الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

عبر حاسة “لا يدركها البشر”.. سلاحف البحر تحدد موقعها في المحيط

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

سلاحف البحر تحدد موقعها في المحيط عبر حاسة استشعار المجال المغناطيسي للأرض، وهي حاسة لا يدركها البشر. الدراسة الحديثة تكشف أن صغار السلاحف ضخمة الرأس تعتمد على نظامي استشعار مغناطيسي: بوصلة تحدد الاتجاه وخريطة تحدد الموقع. الآلية تعتمد على بلورات المغنتيت داخل الجسم. فهم هذه الآلية يساعد في حماية السلاحف من التهديدات المتزايدة كالتلوث والإضاءة القوية على الشواطئ وتغير التيارات البحرية، وتحسين أنظمة الإضاءة على الشواطئ لتسهيل رحلتها الأولى من الرمال إلى عرض البحر.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

كشفت دراسة جديدة أن صغار السلاحف ضخمة الرأس (اللوغرهيد) تعتمد على الإحساس بالمجال المغناطيسي للأرض، لتحديد مواقعها على طرق الهجرة الطويلة التي تقطعها عبر المحيطات.



وتشير النتائج التي نشرت يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني في مجلة “جورنال أوف إكسبرمنتال بيولوجي” إلى أن الصغار تمتلك نظامي استشعار مغناطيسي يعملان معا: بوصلة تحدد الاتجاه، وخريطة تخبرها بمكانها الحالي.

تنطلق صغار السلاحف من الشاطئ الذي فقست فيه، لتبدأ رحلة قد تمتد آلاف الكيلومترات على مدى سنوات. ورغم صغر حجمها، فإنها لا تتحرك عشوائيا؛ إذ تولد وهي مزودة بآلية ملاحة طبيعية أشبه بـ”دليل طريق مغناطيسي”.

استشعار المجال المغناطيسي

لطالما افترض العلماء وجود طريقين رئيسيين لدى الحيوانات لاستشعار المجال المغناطيسي، الأول يعتمد على جزيئات حساسة للضوء قد تسمح برؤية المجال، والثاني يعتمد على بلورات دقيقة من مادة مغناطيسية داخل الجسم تتحرك بتأثير المجال، فينشأ عنها إحساس مباشر به.

وتعرف هذه البلورات باسم “المغنتيت”، وهي مادة قادرة على الاستجابة للمجال المغناطيسي وتوجد في أنسجة بعض الكائنات الحية. سعت الدراسة للتحقيق لمعرفة أي الآليتين تستخدمها السلاحف لتحديد موقعها على الخريطة.

تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة “ألينا ماكيفيتش” -باحثة الدكتوراه في علم البيولوجي في جامعة نورث كارولينا- إن الفريق البحثي استفاد من اكتشاف سابق يفيد بأن صغار السلاحف تستطيع تعلم ربط مجال مغناطيسي معين بوصول الطعام؛ غير أن الإشارة السلوكية عند السلاحف ليست صوتا أو سيلان لعاب، بل حركة صغيرة مميزة: الميلان فوق الماء، وفتح الفم، وتحريك الزعانف الأمامية.

وتضيف الباحثة -في تصريح للجزيرة نت- أن: “الصغار متحمسة للطعام بشدة، وتبدأ بالرقص عندما تتوقع وجبة مقبلة”.

درب الباحثون مجموعتين من الفقسات على مجالات مغناطيسية تمثل مواقع واقعية في البحر، مجموعة على المجال المحيط بجزر تركس وكايكوس، وأخرى على المجال القريب من هايتي. استغرق التدريب شهرين من المتابعة اليومية، حيث قام الباحثون بإطعام 8 صغار داخل المجال المخصص حتى ترسخ الارتباط في سلوكها.

بعد نجاح مرحلة التدريب، وضع الباحثون كل سلحفاة صغيرة داخل ملف معدني يولد نبضة مغناطيسية قوية، أي تغيرا مفاجئا في المجال المغناطيسي حول الحيوان. هذه النبضة تربك بلورات المغنتيت داخل الجسم مؤقتا، وهي البلورات المغناطيسية الدقيقة التي تعمل كبوصلة داخلية، فتضعف قدرة السلحفاة على الإحساس بالمجال لبعض الوقت.

بعد ذلك، أعاد الفريق الصغار إلى المجال المغناطيسي الذي تعلم كل منها أنه يعني وصول الطعام. كانت الفكرة بسيطة، أنه إذا كانت السلحفاة تعتمد على الإحساس بالمجال لتعرف أين هي، فسيتراجع سلوك “الرقص” بعد النبضة، أما إذا كانت تستخدم آلية أخرى تعتمد على رؤية المجال المغناطيسي، فلن تتأثر رقصتها كثيرا.

بلورات المغنتيت

كشفت النتيجة أنه بعد النبضة المغناطيسية، قلت رقصة السلاحف بشكل ملحوظ، وهذا يشير بقوة إلى أن جزء الخريطة في نظام الملاحة لديها يعتمد أساسا على الإحساس بالمجال عبر بلورات المغنتيت، لا على آلية بصرية لرؤيته، حسب “ماكيفيتش”.

في الوقت نفسه، يوضح الباحثون أن الصغار لا تعتمد على هذه الحاسة وحدها؛ فهناك حاسة مغناطيسية أخرى -قد يكون لها مكون بصري- تعمل مثل بوصلة تحدد اتجاه الحركة (شمال، جنوب، شرق، غرب)، بينما تتولى الخريطة المغناطيسية تحديد موقع السلحفاة على طريق الهجرة، وبهذا يكتمل نظام ملاحة مزدوج: واحد للمكان، وآخر للاتجاه، يعملان معا لقيادة هذه الصغار عبر المحيط.

ورغم قوة هذه النتائج، يشير الباحثون إلى أن الإحساس بالمجال المغناطيسي قد لا يكون الآلية الوحيدة المستخدمة في كل الظروف، إذ يمكن أن تعتمد السلاحف، بدرجات مختلفة، على آليات أخرى تبعا للمرحلة العمرية، أو للمكان الذي تسبح فيه، أو لقوة المجال المغناطيسي نفسها.

ومع ذلك، توضح هذه التجارب أن الإحساس المباشر بالمجال هو المكون الأساسي في بناء خريطة الموقع لدى صغار السلاحف.

كما تحمل النتائج رسالة عملية لبرامج حماية السلاحف البحرية، التي تعاني اليوم من تهديدات متزايدة مثل الإضاءة القوية على الشواطئ، والتلوث، وتغير أنماط التيارات البحرية، حسب المؤلفة الرئيسية للدراسة.

وتوضح ماكيفيتش أن فهم الكيفية التي تجد بها السلاحف طريقها عبر المحيط يمكن أن يساعد في وضع سياسات أدق للحد من التشويش المغناطيسي في مناطق التعشيش ومسارات الهجرة، وتحسين أنظمة الإضاءة على الشواطئ لتسهيل رحلتها الأولى من الرمال إلى عرض البحر.

تحليل وتفاصيل إضافية

تكشف هذه الدراسة عن جانب مذهل من قدرات سلاحف البحر، وقدرتها الفطرية على الملاحة عبر المحيطات الشاسعة. استخدام المجال المغناطيسي للأرض كخريطة وموجه يمثل تكيفًا فريدًا يضمن بقاء هذه الكائنات. الأهمية تكمن في فهم هذه الآلية المعقدة للملاحة، إذ يساعد ذلك في تطوير استراتيجيات لحماية هذه الأنواع المهددة. التشويش المغناطيسي، والتلوث الضوئي، وتغير المناخ عوامل تهدد قدرة السلاحف على إكمال رحلاتها. لذا، يجب وضع سياسات للحد من هذه التأثيرات السلبية، مع الأخذ في الاعتبار حساسية السلاحف للمجالات المغناطيسية. كما أن تعديل أنظمة الإضاءة على الشواطئ ضروري لضمان وصول الصغار بأمان إلى البحر.

أسئلة شائعة حول سلاحف البحر

كيف تستخدم سلاحف البحر المجال المغناطيسي للملاحة؟
تستخدم سلاحف البحر نظامين للاستشعار المغناطيسي: بوصلة تحدد الاتجاه، وخريطة تحدد الموقع، بالاعتماد على بلورات المغنتيت داخل الجسم.
ما هي بلورات المغنتيت؟
بلورات المغنتيت هي مادة مغناطيسية دقيقة توجد في أنسجة بعض الكائنات الحية، وتستجيب للمجال المغناطيسي، مما ينشأ عنه إحساس مباشر به.
ما هي التهديدات التي تواجه سلاحف البحر؟
تواجه سلاحف البحر تهديدات متزايدة مثل الإضاءة القوية على الشواطئ، والتلوث، وتغير أنماط التيارات البحرية.
كيف يمكن حماية سلاحف البحر؟
يمكن حماية سلاحف البحر عن طريق الحد من التشويش المغناطيسي في مناطق التعشيش ومسارات الهجرة، وتحسين أنظمة الإضاءة على الشواطئ.
ماذا تعني النبضة المغناطيسية في الدراسة؟
النبضة المغناطيسية هي تغير مفاجئ في المجال المغناطيسي حول السلحفاة، تربك بلورات المغنتيت مؤقتًا وتضعف قدرتها على الإحساس بالمجال.
هل تعتمد سلاحف البحر على حاسة المجال المغناطيسي فقط للملاحة؟
لا، قد تعتمد السلاحف على آليات أخرى تبعا للمرحلة العمرية، أو للمكان الذي تسبح فيه، أو لقوة المجال المغناطيسي نفسه.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام