علق مجلس الشيوخ الأسترالي — عمل السيناتور اليمينية المتطرفة بولين هانسون لمدة 7 جلسات، وذلك بعد ارتدائها البرقع في البرلمان أمس ضمن حملتها لحظر هذا الزي في الأماكن العامة، مما أثار إدانات من المشرعين.
وتتولى هانسون -البالغة من العمر 71 عاما- قيادة حزب “أمة واحدة” الصغير المناهض للمسلمين وللهجرة، واتُهمت أمس الاثنين بتنفيذ عمل مسيء عندما دخلت مجلس الشيوخ وهي مرتدية البرقع احتجاجا على رفض زملائها النظر في مشروع قانون قدمته يحظر البرقع وغيره من أغطية الوجه الكاملة في الأماكن العامة.
وقرر أعضاء مجلس الشيوخ إيقاف هانسون عن العمل لبقية يوم الاثنين، وفي غياب أي اعتذار منها، مرر المجلس اليوم اقتراح توبيخ حمل واحدة من أشد العقوبات على سيناتور في العقود الأخيرة بأستراليا، إذ مُنعت من حضور 7 جلسات متتالية لمجلس الشيوخ.
وينهي المجلس أعماله لهذا العام يوم الخميس، وستستمر عقوبة هانسون عند استئناف البرلمان جلساته في فبراير/شباط العام المقبل.
وردت هانسون على العقوبة بتصريحات قالت فيها إنها “ستُحاكم من الناخبين في الانتخابات المقبلة عام 2028، وليس من زملائها في المجلس”.
وأضافت “لم يرغبوا في حظر البرقع، ومع ذلك حرَموني من حق ارتدائه في قاعة البرلمان. لا يوجد نظام لباس في قاعة البرلمان، ومع ذلك لم يُسمح لي بارتدائه. بالنسبة لي هذا نفاق”.
عرض تافه
وتقدمت وزيرة الخارجية بيني وونغ، التي تقود حكومة حزب العمال (يسار الوسط) في مجلس الشيوخ، بمقترح توبيخ هانسون، واجتاز المقترح التصويت بنتيجة 55 مقابل 5.
وقالت وونغ إن “العرض الكريه والتافه من السيناتور هانسون يمزق نسيجنا الاجتماعي، وأعتقد أنه يجعل أستراليا أضعف، وله أيضا عواقب قاسية على كثير من الأشخاص الأكثر ضعفا”.
وأضافت “السيناتور هانسون سخرت وشوهت ديانة بأكملها، ديانة يلتزم بها ما يقرب من مليون أسترالي.. لم أر شخصا يكون بهذه الدرجة من عدم الاحترام للبرلمان”.
وقالت مهرين فاروقي، وهي مسلمة وعضو بمجلس الشيوخ عن حزب الخضر من ولاية نيو ساوث ويلز، إن “هذه السيناتورة عنصرية، إنها نموذج للعنصرية الصارخة”.
وقال راتب جنيد، رئيس اتحاد المجالس الإسلامية الأسترالية، في بيان إن ارتداء هانسون البرقع كان “جزءا من نمط سلوك دأب على الإساءة للمسلمين والمهاجرين والأقليات”.
واستفاد حزب “أمة واحدة” من تصاعد المشاعر القومية وسياسات مناهضة الهجرة، ووسّع حضوره في مجلس الشيوخ إلى 4 مقاعد، مكتسبا مقعدين في الانتخابات العامة في مايو/أيار الماضي. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تزايد الدعم لهانسون وحزب “أمة واحدة”.
وبرزت هانسون، وهي عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كوينزلاند، لأول مرة في التسعينيات بسبب معارضتها الشديدة للهجرة من آسيا وطالبي اللجوء، وقد دأبت على إطلاق حملات ضد الملابس الإسلامية.
وهذه هي المرة الثانية التي ترتدي فيها هانسون البرقع في البرلمان، مكررة فعلا قامت به عام 2017 تدعو فيه إلى حظر وطني للزي.
تحليل وتفاصيل إضافية
تعكس قضية تعليق عضوية نائبة أسترالية بولين هانسون أبعادًا متعددة تتجاوز مجرد ارتداء البرقع. إنها تجسد صراعًا ثقافيًا وسياسيًا حول الهوية الوطنية، والهجرة، وحقوق الأقليات الدينية. استخدام هانسون للبرلمان كمنصة للاحتجاج يثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير، ومسؤولية المشرعين في تعزيز التسامح والاحترام. العقوبة القاسية التي فرضت عليها تظهر استياء المجلس من سلوكها، لكنها قد تعزز أيضًا شعبيتها بين مؤيديها الذين يرون فيها مدافعًا عن القيم الأسترالية. القضية تسلط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمعات المتعددة الثقافات في تحقيق التوازن بين الحفاظ على التقاليد، وضمان المساواة والاندماج للجميع.
