بينما تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تتكشف تدريجيا ملامح مخطط يهدد وحدة الجغرافيا الفلسطينية ويضع مستقبل السكان في خطر التهجير الجماعي.
فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطط إقامة ما تسميه تل أبيب "مدينة إنسانية" على أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ضمن مخططات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن هذه المدينة ستقام بين محوري فيلادلفيا وموراغ جنوب القطاع، بزعم الفصل بين المدنيين وعناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأثارت هذه المخططات، التي انتشرت خلال الأسابيع الأخيرة، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي بين مغردين فلسطينيين وعرب، الذين اعتبروا أن محور موراغ لم يعد مجرد ممر عسكري عابر، بل مشروعا مدروسا يهدف إلى فصل رفح عن باقي قطاع غزة وعزلها بالكامل، في خطوة تمهّد لما يسمى بخطة "الإجلاء الطوعي".
ويرى مغردون أن هذا المخطط يسعى إلى فرض واقع ميداني يتيح التحكم المشدد في حركة السكان والضغط عليهم نفسيا ومعيشيا، وصولا إلى دفعهم نحو الهجرة القسرية المغلفة بخطاب "الطوعية".
وحذروا من أن نجاح هذه الخطط لن يكون مجرد إجراء أمني مؤقت، بل خطوة إستراتيجية ذات أبعاد سياسية وأمنية خطِرة تهدد حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم، وتعيد فتح ملف التهجير الجماعي من بوابة جديدة.
وأشار آخرون إلى أن محور موراغ هو جزء من خطة ممنهجة لإعادة رسم خريطة غزة ديمغرافيا وأمنيا تحت شعارات "إنسانية" براقة.
واعتبروا أن ما يجري ليس مبادرات إغاثية أو إنسانية كما تروج إسرائيل، بل "نكبة جديدة" تدار بلغة الشركات وخطط إعادة الإعمار المزعومة، وتغلف بشعارات زائفة لتبرير السيطرة وتسهيل تهجير السكان.
ولفت عدد منهم إلى أن كل التحركات الميدانية التي تقوم بها قوات الهندسة الإسرائيلية في محيط المحور توحي بأن المشروع يتقدم بخطوات ثابتة على الأرض، في ظل صمت دولي وانشغال إقليمي.
صفقات تفريغ ضخمة من غزة بأقنعة إنسانية..سلاح جديد في معركة الأرض!
🧵 في الغرف المغلقة تُرسم خرائط تهجير الفلسطينيين من غزة بهدوء.. وبالمال!
"معسكرات نزع التطرف" ومخطط "أورورا": مشروعان بواجهة إنسانية واحدة!
كل شيء يبدو طوعيًا، لكن الحقيقة: خطة خبيثة لتفريغ غزة وإعادة تشكيل…— Dima Halwani (@DimaHalwani) July 7, 2025
وقال أحد النشطاء: "هذا المقترح مطروح للتضليل على استقطاع رفح بالكامل. من وجهة نظري، انسحاب الاحتلال من هذا المحور ضروري لبدء الهدنة وضمان وقف الحرب".
وأضاف ناشط آخر:" محور موراغ خدعة، هدفها دفع أهل غزة إلى الهجرة، وإنشاء منطقة آمنة وهمية بإشراف الاحتلال. إن لم يُوقف اليوم، سيصبح غدا واقعا مفروضا بالقوة".
وربط مدونون بين هذه التحركات والتصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والتي تحدث فيها عن "وضع سكان غزة في معسكرات اعتقال" بعد هدنة الستين يوما، معتبرين أن هذا التهديد ليس تهويلًا ولا مبالغة، بل جزء من مسار الاحتلال منذ بداية الحرب.
التصريح الذي جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس حول مخطط وضع الناس في معسكرات اعتقال بعد هدنة الستين يوما ليس تهويلا ولا مبالغة، ويجب أخذه على محمل الجد، فهذا ديدن ومسار الاحتلال منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة،
كل ما في الأمر أن يتنبّه قادة ونخب الشعب الفلسطيني لهذا المخطط…
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) July 7, 2025
وفي وقت سابق من أول أمس، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في لقاء مع مراسلين عسكريين أجانب عن خطة لإنشاء 4 مراكز إضافية لتوزيع المساعدات جنوب محور موراغ برفح، إلى جانب إقامة منطقة مدنية ضخمة مخصصة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين سيجري ترحيلهم إليها قسرا.
في حال التوصل إلى اتفاق، ستُنشأ المناطق الإنسانية التي أقرّها الكابنيت جنوب محور موراغ، "فيلادلفي 2"، حيث يريد نتنياهو نقل جميع سكان غزة
"الكابينيت" يُصادق على خطة إنشاء مناطق مُخصصة لتقديم المساعدات في غزةرجعوا للمقترح الاساسي في رفح منكقة انسانية ب ٤ نقاط قابلة للزيادة وتوسع
— الغّزّاويِ (@palestinian9001) July 6, 2025
ويجمع المدونون على أن ما يجري في محور موراغ هو محاولة ممنهجة لإنتاج واقع سياسي وأمني مواز داخل القطاع، وأن وعي السكان وقدرتهم على كشف أهداف المشروع مبكرا يشكلان خط الدفاع الأهم لمنع تنفيذه.