الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
توثيق سلوك مفترس لأول مرة.. حيتان تأكل كبد القرش وتترك جسده، هذا ما رصده العلماء في خليج كاليفورنيا. فقد وثقت الكاميرات قيام الحيتان القاتلة باصطياد صغار القروش البيضاء للحصول على كبدها الغني بالطاقة، ثم ترك بقية الجسد. تكرر هذا المشهد ثلاث مرات بين عامي 2020 و 2022. يرى العلماء أن هذا السلوك يعكس ذكاء الحيتان ورغبتها في نقل تقنيات الصيد للأجيال القادمة، مستغلة وفرة القروش الصغيرة في موسم معين. وتتواصل الأبحاث لكشف المزيد من الأسرار حول سلوك هذه المخلوقات.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
لا تزال الحياة البحرية تفاجئ العلماء باكتشافات جديدة وسلوكيات غير مسبوقة يتم رصدها، والجديد هذه المرة جاء من مياه خليج كاليفورنيا، حيث رصد العلماء معركة صامتة بين الحيتان القاتلة وصغار القروش البيضاء، تنتهي بنهاية درامية، عندما تحصل الحيتان على مبتغاها وهو "كبد القروش" الغني بالطاقة والمواد الغذائية، وتترك باقي الجسد.
ورصدت كاميرات الباحثين خلال عامي 2020 و2022 مشهدا تكرر 3 مرات، لمجموعة من حيتان أوركا، وهي تصطاد ببراعة فريستها الصغيرة بطريقة مدهشة ومرعبة في الوقت نفسه، ووصفوا في دراستهم المنشورة بدورية "فرونتيرز إن مارين ساينس"، آلية الصيد والغرض منه.
صيد الأكباد
ووفق ما جاء بالدراسة، فإن مجموعة من الحيتان القاتلة تطارد قرشا أبيض صغيرا، وتدفعه إلى السطح، ثم تقلبه على ظهره، وفي هذه اللحظة، يدخل القرش في حالة تُسمى "الجمود التوتري"، حيث يصبح عاجزا عن الحركة والدفاع عن نفسه، وبهذه الطريقة، تتمكن الحيتان من استخراج كبد القرش الغني بالمغذيات، قبل أن تترك بقية الجسد.
وخلال عملية الرصد الأولى في 15 أغسطس/آب 2020، شوهدت مجموعة من 5 حيتان قاتلة تطارد سمكة قرش بيضاء صغيرة، دفعوها إلى السطح وعملوا معا لقلبها رأسا على عقب، وفي النهاية، أخذتها المجموعة تحت الماء وظهرت مجددا بكبد القرش في أفواهها، بعد ذلك بوقت قصير، فعلت الشيء نفسه مع سمكة قرش صغيرة أخرى.
وفي عملية صيد ثانية، تم توثيقها في الثالث من أغسطس/آب 2022، اتبعت مجموعة من 5 حيتان أيضا نمطا مشابها، وانتهى المشهد بالنهاية الدرامية نفسها للحيتان القاتلة وهي تأكل كبد السمكة.
لماذا شهر أغسطس؟
وعن تكرار المشهد في شهر أغسطس/آب، يعتقد العلماء أن ارتفاع حرارة المحيطات وتغير مواقع حضانات القروش البيضاء بسبب ظاهرة النينيو ساعد مجموعة الحيتان على الاستفادة من وجود عدد أكبر من الصغار في الخليج، مما وفر فرصة صيد سهلة نسبيا مقارنة بالقرش البالغ.
ويقول الدكتور خيسوس إريك هيغيرا ريفاس، عالم الأحياء البحرية ومدير منظمة "كونيكسيونيس تيرامار" بالمكسيك، والباحث المشارك بالدراسة، في بيان إن " الحيتان القاتلة التي تصطاد القروش قادرة على صيد أي قرش أبيض كبير إذا أرادت، ولكن الاستفادة من التوقيت، حيث يتوفر الصيد السهل، هو دليل على ذكاء الحيتان، ورغبتها في نقل تقنيات الصيد عبر فريسة سهلة من جيل إلى جيل".
وتعتقد الدكتورة فرانشيسكا بانكالدي من المعهد الوطني للعلوم البحرية بالمكسيك، أنه لا يزال هناك أسرار لم تكتشف، وتقول: "حتى الآن، لاحظنا أن مجموعة تتغذى على أسماك القرش الصغيرة، لكن ربما هناك المزيد من الأنماط والسلوكيات التي لم نرها بعد، وفهم هذه الأنماط سيساعدنا على حماية موائل الحيتان القاتلة ووضع خطط إدارة مستدامة".
تحليل وتفاصيل إضافية
يوضح هذا الاكتشاف الجديد “توثيق سلوك مفترس لأول مرة.. حيتان تأكل كبد القرش وتترك جسده” ديناميكية معقدة في النظام البيئي البحري، ويسلط الضوء على قدرة الحيتان القاتلة على التكيف واستغلال الموارد المتاحة بذكاء. إن اختيار كبد القرش بالتحديد، الغني بالدهون والطاقة، يشير إلى فهم عميق للاحتياجات الغذائية. كما أن تكرار هذا السلوك في نفس الفترة الزمنية من العام، وفي نفس المنطقة، يوحي بوجود استراتيجية صيد موسمية. تبقى الأسئلة مفتوحة حول تأثير هذا السلوك على أعداد القروش البيضاء الصغيرة، وعلى التوازن البيئي بشكل عام. من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لفهم الأنماط السلوكية للحيتان القاتلة بشكل كامل، ووضع خطط لحماية كل من الحيتان والقروش في هذه المنطقة الحساسة.
