الثلاثاء - 2 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

سوشال ومشاهير

“قصر الباشا”.. بين التشويق المزيف والإثارة الحقيقية

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

قصر الباشا فيلم مصري جديد يحاول تقديم قصة تشويق وإثارة تدور أحداثها في فندق عريق بأسوان. يتوفى صاحب الفندق، وتُفتح وصيته لتكشف عن مفاجآت وخلافات بين الورثة. تبدأ جرائم القتل بالوقوع، ويتحول كاتب روايات الجريمة إلى محقق. الفيلم يعتمد على الإضاءة والموسيقى لخلق جو من التشويق، لكنه يفتقر إلى الحبكة المحكمة والشخصيات الواضحة. يعتبر الفيلم محاكاة لأعمال أخرى ناجحة مثل ‘جراند أوتيل’، مما يفقده الأصالة.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

تزايد مؤخرا عدد الأفلام المصرية المعروضة خلال المواسم الرئيسية، أي عيد الفطر وعيد الأضحى، بل إن بعض الأفلام ابتعد عن إجازات المدارس أو العطلة الصيفية لتُعرض في أوقات مختلفة خلال العام، الأمر الذي يسمح للمتفرج بمشاهدة فيلم مصري جديد كل شهر على سبيل المثال. لكن هذه الكثرة لا تضمن الجودة، فنسبة كبيرة من هذه الأفلام ينساها المتفرجون ما إن يخرجوا من دار العرض، ولا يتذكرها إلا النقاد عندما يعدون قوائم نهاية العام.

فيلم “قصر الباشا” عمل درامي تشويقي من إخراج محمد بكير وتأليف محمد ناير، ويشارك في بطولته أحمد حاتم، حسين فهمي، مايان السيد، صدقي صخر، حمزة العيلي، نبيل عيسى، أحمد فهيم، محمد القس، سمية رضا، وهيثم زيدان.



ميراث ووصية وأسرار القصر القديم

تقع أحداث فيلم “قصر الباشا” في أحد الفنادق العريقة بمدينة أسوان، وفيه يقيم بشكل شبه مستمر الروائي الشهير وكاتب روايات التشويق والإثارة علي نسر (أحمد حاتم)، الذي اعتاد كتابة رواياته في غرفة محددة. وتجمعه صداقة بفؤاد الباشا (حسين فهمي) صاحب الفندق رغم فارق العمر الكبير.

تدور الأيام ويتوفى فؤاد، ويترك خلفه طلبا بأن تُفتح وصيته التي تحدد المستفيدين من ميراثه في وجود علي نسر ومدير الخدم عبده (أحمد فهيم). وفي يوم فتح الوصية يكتشف الورثة -وهم ابنان وابنة- أن عبده يشاركهم في الميراث، وله حق مساوٍ لهم في الموافقة أو الرفض على بيع القصر الأثري وتحفه الثمينة.

وكما هو متوقع يبدأ نوع من الشد والجذب والخلافات بين الورثة، إذ يمتلك كل منهم مطامعه الخاصة، وكذلك عم عبده. ويترافق ذلك مع حدوث عدة جرائم، بينها جريمة قتل، ليبدأ علي نسر التحقيق في الجريمة ويتحول من كاتب عن الجريمة إلى محقق يشبه أبطال قصصه، خصوصا أن القصر يبدأ في الكشف عن المزيد من أسراره وطرقه السرية وخفاياه.

في السنوات الأخيرة ظهرت موجة من الأفلام التي تتبنى قشرة النوع السينمائي -ومنها التشويق والغموض- من دون أن تمتلك روحه الحقيقية. أعمال تعتمد على الإضاءة الخافتة، والمواقع الفاخرة، والموسيقى الموترة لتبدو كأنها تنتمي إلى المدرسة البوليسية، بينما تفتقر إلى أهم عناصرها: حبكة محكمة، وبناء منطقي للأحداث، وشخصيات ذات دوافع واضحة، وتطور سردي يراكم التوتر بدلا من أن يوزعه عشوائيا.

هذه الأفلام تُحاكي الشكل الخارجي للنوع لكنها لا تُتقن لغته، فتقدم ألغازا بلا حلول، أو حبكات تعتمد على المفاجأة من أجل المفاجأة فقط، مما يجعل التجربة أقرب إلى عرض مصمم “ليبدو” محترفا أكثر مما هو “مُحكم” فعلا. وهكذا تتحول بعض الأعمال إلى محاكاة سطحية لسينما التشويق بدل أن تكون امتدادا أصيلا لها.

“قصر الباشا” أحد هذه الأفلام، بل إنه يُحاكي الأعمال الأخرى إلى درجة كبيرة، ليس فقط من حيث الحبكة، بل حتى أماكن التصوير. وقد جرى تصويره في فندق كتراكت القديم، الذي صور فيه من قبل مسلسل “جراند أوتيل”. ويجمع بين العملين أكثر من ذلك، فكلاهما يدور حول فندق تقع فيه جرائم مختلفة يتورط فيها أصحابه وخدمه، وخلال الجرائم تنكشف حقائق حول العلاقات المتشابكة بينهم، وتُوجه أصابع الاتهام إلى الجميع تقريبا. مع ملاحظة أن “جراند أوتيل” مقتبس من مسلسل مكسيكي يحمل الاسم نفسه، مما يجعل “قصر الباشا” محاكاة لاقتباس، تُبعده أكثر عن الأصل وتفقده مزيدا من الأصالة.

الصورة أولا.. القصة لاحقا

في جعبة المخرج محمد بكير عدد من الأعمال التي قدمها في أنواع درامية مختلفة، سواء كانت مسلسلات تلفزيونية أو أفلاما سينمائية، غير أن النقطة التي تجمع بينها اهتمام المخرج بالصورة التي تخرج عليها أعماله، أو الإطار الخاص باللوحة، أكثر مما يهتم بصميم اللوحة ذاتها.

فعلى سبيل المثال، في فيلمه “عروستي” (إنتاج 2021) يقدم نسخة مألوفة من الرومانسية الكوميدية: شاب وفتاة فشل كلّ منهما في العثور على “نصفه الآخر”، ومع ضغط العائلة يلجآن إلى محاولات زواج تقليدي لا تنجح، قبل أن تجمعهما صدفة تُشعل شرارة علاقة جديدة. نتابع هنا شريف ودليلة، شابين من طبقة مرفهة يعيشان حياة مريحة وناجحة داخل أحد الكمباوندات الحديثة، لكن تجاربهما العاطفية السابقة تجعلهما يشكان في مشاعر الآخر، خاصة دليلة التي تضع شريف في سلسلة “اختبارات” للتأكد من جديته.

القصة لا تتجاوز هذا الخط البسيط، تكرار معتاد لرحلة تعارف ثم انجذاب ثم علاقة تستعرض كل الكليشيهات المعروفة. ومع اقتراب النهاية يضيف صناع الفيلم أزمة مُصطنعة تفصل الحبيبين قليلا، قبل أن يسعوا إلى اللحاق بالنهاية الرومانسية المتوقعة.

أما في مسلسل “دفعة لندن” (إنتاج 2023)، فلدينا محاكاة خيالية لحياة مجموعة من الشبان والشابات العرب في مدينة لندن خلال الثمانينيات، مع أزمات مفتعلة.

وينطبق الأمر على فيلم “قصر الباشا” الذي اهتم صُناعه بالديكورات الخاصة بالقصر، وتصوير مشاهد خارجية مبهرة لنيل أسوان، بينما افتقد الفيلم المنطق في العديد من الجوانب، على رأسها امتلاء القصر القديم بالدهاليز والممرات التي تربط جوانبه ببعضها البعض، أو قصة الابن المغضوب عليه لمدير الخدم عبده، والأهم غياب التوازن بين جانبي التشويق والكوميديا في الفيلم.

يقدّم الفيلم تعاونا جديدا بين أحمد حاتم ومحمد بكير بعد فيلم “عروستي”، لكن بينما تُعد الكوميديا عنصرا أساسيا في النوع السينمائي لـ”عروستي” (الكوميديا الرومانسية)، فإنها في “قصر الباشا” -كعمل تشويقي- ليست ضرورة، ولا يجب أن تظهر في كل مشهد تقريبا. حتى مشاهد وكيل النيابة الذي أدى دوره حمزة العيلي، والذي يمتلك حسا كوميديا يتفوق على أحمد حاتم، فجاءت مشاهده أفضل رغم كونها مقحمة تماما. وهذا يقودنا إلى النقطة التالية، وهي تواضع التمثيل وافتعاله لدى أغلب أبطال العمل.

فيلم “قصر الباشا” عمل يحاول أن يستفيد من نوع سينمائي جاذب للمتفرجين، وقد حقق نجاحا في أعمال مثل “الفيل الأزرق” أو مسلسل “جراند أوتيل”، غير أنه ضل الطريق عندما اعتمد على الشكل أكثر من المضمون، وأدخل الكوميديا بفجاجة في كل مشهد.

تحليل وتفاصيل إضافية

فيلم ‘قصر الباشا’ يسير على خطى أفلام التشويق المصرية الحديثة، معتمداً على جماليات الصورة والديكورات الفخمة أكثر من العمق القصصي. يعيب الفيلم افتقاره إلى المنطق في بعض الأحداث، مثل وجود ممرات سرية غير مبررة في القصر، بالإضافة إلى التوازن المفقود بين التشويق والكوميديا. أداء الممثلين جاء متواضعاً في معظمه. الفيلم يحاول استغلال نجاح أعمال مثل ‘الفيل الأزرق’ و ‘جراند أوتيل’ لكنه يفشل في تقديم تجربة أصيلة ومقنعة للمشاهد، مكتفياً بمحاكاة سطحية للعناصر التشويقية.

أسئلة شائعة حول قصر الباشا

ما هي قصة فيلم ‘قصر الباشا’؟
تدور أحداث الفيلم في فندق عريق بأسوان، حيث تتسبب وصية صاحب الفندق في خلافات بين الورثة وجرائم قتل، مما يدفع كاتب روايات الجريمة للتحقيق.
من هم أبطال فيلم ‘قصر الباشا’؟
أبطال الفيلم هم أحمد حاتم، حسين فهمي، مايان السيد، صدقي صخر، وحمزة العيلي.
أين تم تصوير فيلم ‘قصر الباشا’؟
تم تصوير الفيلم في فندق كتراكت القديم بأسوان، وهو نفس الفندق الذي تم فيه تصوير مسلسل ‘جراند أوتيل’.
ما هي أبرز عيوب فيلم ‘قصر الباشا’؟
أبرز عيوب الفيلم هي افتقاره إلى حبكة محكمة، وشخصيات ذات دوافع واضحة، والتوازن بين التشويق والكوميديا.
هل يعتبر فيلم ‘قصر الباشا’ نسخة طبق الأصل من أعمال أخرى؟
نعم، الفيلم يشبه إلى حد كبير أعمال أخرى مثل ‘جراند أوتيل’، مما يجعله محاكاة تفتقد إلى الأصالة.
ما هو تقييم فيلم ‘قصر الباشا’ بشكل عام؟
الفيلم يحاول أن يستفيد من نوع سينمائي جاذب، لكنه ضل الطريق عندما اعتمد على الشكل أكثر من المضمون.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام