مع قدوم شتاء قارس لا يرحم، يجد أطفال قطاع غزة أنفسهم في مخيمات مهترئة معرضين للبرد القارس والمطر الغزير الذي يعكس مشاهد مأساوية تتكرر كل شتاء، حيث تتجمد أطراف الأطفال وتغرق خيامهم بالمياه، لتصبح صور المعاناة مألوفة لكنها تظل صادمة للمتابعين حول العالم.
يعيش عشرات الآلاف من النازحين في مواجهة مأوى هش لا يحميهم، بينما تتحول المياه والصقيع إلى تهديد يومي لحياتهم وصحتهم.
ففي كل خيمة، قصص ألم وصمود تكشف هشاشة الحياة اليومية للأطفال الذين يقفون بلا مأوى آمن وسط غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.
مع المنخفض الجوي الأخير الذي ضرب قطاع غزة، انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر معاناة الأطفال نتيجة غرق خيامهم وارتجافهم من شدة البرد.
في أحد المشاهد، تظهر طفلة تحمل لعبتها تبحث عن لحظة دفء تحت المطر الغزير، في حين يرتجف طفل فلسطيني آخر بعدما غمرت المياه خيمته.
View this post on Instagram
وقد أثارت هذه المشاهد موجة غضب وتفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف مدونون المشاهد بأنها من أقسى ما يمكن أن يُرى للأطفال في غزة.
View this post on Instagram
وأكد النشطاء أن الشتاء القارس يزيد معاناة الأطفال بعد أن نجوا من الحرب الإسرائيلية، مشيرين إلى أن هذه المشاهد الصغيرة تعكس حجم المعاناة اليومية لآلاف الأطفال الذين يواجهون الشتاء القارس بلا مأوى آمن.
Hundreds of thousands, including vulnerable children, are exposed to worsening conditions amid relentless storms and cold. Israel destroyed a countless number of homes, leaving families with nothing but soaked tents.⛺️ pic.twitter.com/JrEC7Jnih2
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) November 25, 2025
وأشار المدونون إلى أن البرد يمكن أن يؤثر على الأطفال بعدة طرق، منها إصابتهم بأمراض تنفسية وجلدية ناجمة عن البرد والرطوبة، والحرمان النفسي نتيجة صعوبة الحركة واللعب داخل خيام غارقة بالمياه، بالإضافة إلى نقص الغذاء والملابس الشتوية.
مشهد قاسي في غزة لطفلة تحمل لعبتها وتبحث عن لحظة من الدفئ تحتّ المطرالغزير
لقد قتل الاحتلال الطفولة في غزة. pic.twitter.com/74A9cQXZE6
— MO (@Abu_Salah9) November 26, 2025
وفي تعليقاتهم، كتب أحد النشطاء: “الأمراض التنفسية والجلدية الناتجة عن البرد والرطوبة، والحرمان النفسي بسبب صعوبة الحركة واللعب داخل خيام غارقة بالمياه، ونقص الغذاء والملابس الشتوية، يزيد من هشاشة الأطفال أمام الشتاء القارس”.
وأضاف آخر: “عشرات الآلاف من الأطفال في غزة بلا مأوى آمن، وخيامهم تغرق كل شتاء، بينما العالم يشاهد من بعيد”.
يارب اطفال غزة و اهل غزة يارب ? https://t.co/Z0tgnu6Oxt
— Fatma Adel (@FatmaAd53505355) November 27, 2025
وحذر مدونون من أن العام الماضي شهد وفاة عدد من الأطفال الرضع نتيجة البرد القارس، مشددين على أن تكرار هذه الظروف هذا الشتاء قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر، في ظل غياب الحلول الكافية لدى سكان غزة لتأمين حماية أطفالهم من قسوة الشتاء.
وتساءل النشطاء عن دور مؤسسات الطفولة وحماية الطفل، مؤكدين أن الأطفال في قطاع غزة يحتاجون إلى تدخل عاجل لتأمين مأوى آمن ووسائل تدفئة وحماية حياتهم من آثار البرد القارس وغرق الخيام.
هذا هو حال أطفال غزة يا عالم… صغارٌ يواجهون البرد والأمطار داخل خيام غارقة، بلا ملاذٍ يحميهم أو دفء يخفف عذابهم. pic.twitter.com/5RGSGejTB3
— إم أحمد ياسين -غَـ?ـزَة ?? (@Gaza1893) November 27, 2025
تحليل وتفاصيل إضافية
المقال يلقي الضوء على الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، خاصة مع حلول فصل الشتاء. التركيز على صورة الطفلة ‘حافية القدمين’ يحمل دلالة رمزية قوية تعبر عن هشاشة وضع الأطفال في القطاع. المقال يعرض شهادات حية من وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز من مصداقية الصورة القاتمة التي يرسمها. كما يسلط الضوء على المخاطر الصحية والنفسية التي تهدد الأطفال، بالإضافة إلى غياب مقومات الحياة الأساسية. الانتقادات الموجهة للمؤسسات المعنية بحماية الطفل تعكس إحساسًا عميقًا بالإحباط وخيبة الأمل. المقال ينجح في إثارة الوعي حول معاناة أطفال غزة ويحث على ضرورة التحرك الفوري لإنقاذهم.
