في مفاجأة كبيرة أُعلنت خلال قمة “سنابدراجون” في ولاية هاواي الأمريكية، أكدت شركتا جوجل وكوالكوم أنهما تعملان معًا على تطوير نسخة متكاملة من نظام أندرويد للحواسيب الشخصية، في خطوة تهدف إلى توحيد تجربة الاستخدام بين الهواتف والحواسيب.
وقال المدير التنفيذي لكوالكوم، كريستيانو آمون، إنه اطّلع بالفعل على نسخة تجريبية من أندرويد للحاسوب، واصفًا إياها بأنها “مذهلة”، مضيفًا أنها تجسد “رؤية التقارب بين عالم الهواتف المحمولة والحواسيب”.
ومن جانبه، أوضح ريك أوسترلوه، رئيس قسم المنصات والأجهزة في جوجل، أن المشروع يقوم على بناء قاعدة تقنية مشتركة بين منتجات الهواتف والحواسيب المكتبية، مع التشديد على أن النظام سوف يدعم كافة التطبيقات ومجتمع المطورين، فضلًا عن إدماج Gemini وكامل منظومة الذكاء الاصطناعي في بيئة الحاسوب.
ويأتي هذا الإعلان بعد كشف جوجل في يوليو الماضي عن خطتها لإدماج ChromeOS وأندرويد في منصة واحدة، مما يعزز التوجه نحو توحيد أنظمة التشغيل عبر مختلف الفئات.
ولم تحدد الشركتان موعدًا رسميًا لإطلاق أول حواسيب تعمل بنظام أندرويد الجديد، لكن التصريحات الصادرة عن الشركتين تؤكد أن العمل يسير بوتيرة متسارعة، مع وعود بتقديم تجربة استخدام موحدة تخدم المستخدمين في شتى مجالات الحوسبة.
وقد تشكّل الخطوة الجديدة من جوجل وكوالكوم تحديًا مباشرًا لشركة مايكروسوفت، التي تهيمن منذ عقود على سوق أنظمة تشغيل الحواسيب عبر ويندوز. ويرى محللون أن إدماج أندرويد في بيئة الحاسوب سوف يجذب شريحة واسعة من المستخدمين الذين يعتمدون بالفعل على النظام في هواتفهم، وهو ما قد يفتح الباب أمام منافسة حقيقية في هذا القطاع.
ومن أبرز مكاسب المشروع توفير منصة موحّدة للمطورين، إذ لن يضطروا بعد الآن إلى بناء تطبيقات منفصلة لكل من الهواتف والحواسيب، بل سيعملون ضمن بيئة واحدة، ومن شأن هذا تسريع تطوير التطبيقات ودعم انتشارها على نطاق أوسع.
تحليل وتفاصيل إضافية
يمثل مشروع جوجل وكوالكوم خطوة استراتيجية جريئة تهدف إلى إعادة تشكيل سوق الحواسيب الشخصية. من خلال دمج نظام أندرويد في الحواسيب، تسعى الشركتان إلى الاستفادة من قاعدة المستخدمين الواسعة لنظام أندرويد وتوفير تجربة استخدام موحدة عبر الأجهزة. هذه الخطوة لا تقتصر على مجرد توفير نظام تشغيل جديد، بل تهدف إلى بناء منظومة متكاملة تشمل التطبيقات، المطورين، والذكاء الاصطناعي. التحدي الأكبر يكمن في منافسة نظام ويندوز المهيمن، ولكن قدرة جوجل وكوالكوم على توفير تجربة سلسة وتطبيقات متوافقة قد تجذب شريحة كبيرة من المستخدمين الباحثين عن بديل. علاوة على ذلك، فإن توحيد بيئة التطوير سيساهم في تسريع وتيرة الابتكار وتوسيع نطاق التطبيقات المتاحة.
