الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

منوعات

سر النجاح الذي لا يشيخ.. ما علاقة تعدد اللغات بالكفاءة الذهنية؟

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

تعدد اللغات بالكفاءة الذهنية هو محور دراسة أوروبية ضخمة كشفت أن التحدث بأكثر من لغة يحمي من تسارع الشيخوخة وانخفاض القدرات الذهنية. الدراسة، التي شملت أكثر من 86 ألف شخص، أوضحت أن متعددي اللغات أقل عرضة لتسارع الشيخوخة بنسبة كبيرة. كما بينت أن زيادة عدد اللغات يرتبط بتباطؤ معدل الشيخوخة. هذه النتائج تؤكد أن تعلم اللغات استثمار طويل الأمد يعزز القدرات الذهنية ويساهم في الوقاية من التدهور المعرفي، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي أو الصحي للفرد.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في عالم شديد التسارع والتنافسية، بات الحفاظ على الصحة الذهنية من أهم عوامل النجاح المهني والشخصي، وهو ما استدعى التساؤل دائما عن كيفية تطوير قدرتنا الذهنية، خاصة مع تقدم العمر وأمراض الشيخوخة.

في هذا السياق، تكشف دراسة أوروبية ضخمة -شملت أكثر من 86 ألف شخص- عن أن التحدث بلغتين أو أكثر لا يعد مجرد مهارة تواصل وأداة للنجاح المهني، بل يتجاوز ذلك ليصبح آلية دفاع بيولوجي منخفضة التكلفة ضد تسارع الشيخوخة وانخفاض القدرات الذهنية.

تلك النتائج من شأنها أن تعيد تعريف مهارة تعدد اللغات بوصفها نوعا من "رأس المال المعرفي"، وتؤكد أن الاستثمار في اللغات قد يكون من مفاتيح النجاح الطويل الأمد.

الوقاية من التدهور المعرفي

حلّل الباحثون بيانات المشاركين في 27 دولة أوروبية، بهدف معرفة نسبة تسارع الشيخوخة، وذلك بناء على عوامل عدة، مثل الصحة ونمط الحياة. وأظهرت النتائج مؤشرات مثيرة، منها:

  • انخفاض الخطر: الأشخاص الذين يستخدمون لغة واحدة فقط كانوا أكثر عرضة بنحو الضعف لتجربة تسارع الشيخوخة مقارنة بغيرهم.
  • الحماية المضاعفة: في المقابل، كان احتمال تعرض الأفراد متعددي اللغات لتسارع الشيخوخة أقل، بما يقارب النصف في المتوسط.
  • تأثير الزيادة: رصد الباحثون أنه كلما زاد عدد اللغات التي يتحدث بها الشخص، كان معدل الشيخوخة أبطأ.

وشدد الباحثون على أن التأثير الوقائي لتعدد اللغات ظل قويا، حتى بعد استبعاد عوامل أخرى مثل العمر، والحالة البدنية والصحية، والظروف الاجتماعية والسياسية. بمعنى أن الفائدة التي يجنيها الدماغ من تعدد اللغات لا تعتمد على الوضع الاجتماعي أو الحالة الصحية للفرد.

فوائد منخفضة التكلفة

تؤكد الدراسة أن لهذه النتائج أهمية كبيرة على مستوى السياسات العامة، فالوقاية من تسارع الشيخوخة وتأثيراتها السلبية على القدرات الذهنية ليست متعلقة فقط بالتكاليف الباهظة للتدخلات الطبية والنفسية.

وأوضحت الدراسة أن استخدام أكثر من لغة بات واقعا في الحياة اليومية لملايين البشر، يتكون بدافع الضرورة أو المجتمع أو الفرص، وليس فقط عبر برامج تدريب مكلفة، وهو ما يمكن استخدامه كأداة فعالة ومنخفضة التكلفة لتعزيز القدرات الذهنية لأطول فترة ممكنة، وهو ما يجعله خيارا مغريا لصناع السياسات التعليمية والصحية.

استثمار طويل الأمد

يلفت الباحثون إلى أن تعدد اللغات يمر عمليا بمرحلتين: الأولى مكثفة ومرهقة ذهنيا لتعلم القواعد والمفردات وبناء أساس اللغة الجديدة، حيث تتشكل شبكات ومسارات عصبية جديدة في الدماغ. والأخرى مرحلة الاستخدام المستمر في الحياة اليومية، التي تتطلب نوعا مختلفا من الجهد العقلي، مثل الانتقال بين اللغات، وضبط المعاني، فضلا عن التفاعل مع متحدثين من خلفيات متعددة.

وأوضحوا أن هذا التداخل بين الجهد العقلي والتجربة الاجتماعية هو ما يمنح الدماغ قدرته على تطوير الكفاءة الذهنية لأطول فترة ممكنة، وأن فهم الآليات الدقيقة لكل منهما سيساعد مستقبلا في توضيح كيف يبني تعدد اللغات هذه المرونة العصبية.

تؤكد هذه الدراسة أن التشجيع على تعلّم لغات إضافية في المدارس، وحماية لغات المهاجرين والأقليات، وتوسيع الفرص لاستخدام أكثر من لغة في الحياة اليومية، قد تكون ممارسات ذات أثر يقارب أهمية الحملات التي تشجع على النشاط البدني أو الإقلاع عن التدخين.

ما يمكن استخلاصه من نتائج الدراسة أن تعدد اللغات هو استثمار ذكي في القدرات الذهنية والمرونة الإدراكية، وإستراتيجية عملية لمن يريد أن يطيل عمر نجاحه المهني والشخصي.

تحليل وتفاصيل إضافية

تكشف الدراسة عن رؤى قيمة حول العلاقة بين تعدد اللغات والصحة الذهنية، مقدمةً إياه كـ “رأس مال معرفي”. إن التأثير الوقائي لتعدد اللغات، حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى، يجعله أداة فعالة ومنخفضة التكلفة لتعزيز القدرات الذهنية. يمر تعلم لغة جديدة بمرحلتين: مرحلة مكثفة لبناء الأساس اللغوي ومرحلة الاستخدام المستمر التي تتطلب جهدًا عقليًا متواصلًا. هذا التداخل بين الجهد العقلي والتجربة الاجتماعية يطور المرونة العصبية. التشجيع على تعلم اللغات وحماية لغات الأقليات يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة، مما يجعله خيارًا استراتيجيًا لصناع السياسات التعليمية والصحية.

أسئلة شائعة حول تعدد اللغات بالكفاءة الذهنية

ما هي العلاقة بين تعدد اللغات والشيخوخة؟
تشير الدراسات إلى أن تعدد اللغات يبطئ من عملية الشيخوخة ويقلل من خطر التدهور المعرفي.
هل تعدد اللغات مفيد لجميع الأعمار؟
نعم، تعلم لغات جديدة مفيد في أي عمر، ويساهم في تعزيز القدرات الذهنية والمرونة الإدراكية.
ما هي فوائد تعدد اللغات بخلاف الوقاية من الشيخوخة؟
بالإضافة إلى الوقاية من الشيخوخة، يعزز تعدد اللغات مهارات التواصل، ويفتح فرصًا مهنية أوسع، ويحسن الذاكرة والانتباه.
هل تعلم لغة جديدة مكلف؟
ليس بالضرورة، هناك العديد من الموارد المجانية والمتاحة عبر الإنترنت لتعلم لغات جديدة بتكلفة منخفضة.
كيف يمكنني تشجيع الأطفال على تعلم لغات جديدة؟
يمكن تشجيع الأطفال من خلال توفير بيئة محفزة، واستخدام الألعاب التعليمية، ومشاهدة الأفلام والبرامج بلغات مختلفة.
هل هناك علاقة بين تعدد اللغات والنجاح المهني؟
نعم، تعدد اللغات يعتبر ميزة تنافسية في سوق العمل، ويزيد من فرص الحصول على وظائف أفضل.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام