الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
بائع الصحف الباريسي علي أكبر، الباكستاني المسن، هو آخر من ينادي على عناوين الصحف بصوته في باريس. يتنقل بين المقاهي في سان جيرمان ديه بريه، حيث أصبح جزءاً من المشهد اليومي. سيحصل علي أكبر على وسام الاستحقاق الوطني لخدمته فرنسا. وصل إلى فرنسا في شبابه وعمل في مهن مختلفة قبل أن يصبح بائع صحف. يبيع حالياً حوالي 30 صحيفة يومياً ويستمتع بعمله رغم صعوبته. يرى فيه البعض رمزاً لعصر مضى.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
يتنقل الباكستاني علي أكبر يوميا بين الباحات الخارجية للمقاهي في وسط باريس، حيث ألِف الرواد وجه هذا المسنّ، وهو آخر بائع صحف ينادي عليها بصوته في العاصمة الفرنسية.
ويجول بائع الجرائد العتيق في شوارع منطقة سان جيرمان ديه بريه الباريسية التي يرتادها المثقفون وتنتشر فيها المعارض الفنية والمكتبات، ويستمتع سكانها والسياح بمشهده مناديا على عناوين جذّابة وطريفة أحيانا، من بينها على سبيل المثال "فرنسا في حال أفضل"، و"إريك زيمور يعتنق الإسلام"، في إشارة إلى المرشّح اليميني المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية سنة 2022.
- ارتفاع منسوب مياه البحر سيعرض تماثيل جزيرة الفصح الشهيرة للخطر
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم
ويُضفي حضور على أكبر على العاصمة الفرنسية طابع قرية.
وتقول أمينة قيسي التي تعمل نادلة في مطعم مقابل سوق سان جيرمان وتعرف البائع الباكستاني منذ أكثر من 20 عاما: "حتى الجدران يمكنها أن تتحدث عن علي".
وتُلاحظ أمينة أن هذا الرجل الناحل ذا الوجه الرقيق الذي يحمل صحفه على ذراعه "شخصية" لا تتجزأ من الحي. وتضيف "حتى السياح يسألوننا أين هو، إن لم يروه!".

حياة شاقة
وعَد الرئيس إيمانويل ماكرون بتقليد علي أكبر قريبا وسام الاستحقاق الوطني من رتبة فارس تقديرا "لالتزامه في خدمة فرنسا".
ويعلّق علي أكبر الذي يضع نظّارة دائرية ويرتدي بزة عمّالية زرقاء ويعتمر قبعة باعة الجرائد المعروفة بـ"غافروش"، وبات متخصصا بشكل رئيسي في بيع صحيفة "لوموند": "في البداية، لم أصدق ذلك. لا بد أن أصدقاء طلبوا من (ماكرون) ذلك… أو ربما اتخذ القرار من تلقاء نفسه". ويتابع متذكرا "كنا نلتقي كثيرا عندما كان طالبا".
ويضيف "أعتقد أن ذلك يعود إلى شجاعتي، لأنني عملت كثيرا".
كان علي أكبر في العشرين عندما وصل إلى فرنسا، سعيا إلى الخروج من الفقر وإرسال المال إلى عائلته في باكستان، فعمل بحّارا ثم غاسل أطباق بمطعم في روان (شمال غرب فرنسا)، قبل أن يتعرف في باريس بجورج بيرنييه الملقّب "البروفيسور شورون" الذي عرض عليه بيع صحيفتيه الساخرتين "هارا كيري" و"شارلي إبدو".
وعاش علي مدة بلا مأوى، ويروي أنه تعرّض خلالها لاعتداءات وعانى الفقر المدقع. كانت حياته في هذه المرحلة شاقة جدا، لكنه لم يستسلم يوما.
وينقل أصغر أبناء علي الخمسة ويُدعى شهاب عن والده قوله له "سيضع إيمانويل ماكرون بعض البيتادين (المطهّر الموضعي) على جراحي". ويشير الشاب البالغ 30 عاما أنه "معجب جدا" بأبيه.
ويفتخر شهاب بتعداد وسائل الإعلام الأجنبية التي كتبت عن والده أو أجرت تحقيقات مصوّرة عنه، ومنها "نيويورك تايمز" و"بي بي سي" و"آسيا بيزنس ديلي" و"لا ستامبا".
عندما بدأ علي أكبر العمل كبائع جرائد في سبعينيات القرن العشرين، ركّز على الدائرة الباريسية السادسة التي كانت آنذاك حيا جامعيا "يمكن تناول الطعام فيه بأسعار معقولة". وكان يتردد على شارع سان غِيّوم أمام جامعة "سيانس بو" للعلوم السياسية، ويروي أنه تعلّم الفرنسية من أحاديثه مع طلاب مثل رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب و"كثر غيره ممن أصبحوا وزراء أو نوابا".

"ابتكار النكات"
كان في باريس يومها نحو 40 بائع صحف جوّالا، يتمركزون في مواقع إستراتيجية كمداخل محطات قطار الأنفاق (المترو). أما هو، فتميّز باختياره التجول في الحي اللاتيني. وفي ثمانينيات القرن المنصرم، راح يخترع عناوين مثيرة.
ويشرح قائلا "أنا أريد أن يعيش الناس في سعادة. أفعل هذا من أجل إشاعة جو محبَّب، هذا كل ما في الأمر". لكنه يقرّ بأنه يواجه "صعوبة متزايدة في ابتكار النكات الجيدة"، لأن "الوضع فوضوي جدا".
ويتلقى علي أكبر معاشا تقاعديا قدره ألف يورو شهريا، لكنه يواصل العمل من الثالثة عصرا إلى العاشرة مساء. ولأن الزبائن يندرون أحيانا، يبيع في المتوسط 30 صحيفة يوميا، مقارنة بما بين 150 و200 نسخة في بداياته.
ويقول مازحا "طالما لديّ طاقة، سأواصل العمل حتى الموت!".
وترى أمل غالي (36 عاما) التي كانت تجلس في الباحة الخارجية لأحد المقاهي أن علي أكبر "مؤثّر". وتضيف "جميلة رؤية ذلك في العصر الرقمي، … ولكن يا للأسف، لن يتذوق أبناؤنا أبدا متعة قراءة صحيفة خلال ارتشاف فنجان قهوة".
تحليل وتفاصيل إضافية
تسلط المقالة الضوء على قصة علي أكبر، بائع الصحف الباريسي، كرمز لعصر مضى في باريس. تتجاوز القصة مجرد سرد لحياة فرد، بل تعكس تحولاً في المجتمع الفرنسي وتأثير التكنولوجيا الحديثة على المهن التقليدية. علي أكبر ليس مجرد بائع صحف، بل هو شخصية محبوبة في الحي اللاتيني، يحظى بتقدير السكان والسياح على حد سواء. تكريمه بوسام الاستحقاق الوطني يعكس قيمة العمل الجاد والمثابرة، كما يمثل اعترافاً بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والهوية الباريسية. القصة تثير أيضاً أسئلة حول مستقبل المهن التقليدية في ظل التطور التكنولوجي السريع.
أسئلة شائعة حول بائع الصحف الباريسي
من هو علي أكبر؟
أين يعمل علي أكبر؟
ما هي الجائزة التي سيحصل عليها علي أكبر؟
ما هي الصحيفة التي يبيعها علي أكبر بشكل رئيسي؟
كم يبلغ معاش علي أكبر التقاعدي؟
ماذا كان يعمل علي أكبر قبل أن يصبح بائع صحف؟
📌 اقرأ أيضًا
- من الأندلس إلى الشرق الأوسط.. المستعرب الإسباني إغناطيوس غوتيريث يقدم رؤية نقدية تجاه الاستشراق الجديد
- “ذخيرة الأدب في دوحة العرب”.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداثة
- آرت بازل يكشف عن انطلاق نسخته الأولى في قطر بصيغة مبتكرة
- “الحصار الاقتصادي.. أحكامه وآثاره الفقهية”.. بين فقه الواقع ومقاصد الشريعة الإسلامية
- السواحلية تتحدى إرث الاستعمار وتبرز كلغة هوية وطنية بأفريقيا

