الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
عين الصحراء، الظاهرة الجيولوجية المدهشة في موريتانيا، تظهر في صور جديدة التقطتها مهمة كوبرنيكوس سنتينل-2 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. هذه البنية الدائرية الضخمة، التي يبلغ قطرها 50 كيلومترًا، كانت تعتبر سابقًا ناتجة عن اصطدام نيزكي، لكن التفسير الأرجح يشير إلى أنها قبة صخرية نحتت بفعل عوامل التعرية على مدى ملايين السنين. الصور الجديدة تبرز الفروق الجيولوجية وتكشف تفاصيل عن طبقات الصخور المختلفة وعمرها الذي يتجاوز 100 مليون سنة، مما يجعلها معلمًا فريدًا ومألوفًا لرواد الفضاء.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
التقطت مهمة كوبرنيكوس سنتينل-2 مشهدا لأكثر الظواهر الجيولوجية إدهاشا في الصحراء الكبرى، وهي بنية الريشات في إقليم آدرار شمال موريتانيا. من الفضاء تبدو كأنها “عين” هائلة تحدّق للأعلى، من بحر من الرمال الذهبية، ولذلك اشتهرت باسم عين الصحراء أو عين أفريقيا.
مهمة كوبرنيكوس سنتينل-2 هي جزء من برنامج كوبرنيكوس الأوروبي لمراقبة الأرض، وتوفر صورا بصرية متعددة الأطياف بدقة عالية لليابسة والمناطق الساحلية لمتابعة الغطاء النباتي والزراعة والمياه وإدارة الكوارث.
تحمل أقمار سنتينل-2 الصناعية جهازا يرصد 13 نطاقا طيفيا بدقات مكانية 10 و20 و60 مترا، كما أوضحت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان صحفي رسمي.

قصة بطيئة
لسنوات طويلة اعتُقد أن هذا الشكل الدائري نتاج اصطدام نيزكي، لكن التفسير الأرجح اليوم يشير إلى قصة أبطأ وأعمق، حيث يبدو أننا أمام قبة صخرية ضخمة ارتفعت إلى أعلى بفعل صعود مواد منصهرة في باطن الأرض، ثم تكفّل الزمن (الرياح والماء وحركة الرمال) بنحتها طبقة بعد طبقة، حتى ظهرت الحلقات المتراكزة.
ويتفق الجيولوجيون حاليا على أن عمر البنية لا يقل عن 100 مليون سنة، وتتكون من حلقات متعاقبة من الصخور الرسوبية، أشبه بلوحة من طبقات التاريخ مكشوفة على السطح.
يبلغ قطر “عين الصحراء” نحو 50 كيلومترا، وهي أوضح للعين من المدار مما هي من مستوى الأرض، حتى غدت علامة مألوفة لرواد الفضاء منذ بدايات الرحلات المأهولة.

صورتان للعين الصحراوية
في الصور الأخيرة التي التقطتها الوكالة، تظهر إحدى اللقطتين بالألوان الطبيعية، بينما تستخدم الأخرى ألوانا مصطنعة لإبراز الفروق الجيولوجية.
هنا تصبح “اللغة” التي تتكلمها الصخور أوضح، فالصخور الأكثر مقاومة للتعرية، وخاصة الحجر الرملي الكوارتزي، تظهر بدرجات الأحمر والوردي، وتشكل الحلقات الخارجية وبعض الحواف المرتفعة داخل البنية، بينما تكشف المناطق المظلمة عن صخور ألين تعرّضت لنحت أسرع، فكوّنت منخفضات ووديانًا بين الحلقات.
وتضيف التفاصيل التي تظهر في الصور طبقة أخرى من الحكاية، فالحلقات المركزية ترتفع قرابة 80 مترا، وصخورها أقدم من صخور الدوائر الخارجية.
أما المنطقة الداكنة المحيطة بـ”العين” فهي جزء من هضبة آدرار الرسوبية التي تعلو الرمال المحيطة بنحو 200 متر، بينما تمتد الرمال نفسها ضمن عرق وعران، وهو مسطح رملي هائل يصل حتى مالي.
وحتى داخل هذا النظام الصخري، يمكن رؤية الرمل يزحف إلى الجانب الجنوبي، وعلى حوافّ مجرى نهري جاف تظهر نقاط نباتية متناثرة، تلمع باللون الأرجواني في الصورة الكاذبة اللون، كأنها إشارات حياة خافتة على هامش معلمٍ جيولوجي عمره دهور.
تحليل وتفاصيل إضافية
تُظهر الصور الجديدة التي نشرتها وكالة الفضاء الأوروبية لبنية الريشات، المعروفة بـ’عين الصحراء’، أهمية التصوير الفضائي في فهم التكوينات الجيولوجية. استخدام الألوان المصطنعة في بعض الصور يساعد على إبراز الفروق بين أنواع الصخور المختلفة، مما يمكن الجيولوجيين من تحليل تاريخ المنطقة وتطورها بشكل أدق. تشير التفاصيل الظاهرة في الصور إلى أن ‘عين الصحراء’ ليست مجرد معلم طبيعي، بل هي سجل زمني يكشف عن التغيرات التي طرأت على سطح الأرض على مدى ملايين السنين. كما تبرز الصور تأثير عوامل التعرية والظروف المناخية على تشكيل هذا المعلم الفريد، مما يجعله مثالًا حيًا على التفاعل بين العمليات الجيولوجية والبيئية.
