الأحد - 7 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

الكيمياء تكشف أن الصراصير أخطر على منزلك مما تظن

تابع آخر الأخبار على واتساب

الصراصير: خطر خفي يهدد صحة منزلك

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

الصراصير أخطر مما تظن، حيث كشفت دراسة حديثة أنها مصدر لتلوث الهواء داخل المنازل. الدراسة بينت أن الصراصير تطلق مكونات دقيقة سامة في الغبار والهواء، مما يؤثر سلباً على صحة السكان، وخاصة الأطفال ومرضى الحساسية والربو. الدراسة قامت بتحليل الغبار المتراكم في المنازل، ووجدت مستويات عالية من السموم الداخلية والمحفزات التحسسية في المنازل التي تعاني من انتشار الصراصير. هذه السموم، وخاصة تلك التي تفرزها إناث الصراصير، يمكن أن تسبب التهابات مزمنة ومشاكل تنفسية. مكافحة الصراصير فعالة في تحسين جودة الهواء وتقليل المخاطر الصحية.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في المطبخ المظلم أو خلف الثلاجة قد تتحرك تلك الكائنات الصغيرة المزعجة، التي يكتفي أغلب الناس بالاشمئزاز منها دون التفكير في تبعات أعمق.

لكن دراسة علمية حديثة، نشرت في دورية "جورنال أوف أليرجي آند كلينكال أميونولوجي" كشفت أن الصراصير ليست مجرد حشرة مقززة، بل قد تكون مصدرا حقيقيا لتلوث الهواء داخل المنزل، عبر مكونات دقيقة سُمية تطلقها في الغبار والهواء يمكن أن تؤثر في صحة القاطنين، خصوصا الأطفال ومرضى الحساسية والربو.

الكيمياء تحلل الغبار

وللتوصل إلى تلك النتائج، أجرى فريق من الباحثين في جامعة ولاية نورث كارولينا، دراسة على مجموعة من المنازل، بعضها يعاني من انتشار واضح للصراصير وبعضها لا يعاني. استخدموا المكانس الخاصة ومعدات جمع الغبار الخالية من الملوثات، ثم خزّنوا العينات في أنابيب معقّمة.

الهدف كان فحص الغبار لكونه يحمل بقايا الحشرات والميكروبات الدقيقة التي تعكس حالة البيئة الداخلية للمنزل.

من العينات المجموعة، أجرى الفريق تحاليل كيميائية لقياس تركيز المواد المسببة للحساسية المرتبطة بالصراصير، مثل البروتينات الموجودة في فضلاتها وأجسامها المتحللة.

هذه القياسات تُستخدم عادة لتقدير درجة الخطر التحسسي في المنازل، خصوصا للأشخاص المصابين بالربو أو حساسية الغبار.

ولاكتشاف السموم البكتيرية، استخدم الباحثون اختبارا حيويا حساسا يُعرف باسم اختبار "ليمولوس أميبوسيت ليسات"، ويعد المعيار الذهبي عالميا منذ أكثر من 50 عاما، لأنه يتميّز بحساسيته العالية جدا، إذ يستطيع اكتشاف كميات دقيقة من السموم الداخلية حتى في تركيزات منخفضة للغاية (أجزاء من وحدة نانوغرام لكل مليلتر).

بعد التحليل، ظهر أن المنازل التي تحوي صراصير أكثر تحتوي أيضا على مستويات أعلى بكثير من الإندوكسينات والمحفّزات التحسّسية، مقارنة بالمنازل النظيفة أو التي لا تشهد انتشارا كبيرا للحشرة.

ما الإندوكسينات؟

الإندوكسينات أو "السموم الداخلية" تُشير إلى مواد سامة تنتجها بعض أنواع البكتيريا، تحديدا البكتيريا سالبة الغرام، وهي لا تُفرز إلى البيئة بشكل مباشر، بل تكون جزءا من الغشاء الخارجي لجدار الخلية البكتيرية.

عندما تموت البكتيريا أو تتحلل، تتحرر الإندوكسينات إلى الوسط المحيط، وهناك تبدأ مشكلتها، فهي قادرة على إثارة استجابة مناعية قوية داخل جسم الإنسان.

عند دخولها الجسم (بالاستنشاق أو عبر الجروح أو الجهاز الهضمي)، تحفّز الإندوكسينات خلايا المناعة لإفراز جزيئات التهابية مثل السيتوكينات.

إذا كان التعرض بسيطا، فقد يسبب تهيّجا في الجهاز التنفسي أو أعراض حساسية، أما عند التعرض المزمن أو الكثيف (كما في المنازل الموبوءة بالصراصير أو المزارع أو المستشفيات القديمة)، فقد يؤدي إلى التهاب مزمن في الشعب الهوائية وتفاقم نوبات الربو، وفي الحالات القصوى (عند دخول الدم) قد يصل الأمر إلى صدمة إنتانية، وهي حالة طبية خطيرة جدا.

مفاجآت في الدراسة

اللافت في الدراسة أن الباحثين اكتشفوا فارقا بيولوجيا غير متوقع، فإناث الصراصير تطرح ضعف كمية الإندوكسينات التي يطرحها الذكور.

والسبب بسيط لكنه مقلق، بحسب الدراسة، وهو أن الإناث تستهلك غذاء أكثر وتنتج فضلات أكثر، وهذه الفضلات هي المصدر الرئيس لتلك المركبات الملوِّثة.

بكلمات أخرى، كلما ازداد عدد الإناث في مستعمرة الصراصير، زادت خطورة التلوث الداخلي دون أن يلاحظ السكان شيئا.

وكما توقّع العلماء، كان المطبخ هو بؤرة التلوث الأعلى، نظرا لوفرة الطعام والرطوبة ودفء المكان، وهي ظروف مثالية لتكاثر الصراصير.

لكن المفاجأة أن الإندوكسينات والمسببات التحسّسية لا تبقى حبيسة الغبار؛ بل يمكن أن تنتقل إلى الهواء وتستقر في أجهزة التكييف والتهوية، ما يجعلها تصل إلى غرف النوم والجلوس أيضا.

خطر يستحق التدخل

وبحسب الدراسة، فإنه في بعض المنازل التي جرى فيها تنفيذ برامج مكافحة حشرات فعالة، لاحظ الفريق العلمي انخفاضا ملموسا في مستويات المواد المسببة للحساسية خلال أسابيع قليلة فقط.

هذا يعني أن التخلص من الصراصير لا يحقق راحة نفسية فحسب، بل يحسّن فعليا جودة الهواء الداخلي، ويقلل احتمالات تهيّج الجهاز التنفسي أو نوبات الربو لدى الأطفال.

تشير هذه النتائج إلى أن الصحة البيئية المنزلية لا تتعلق بالنظافة الظاهرة فقط، بل تشمل الملوثات الدقيقة التي قد تنتجها كائنات تعيش معنا دون أن ننتبه إليها، كما يوضح العلماء في بيان صحفي رسمي من الجامعة.

وفي المناطق ذات الدخل المنخفض، حيث تقل فعالية أنظمة التهوية وتتأخر مكافحة الحشرات، قد تتحول المشكلة إلى قضية عدالة صحية، لأن الأطفال في هذه المنازل يكونون أكثر عرضة لمخاطر بيئية لا يسببونها بأنفسهم.

تحليل وتفاصيل إضافية

تكشف هذه المقالة عن جانب مظلم وغير متوقع لوجود الصراصير في منازلنا، حيث تتجاوز مجرد كونها حشرات مقززة إلى كونها مصدراً خطيراً للتلوث الداخلي. الدراسة التي استندت إليها المقالة، والتي نُشرت في دورية علمية مرموقة، تعزز هذه الفكرة ببيانات علمية وتحاليل كيميائية دقيقة. اللافت في الأمر هو اكتشاف أن إناث الصراصير أكثر خطورة من الذكور بسبب كمية السموم التي تطلقها، مما يزيد من أهمية مكافحة انتشارها بشكل فعال. كما تسلط المقالة الضوء على أن هذه المشكلة تتفاقم في المناطق ذات الدخل المنخفض، مما يجعلها قضية عدالة صحية. من خلال تقديم هذه المعلومات، تحث المقالة القراء على اتخاذ خطوات جادة للتخلص من الصراصير، ليس فقط من أجل النظافة العامة، بل أيضاً لحماية صحتهم وصحة عائلاتهم.

أسئلة شائعة حول الصراصير

ما هي المخاطر الصحية التي تسببها الصراصير في المنزل؟
تسبب الصراصير تلوث الهواء الداخلي بمواد سامة ومحفزات للحساسية، مما يؤدي إلى مشاكل تنفسية، تفاقم الربو، وتهيجات في الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأطفال ومرضى الحساسية.
ما هي الإندوكسينات وكيف تؤثر على الصحة؟
الإندوكسينات هي سموم تنتجها البكتيريا وتطلق عند موتها، وتسبب استجابة مناعية قوية في الجسم، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة ومشاكل صحية خطيرة.
لماذا تعتبر إناث الصراصير أكثر خطورة من الذكور؟
إناث الصراصير تستهلك غذاء أكثر وتنتج فضلات أكثر، مما يجعلها المصدر الرئيسي للإندوكسينات والمواد الملوثة الأخرى.
أين توجد بؤر التلوث الأعلى بالصراصير في المنزل؟
المطبخ هو بؤرة التلوث الأعلى بسبب وفرة الطعام والرطوبة والدفء، وهي ظروف مثالية لتكاثر الصراصير.
هل يمكن أن تنتقل ملوثات الصراصير إلى أماكن أخرى في المنزل؟
نعم، يمكن أن تنتقل الإندوكسينات والمسببات التحسسية إلى الهواء وتستقر في أجهزة التكييف والتهوية، مما يجعلها تصل إلى غرف النوم والجلوس.
كيف يمكن التخلص من مخاطر الصراصير في المنزل؟
يمكن التخلص من مخاطر الصراصير عن طريق تنفيذ برامج مكافحة حشرات فعالة، مما يحسن جودة الهواء الداخلي ويقلل احتمالات تهيج الجهاز التنفسي ونوبات الربو.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام