في محافظات: رام الله بواقع 491 اعتداء، والخليل بـ409، ونابلس بـ396.
وتشير معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ حتى نهاية عام 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، بينها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.
يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية عسكرية شمال الضفة بدأها بمدينة جنين ومخيمها، ثم توسعت لاحقا إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 991 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
اعتقالات واقتحامات
وفي سياق متصل، واعتقل جيش الاحتلال، الاثنين، الإعلامي الفلسطيني ناصر اللحام، رئيس تحرير شبكة "معا" الإعلامية المحلية ومدير مكتب قناة "الميادين" اللبنانية بالضفة الغربية، من منزله جنوب الضفة.
وقالت وكالة "معا" على موقعها الإلكتروني إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت اللحام من منزله في بيت لحم وحطمت محتوياته، وصادرت أجهزة حاسوب وهواتفه الشخصية".
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة دورا جنوب الخليل، واعتقلت زوجة الأسير المحرر محمود الفسفوس. وهذا الاعتقال هو الثالث خلال الأسابيع الماضية.
وكان الفسفوس قد أمضى نحو 13 عاما في سجون الاحتلال، واتهمته قوات الاحتلال لاحقا بتنفيذ عملية إطلاق نار على موقع عسكري جنوب الخليل.
بدورها، قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، اليوم الاثنين، إن سلطات الاحتلال أصدرت وجددت أوامر الاعتقال الإداري بحق 66 معتقلا، بينهم الأسيرة شهد حسن من رام الله.
وأوضحا في بيان مشترك أن الاحتلال يواصل التصعيد من جريمة الاعتقال الإداري، تحت ذريعة وجود (ملف سري)، علما أن عدد المعتقلين الإداريين يشكل النسبة الأعلى مقارنة مع أعداد الأسرى المحكومين والموقوفين، والتي شهدت تصاعدا غير مسبوق منذ بدء الإبادة حيث يبلغ عددهم اليوم 3629 أسيرا.