الأربعاء - 17 ديسمبر / كانون الأول 2025
لايف ستايل

لماذا نشعر بالرضا عند فعل الخير؟ ولماذا يزداد العطاء في الأعياد؟

تابع آخر الأخبار على واتساب

فعل الخير: لماذا يمنحنا السعادة ويزداد في الأعياد؟

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

فعل الخير يمنحنا شعورًا بالرضا، ويزداد العطاء في الأعياد والمناسبات حول العالم. تشير الدراسات إلى أن السخاء جزء أصيل من الطبيعة الإنسانية، ويعزز الروابط الاجتماعية. الامتنان يدفعنا لفعل الخير، وهناك حلقة تصاعدية بين الامتنان والسخاء. الثقافات المختلفة تشترك في قيم العطاء، وتعزيز التعاون كان شرطًا أساسيًا لبقاء البشر. العطاء يعزز الإحساس بالهدف الشخصي، ويمنحنا شعورًا بأن أفعالنا الصغيرة تحدث فرقًا في العالم. التجارب الواقعية للمتطوعين تؤكد هذه الفوائد.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في مواسم الأعياد حول العالم، يزداد حضور مشاعر الامتنان، وتتراجع -ولو مؤقتا- إيقاعات الحياة السريعة لتفسح المجال أمام قيم العطاء والتطوع.

ورغم اختلاف الثقافات والتقاليد، تشير دراسات علم النفس الاجتماعي والتطوّر البشري إلى أن نزعة السخاء ليست مجرد طقس موسمي ولا سلوك عابر، بل جزء أصيل من الطبيعة الإنسانية. وعلى الجانب الآخر، يوضح المتطوعون أنفسهم أنّ مشاركتهم في أعمال الخير تُنشئ روابط اجتماعية أقوى بينهم وبين المجتمعات التي يخدمونها.

تشرح أستاذة علم النفس في جامعة “بايلور” سارة شنايتكر، أن الامتنان يلعب دورا جوهريا في دفع الفرد نحو السلوك الإيجابي، “فعندما نشعر بالامتنان لما نملكه، فإن ذلك يدفعنا لفعل الخير للآخرين، سواء لمن ساعدونا من قبل أو لأشخاص جدد”.

وتضيف، “هناك حلقة تصاعدية لطيفة بين الامتنان والسخاء، وغالبا ما تتعزز هذه الحلقة في مواسم الأعياد”.

ثقافات مختلفة وقيم مشتركة

في الولايات المتحدة الأميركية -على سبيل المثال-، يُعدّ الموسم الممتد بين عيد الشكر ورأس السنة الفترة الأكثر نشاطا في التطوع. لكن ثقافة “مواسم العطاء” لا تقتصر على الغرب.

فبحسب عالمة علم النفس التنموي في جامعة فيرجينيا إمريشا فايش، تُوجد مناسبات مشابهة في معظم الثقافات العالمية، إذ “تحتفل جميع الثقافات تقريبا بمناسبات أو مهرجانات عامة تتيح للناس التعبير عن امتنانهم”.

وترى فايش أن الهدف المشترك لهذه المواسم هو تعزيز نزعة التعاون التي كانت شرطا أساسيا لبقاء البشر عبر التاريخ التطوري.

وتقول، “اضطررنا لأن نصبح كائنات تعاونية حتى نتمكن من العيش والبقاء كنوع. ليست لدينا مخالب أو سرعة أو قدرات بدنية هائلة، لكنّ لدينا قدرة فريدة على التعاون، وهو ما يجعلنا نحقق أكثر كمجموعة مما نحققه كأفراد”.

الصراع بين الأنانية والإيثار

ومع ذلك، لا يعني هذا أن البشر دائما متعاونون أو سخيّون. ففي حالات كثيرة، تظهر دوافع الأنانية والتمسك بالمصلحة الشخصية.

ويشير أستاذ علم النفس في جامعة “ديوك” مايكل توماسيللو، إلى أنّ العالم البريطاني تشارلز داروين لاحظ هذا التوتر، “وهنا تكمن تعقيدات الحياة، فلدينا دوافع متضاربة تعيش معا في داخلنا”.

لكن الخبراء يؤكدون أن مشاعر الامتنان ومشاهدة الآخرين يفعلون الخير يمكن أن تُحرّك الجانب الإيثاري في داخل الإنسان.

العطاء يمنح إحساسا بالمعنى

أستاذة علم النفس التنموي في جامعة “بريغهام يونغ” جيني نيلسون، توضح أن السخاء والعمل التطوعي لا يصبّان فقط في مصلحة المجتمع، بل يعززان الإحساس بالهدف الشخصي.

وتضيف، “العطاء والتطوع والسخاء يمكن أن تعزز إحساسنا بالمعنى والغاية في الحياة. أحيانا يحدث ما نسمّيه ’نشوة المساعدة‘، وهي دفعة سريعة من الدوبامين، لكن هناك مكافأة أعمق: الإحساس بأن للأفعال الصغيرة أثرا على العالم”.

تجارب واقعية ودروس شخصية

خلال موسم الأعياد في الولايات المتحدة، تسجل بنوك الطعام، ومؤسسات تقديم وجبات للمسنين، وجمعيات الإغاثة، ارتفاعا ملحوظا في أعداد المتطوعين. لكن الخبراء يشيرون إلى أنّ مكاسب التطوع لا ترتبط بموسم محدد، بل يمكن أن تتحقق في أي وقت من السنة.

يقول ألفريد ديل غروسو، الذي يتطوع أسبوعيا في بنك الطعام، “أشعر بارتباط أقوى بالمجتمع ككل”.

كما يخصص ديل غروسو جزءا من وقته للعمل مع نادٍ تطوعي يعمل في إزالة الأشجار المتساقطة والأعشاب من المسارات المحلية، “والعمل التطوعي هو ما يُبقي تلك المسارات صالحة للسير”.

أما ميا ثيلن، وهي ممرضة متقاعدة من أووسو في ميشيغان، فبدأت التطوع مع الصليب الأحمر الأميركي، بداية من الرد على المكالمات وانتهاء بمهام تنظيمية.

وتشرح، “أردت أن أفعل شيئا يُفيد المجتمع. إنه استخدام جيد للوقت؛ أن تُسهّل حياة الآخرين قليلا. أنا أتعلم الكثير: مهارات الحاسوب والتواصل. ولدي زملاء رائعون. أشعر باتصال أكبر مع جيراني”.

حتى بطاقات المعايدة تُحدث فرقا

من ناحيتها، تشير أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة “سايمون فريزر” لارا أكنن، إلى أنّ عادة إرسال بطاقات المعايدة خلال الأعياد -رغم بساطتها- يمكن أن تعزز العلاقات الاجتماعية. لكنها تلفت إلى أن كثيرين يترددون في التواصل خوفا من الإزعاج.

وتوضح، “يبدو أن الناس يترددون في التواصل مع أصدقاء قدامى، لأنهم يخشون إزعاجهم. لكن المتلقين يبلغون عن تجربة إيجابية جدا”.

وتنصح، “اكتب تلك البطاقات، أجرِ تلك المكالمات. استغل موسم الأعياد كذريعة لإعادة التواصل، وشارك ضحكة أو مشروبا دافئا”.

تحليل وتفاصيل إضافية

يتناول المقال موضوعًا هامًا وهو دوافع فعل الخير والشعور بالرضا المصاحب له، خاصة خلال مواسم الأعياد. يسلط الضوء على الجوانب النفسية والاجتماعية والتطورية التي تفسر هذه الظاهرة الإنسانية. يعرض المقال آراء خبراء في علم النفس حول دور الامتنان والتعاون في تعزيز السلوك الإيثاري. كما يناقش التوتر بين الأنانية والإيثار، وكيف يمكن لمشاهدة الآخرين يفعلون الخير أن تحفزنا. يضيف المقال قيمة من خلال عرض تجارب واقعية للمتطوعين، مما يوضح الفوائد الملموسة للعطاء على الفرد والمجتمع. كما يقدم نصائح عملية لتشجيع التواصل والعطاء خلال الأعياد.

أسئلة شائعة حول فعل الخير

لماذا نشعر بالرضا عند فعل الخير؟
فعل الخير يمنحنا شعورًا بالهدف والمعنى في الحياة، وقد يطلق الدوبامين في الدماغ، مما يسبب ما يسمى ‘نشوة المساعدة’.
لماذا يزداد العطاء في الأعياد؟
الأعياد تعزز مشاعر الامتنان والترابط الاجتماعي، مما يدفع الناس إلى فعل الخير والتطوع.
ما هو دور الامتنان في فعل الخير؟
عندما نشعر بالامتنان لما نملكه، فإن ذلك يدفعنا لفعل الخير للآخرين، مما يخلق حلقة تصاعدية من العطاء.
هل العطاء سلوك فطري أم مكتسب؟
تشير الدراسات إلى أن نزعة السخاء جزء أصيل من الطبيعة الإنسانية، ولكنها قد تتأثر بالظروف الاجتماعية والثقافية.
ما هي فوائد التطوع على المتطوع نفسه؟
التطوع يعزز الإحساس بالهدف الشخصي، ويقوي الروابط الاجتماعية، ويمنح شعورًا بالانتماء للمجتمع.
هل يمكن لأفعال بسيطة مثل إرسال بطاقات المعايدة أن تحدث فرقًا؟
نعم، إرسال بطاقات المعايدة يمكن أن يعزز العلاقات الاجتماعية ويقوي الروابط بين الأفراد.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام