في عالم الموضة الذي يتسم بسرعة التغير وكثرة الصيحات، تواجه كثير من النساء صعوبة في العثور على "أسلوبهن الخاص"، فبين سيل عروض الأزياء المتجددة باستمرار، وتأثير منصات التواصل الاجتماعي المليئة بالصور والنماذج المختلفة، قد يصبح تحديد هوية مظهرية مميزة مسألة محيّرة، لكن خبراء الموضة يرون أن امتلاك أسلوب شخصي لا يتطلب مواكبة كل اتجاه جديد، بل يرتبط أكثر بالراحة، والثقة، والقدرة على التعبير عن الذات من خلال الملابس.
تقول مادلين دانغمان، محررة مجلة الموضة والجمال "غلامور"، إن الأسلوب الخاص يعني قبل كل شيء الشعور بالراحة والثقة فيما ترتديه المرأة، بصرف النظر عن كون تلك القطع رائجة أم لا، وتؤكد أن الأمر لا يتعلّق بمجاراة جميع الصيحات، بل باختيار ملابس تمنح المرأة متعة في ارتدائها وتناسب شخصيتها على المدى الطويل.
أسلوب يتطور مع الزمن
تشدد دانغمان على أن الأسلوب الشخصي ليس مفهوما جامدا، بل يتطور مع مرور الوقت ويعكس مراحل الحياة المختلفة، وتحذّر من فرض صيغة ملبسية لا تنسجم مع الروتين اليومي للمرأة، إذ سرعان ما سيشعرها ذلك بأنها "تتنكر" لنفسها، الأفضل -بحسبها- هو أن تبقى المرأة على طبيعتها وتختار قطعا تبرز ملامح شخصيتها.
ولتحديد معالم هذا الأسلوب، تقترح دانغمان مراجعة خزانة الملابس بعرض القطع المفضلة وملاحظة ما يجمع بينها من سمات مشتركة، هذا التحليل البسيط يساعد على تكوين ما يُشبه "بصمة الأسلوب"، التي تُرشد المرأة في مشترياتها المستقبلية وتمنعها من الانجراف وراء ما لا ينسجم مع هويتها.
قاعدة الثلاث إطلالات
تنصح خبيرة الموضة الألمانية بقاعدة عملية عند التسوق: يجب أن يكون من الممكن دمج أي قطعة جديدة ضمن ثلاث إطلالات مختلفة على الأقل. وإذا تعذّر ذلك، فمن المرجّح أنها لا تناسب الأسلوب الشخصي، هذه القاعدة توفر المال والوقت، وتضمن أن تبقى الخزانة متجددة وعملية في الوقت نفسه.
خزانة الملابس الكبسولة
- كذلك، توصي دانغمان بتبنّي مفهوم "خزانة الملابس الكبسولة"، وهو نهج يقوم على امتلاك مجموعة صغيرة من القطع الأساسية عالية الجودة، يمكن تنويعها بطرق لا حصر لها، وتشمل هذه المجموعة عادة:
- بنطال جينز مناسب ومريح.
- قميصا أبيض أو تيشيرت بسيط.
- سترة أنيقة متعددة الاستخدام.
- حقيبة كلاسيكية ذات تصميم خالد.
هذه الأساسيات، عند دمجها بذكاء مع بعض القطع العصرية أو الإكسسوارات المميزة، تمنح المرأة إطلالات متجددة تعكس شخصيتها دون إفراط أو فوضى.
النتيجة، كما تلخص دانغمان، أن الأسلوب الشخصي ليس سباقا للحاق بركب الموضة، بل رحلة لإيجاد التوازن بين الراحة، والهوية، والقدرة على التعبير عن الذات بصدق عبر الملابس.