الثلاثاء - 2 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

أخبار
أخبار

روايات غزّية عن رعب العيش في منازل آيلة للسقوط

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

روايات غزّية عن رعب العيش في منازل آيلة للسقوط تروي قصصًا مأساوية لسكان غزة الذين يقطنون بيوتًا متصدعة بعد العدوان الأخير. الحاج أحمد زمارة ينجو بأطفاله قبل انهيار منزله، ليجد نفسه بلا مأوى. عشرات المنازل في منطقة الزرقا مهددة بالانهيار، بينما يضطر السكان للبقاء فيها خوفًا من الموت في العراء. حافظ الددا يعيش مع أطفاله في شقة مدمرة، ومحسن يعبر عن خوفه من المكان المرعب. الدفاع المدني يحذر من كارثة وشيكة ويناشد المنظمات الدولية توفير بدائل آمنة.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

غزة- لحظات خاطفة عاشها الحاج أحمد زمارة مع أفراد عائلته في منطقة الزرقا شرق حيّ التفاح في غزة، حين سمع طقطقة خفيفة تتسلل في الجدران المتصدعة، ليفهم فورا أن البيت يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأمسك حينها بأطفاله راكضا بهم نحو الشارع.

يقول وهو يقف فوق أنقاض بيته “بالكاد استطعتُ إنقاذ أولادي، وما إن وصلنا مفترق الشارع حتى انهار البيت من ورائنا، وانهار بعده بيت جارنا بدقائق”.



بعد انسحاب الاحتلال وعودة السكان إلى أحيائهم، عاد زمارة إلى بيته ليجده مقصوفا، نظّفه بقدر ما استطاع، وجلس فيه رغم الخطر، فليس هناك مكان آخر يلوذ إليه.

وبعد شهر من مكوثه، انهارت بقايا المنزل، وخرج الرجل للمرة الثانية صفرا بلا مأوى ولا خيمة، ليجد نفسه مضطرا للسكن تحت شوادر بلاستيكية نصبها قرب منزله، لا تقي شمسا ولا مطرا.

المواطن أحمد زمارة الذي نجا مع عائلته من انهيار منزله المتهالك الذي كان يقطن فيه بمنطقة الزرقا شرق غزة رغم خطورته لعدم وجود بديل لديه

بيوتٌ هشة

في منطقة الزرقا، عشرات المنازل التي لم تنهَر بالكامل بعد، لكنها أقرب إلى ركام مؤجل، فكل خطوة يخطوها السكان بين الأزقة تحمل هشاشة عالية، حتى أن أقل حركة أو هبّة ريح قد تطيح بجزء من سقف أو عمود.

حجارة معلّقة مثل أطراف مبتورة، وثقوب واسعة، وأعمدة متدلية وجدران متصدعة وسقوف مائلة، هكذا رصدت ة نت مشهد منازل الغزيين في تلك المنطقة خلال جولة فيها، حيث يبدو الحيّ بأكمله مترنّحًا بين احتمال أن يصمد يومًا آخر، أو ينهار في أي لحظة.

في أحد هذه البيوت، يعيش حافظ الددا مع أطفاله الثلاثة، حيث تنتصب بقايا شقته فوق عمودين فقط من أصل ثمانية، سَدّ حافظ ثقوب الجدران بألواحٍ خشبية، وحاول أن يصنع مما تبّقى من بيته سقفًا قابلًا للعيش.

صور منازل مدمرة بشكل جزئي وآيلة للسقوط يقطن بها أصحابها - رغم خطورتها؛ لانعدام وجود بدائل للعيش

يقول: “إذا خرجنا من هذا المكان، سنبيت في الشارع حيث المطر والبرد، والعيش في الخوف ربما أفضل من الموت في العراء”، يصف حركاته في المنزل بالمحسوبة، فهو يمشي كمن يعرف أن خطوة زائدة منه قد تكون آخر خطوة له، وفي كل 10 دقائق، يرفع رأسه نحو السقف ليتأكد أنه ما زال فوقهم ويمنحهم سببًا ليبقوا فيه رغم الخطر.

رعبٌ يطال الأطفال حيث يلعب محسن (10 أعوام) على ما كان سقفًا لمنزله، تناديه أمه طالبةً منه توخي الحذر من كل حجر معلّق، يقول : “كان بيتنا جديدًا قبل أن نتركه وننزح منه، لم نعش فيه إلا أيامًا حتى بدأت الحرب، وحين عُدنا إليه وجدناه محطمًا إلا غرفتين وقد جلسنا فيهما”.

باح محسن بخوفه من جلوسه في هذا المكان الذي وصفه بالمرعب، يُضاف إلى ذلك خوفه من الكلاب الضالة التي تتجول حول منزله ليلا، دون وجود حيطان كاملة وأبواب متينة تحول دون اقترابها.

الحاج ياسر خضرة يقطن في بقايا منزله تحت سقف مائل وبين جدران متصدعة في منطقة الزرقا شرق غزة مع 12 فردًا من عائلته مضطرًا؛ لعدم وجود بديل لديه

مكوث اضطراري

وفي زاوية أضيق، يعيش الحاج ياسر خضرة مع 12 فردًا، بينهم أيتام فقدوا آباءهم، وقد شهد منزله قصفًا سابقًا دمّر طوابق بنايته الثلاث وصولاً للطابق الأول، الذي لم يبق منه سوى غرفة واحدة يجلسون فيها.

يقول إنه لا يغمض جفونه ليلا، خوفا من أن ينهار السقف على الأطفال، ينتظر الفجر كل ليلة؛ فهو يراه طمأنينة صغيرة بأنهم نجوا ليلة أخرى، لكنه يعلم أن لا حيلة بيده، ولا خيار لديه.

يقول الحاج ياسر “كل هزة من روبوت قريب تُرعبني، المكان لا يحتمل أي اهتزازات، لكن ترك الأطفال بلا مأوى أصعب من كل المخاطر التي نعيشها هنا”.

تحذيرات بضرورة الإخلاء

الدفاع المدني في غزة كشف أن قرابة 50 بناية قائمة لكنها آيلة للسقوط في منطقة الزرقا، والتي تؤوي داخلها نحو 150 أسرة، تُصرّ على البقاء فيها رغم التحذيرات المستمرة.

وبعد جولة للدفاع المدني في منطقة الزرقا تفاجأ بحجم الكارثة الكبير، حيث قال محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني : “أعطينا الإرشادات للأهالي بضرورة الخروج فورًا، لكن للأسف البدائل غير موجودة، والخيام لم تصل إلا لقلة قليلة من السكان”.

وناشد بصل المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها، وتوفير بدائل آمنة للسكان، خاصة مع دخول فصل الشتاء وهبوب الرياح، وتساقط الأمطار التي تزيد من الخطر بشكل كبير.

تحكي بيوت غزة اليوم قصة حرب لم تنتهِ، فالجدران ما تزال تحمل ذاكرة الضربات الصاروخية التي تفتت بها أو تصدّعت، كما أن كل طقطقة في عمود ترسل رعبًا جديدًا لساكنيه، وكل بيت ينهار يقصّ حكاية أخرى عن عائلة تُدفع إلى العراء بلا بديل.

إنهم يدركون أن بقاءهم تحت البيوت المتصدعة مخاطرة، لكنهم في الوقت ذاته يرون الخروج منها أكثر قسوة، وأكثر فراغًا، بل موتا آخر.

تحليل وتفاصيل إضافية

تسلط هذه المقالة الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث يواجه السكان خطرًا مضاعفًا: آثار الحرب وتدهور البنية التحتية. تبرز المقالة هشاشة المنازل وقابليتها للانهيار، مما يعرض حياة قاطنيها للخطر الدائم. تكشف الشهادات الشخصية عن حجم المعاناة والخوف الذي يعيشه الأطفال والعائلات، بالإضافة إلى ذلك، تعكس المقالة تقاعس المجتمع الدولي عن توفير حلول عاجلة لإيواء المتضررين. التحذيرات المتكررة من الدفاع المدني تدق ناقوس الخطر، وتؤكد على ضرورة التدخل الفوري لتجنب كارثة إنسانية وشيكة، خاصة مع قدوم فصل الشتاء وزيادة احتمالات الانهيارات بسبب الأمطار والرياح.

أسئلة شائعة حول روايات غزّية عن رعب العيش في منازل آيلة للسقوط

ما هي أبرز المشاكل التي يواجهها سكان غزة في المنازل المتضررة؟
الخوف من انهيار المنازل المتصدعة، نقص المأوى البديل، الخوف على الأطفال، انتشار الأمراض بسبب الظروف غير الصحية.
أين تقع منطقة الزرقا المذكورة في المقال؟
تقع منطقة الزرقا شرق حي التفاح في غزة.
ما هو دور الدفاع المدني في غزة تجاه هذه المنازل الآيلة للسقوط؟
يقوم الدفاع المدني بتحذير السكان من خطورة البقاء في هذه المنازل، ومناشدة المنظمات الدولية لتوفير مأوى بديل.
ما هي أبرز احتياجات سكان غزة المتضررين؟
المأوى الآمن، الغذاء، الماء، الرعاية الصحية، الدعم النفسي للأطفال والعائلات.
ما هي الأسباب الرئيسية لتدهور حالة المنازل في غزة؟
القصف الإسرائيلي المتكرر، نقص مواد البناء بسبب الحصار، قدم البنية التحتية.
ما هي المخاطر التي تزيد في فصل الشتاء بالنسبة لسكان هذه المنازل؟
زيادة احتمالات انهيار المنازل بسبب الأمطار والرياح، انتشار الأمراض بسبب البرد والرطوبة، صعوبة الحصول على الدفء.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام