الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

علماء يرصدون ألمع انفجار راديوي في التاريخ

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

انفجار راديوي هو الحدث الذي رصده العلماء مؤخرًا، وهو ألمع انفجار راديوي سريع تم تسجيله على الإطلاق. أطلق عليه اسم "إف آر بي-إيه 20250316"، واستمر أقل من خُمس الثانية، لكنه أطلق طاقة تعادل ما تبعثه الشمس خلال 4 أيام. تم رصده بواسطة مصفوفة التلسكوبات الكندية "تشايم" ومجموعة تلسكوبات "أوتريغرز". تم تحديد مصدر الانفجار بدقة في المجرة "إن جي سي 4141". يفتح هذا الاكتشاف الباب لفهم تطور النجوم والمجرات بشكل أفضل.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

تخيل نفسك وسط مدينة صاخبة مليئة بالضوضاء، من سيارات موسيقى وأصوات بشر، ثم فجأة تسمع تصفيقة واحدة قوية جدا لا تدوم سوى جزء من الثانية، لكنها تغطي على كل الضوضاء من حولك، ومن شدتها تدرك فورا أن شيئا غير عادي قد حدث.



هذا بالضبط ما واجهه علماء الفلك، عندما رصدوا ألمع انفجار راديوي سريع تم تسجيله على الإطلاق، أطلقوا عليه الاسم العلمي "إف آر بي-إيه 20250316 ".

قوة غير مسبوقة

ووقع الانفجار، في 16 مارس/آذار 2025، واستمر أقل من خُمس الثانية، لكنه كان لامعا لدرجة أنه أطلق خلال تلك الفترة البسيطة جدا طاقة تعادل ما تبعثه الشمس خلال 4 أيام.

كما أن قوة الإشارة الصادرة عنه كانت غير مسبوقة، حيث وصلت إلى ذروة قدرها " 1.2 كيلو جانسكي"، وهي وحدة قياس لشدة التدفق الراديوي.

وقدر العلماء أن الطاقة المنبعثة بلغت حوالي 3.1 × 10³⁰ إرج لكل هرتز، أي ما يكفي لتشغيل مليارات مليارات المصابيح الكهربائية في لحظة واحدة، وهو ما يجعله يغطي على كل مصادر الراديو في مجرته خلال تلك اللحظة الخاطفة، ويجعل هذا الحدث واحدا من أضخم الانفجارات الكونية المسجلة على الإطلاق.

وتمكن العلماء من رصده بواسطة مصفوفة التلسكوبات الكندية "تشايم" في كولومبيا البريطانية، إضافة إلى مجموعة تلسكوبات "أوتريغرز" الصغيرة الموجودة في كاليفورنيا الغربية، وويست فرجينيا، حيث مكنت هذه الشبكة العلماء من استخدام تقنية "التداخل الطويل القاعدة"، التي سمحت لهم بتحديد مصدر الانفجار وهو المجرة "إن جي سي 4141″، ثم تحديد موقعه داخلها بدقة غير مسبوقة، في منطقة لا يتجاوز عرضها 45 سنة ضوئية (أصغر من متوسط حجم عنقود نجمي).

ويستخدم "التداخل الطويل القاعدة" في علم الفلك الراديوي لربط إشارات تلتقطها تلسكوبات راديوية موزعة في أماكن متباعدة جدا (قد تكون في دول مختلفة)، ثم جمعها باستخدام حواسيب فائقة، والنتيجة هي الحصول على دقة تعادل تلسكوب عملاق بحجم المسافة بين هذه التلسكوبات، مما يسمح بتحديد مواقع الأجرام السماوية بدقة غير مسبوقة.

ويشرح كيوشي ماسوي، أستاذ الفيزياء المشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بيان صحفي رسمي نشره موقع جامعة تورنتو الكندية: "من منظور كوني، فإن هذا الانفجار قريب جدا منا، مما يمنحنا فرصة لدراسة الانفجار بتفاصيل لم نرها من قبل".

وشبه العلماء دقتهم في رصد هذا الانفجار بـ"رؤية ريشة صغيرة على بُعد ألف كيلومتر"، إذ لم يكتفوا بالقول إن الانفجار وقع في مجرة "إن جي سي 4141″، بل حددوا منطقة صغيرة جدا داخل أطرافها (بعرض 45 سنة ضوئية فقط).

لحظة كادت تضيع

والمفارقة أن العلماء كانوا على وشك فقدان هذه الفرصة النادرة، إذ يوضح ماتياس لازدا، طالب دكتوراه بجامعة تورنتو: "كنا محظوظين للغاية أننا استطعنا تحديد الموقع بدقة. بعد ساعات قليلة من الرصد، تعرض أحد مواقع التلسكوب لانقطاع في الكهرباء، ولو حدث الانفجار بعد ذلك لكنا فقدنا هذه الفرصة تماما".

وبعد تحديد الموقع، وجه العلماء تلسكوب جيمس ويب الفضائي نحو المنطقة، فالتقط إشارة تحت حمراء خافتة متطابقة مع موقع الانفجار، مما أثار التساؤلات حول طبيعتها: هل هي نجم عملاق أحمر؟ أم مجرد صدى باهت للانفجار نفسه؟

ويعلق بيتر بلانشارد، زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد: "لأول مرة نستطيع باستخدام جيمس ويب رصد النجوم المحيطة بانفجار راديوي بدقة، وهذا يفتح الباب أمام فهم البيئات النجمية التي قد تولد مثل هذه الانفجارات الهائلة".

هل كل الانفجارات تتكرر؟

ورغم أن آلاف الانفجارات الراديوية السريعة رُصدت منذ 2018، فإن أغلبها يعاود التكرار، لكن المفاجأة أن " آر بي فلوت" لم يُرصد له أي تكرار حتى الآن، رغم مراجعة بيانات تمتد لأكثر من 6 سنوات.

وتوضح أماندا كوك، زميلة ما بعد الدكتوراه بجامعة مكغيل: "هذا الانفجار لا يبدو أنه يتكرر، وهو ما يختلف عن أغلب الحالات المدروسة، هذا يدفعنا للتفكير في أن بعض الانفجارات ربما تنجم عن أحداث انفجارية لمرة واحدة فقط".

ونُشرت نتائج هذا الإنجاز في ورقتين بدورية "إستروفيزكل جورنال ليترز"، الأولى ركزت على الرصد الراديوي وتحديد الموقع، والثانية على ملاحظات تلسكوب جيمس ويب.

وهذه النتائج لا تقدم فقط أوضح صورة حتى الآن عن انفجار راديوي سريع، بل تمهد أيضا لاستخدام هذه الظواهر الكونية الغامضة كأدوات علمية لفهم تطور النجوم والمجرات، ورسم خريطة أوضح للكون.

تحليل وتفاصيل إضافية

يمثل رصد هذا الانفجار الراديوي السريع إنجازًا علميًا هامًا، ليس فقط بسبب شدته غير المسبوقة، بل أيضًا بسبب الدقة التي تم بها تحديد موقعه. استخدام تقنية "التداخل الطويل القاعدة" مكّن العلماء من تحديد مصدره في منطقة صغيرة جدًا داخل المجرة "إن جي سي 4141". المفارقة أن هذا الاكتشاف كاد أن يضيع بسبب انقطاع التيار الكهربائي في أحد مواقع التلسكوب. رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي إشارة تحت حمراء خافتة متطابقة مع موقع الانفجار يثير تساؤلات حول طبيعة مصدره. عدم تكرار هذا الانفجار يجعله حالة فريدة تستدعي المزيد من الدراسة لفهم الآليات الكونية التي قد تتسبب في مثل هذه الأحداث.

أسئلة شائعة حول انفجار راديوي

ما هو الانفجار الراديوي السريع؟
الانفجار الراديوي السريع هو نبضة راديوية قوية جدًا تدوم لفترة قصيرة جدًا، غالبًا بضعة أجزاء من الألف من الثانية.
ما هو الاسم العلمي للانفجار الراديوي الذي تم رصده؟
الاسم العلمي للانفجار الراديوي هو "إف آر بي-إيه 20250316".
ما هي الطاقة التي أطلقها الانفجار الراديوي؟
أطلق الانفجار الراديوي طاقة تعادل ما تبعثه الشمس خلال 4 أيام.
ما هي التلسكوبات التي رصدت الانفجار الراديوي؟
تم رصد الانفجار الراديوي بواسطة مصفوفة التلسكوبات الكندية "تشايم" ومجموعة تلسكوبات "أوتريغرز".
في أي مجرة تم تحديد موقع الانفجار الراديوي؟
تم تحديد موقع الانفجار الراديوي في المجرة "إن جي سي 4141".
هل تكرر الانفجار الراديوي؟
لم يتم رصد أي تكرار للانفجار الراديوي حتى الآن.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام