الثلاثاء - 16 ديسمبر / كانون الأول 2025
ثقافة

سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار جراء الحرب

تابع آخر الأخبار على واتساب

تراث غزة الثقافي: سباق مع الزمن للحفاظ عليه بعد الحرب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

تراث غزة الثقافي يواجه خطر الاندثار بعد الدمار الهائل الذي خلفته الحرب. يسابق سكان غزة الزمن للحفاظ على ما تبقى من آثار ومعالم تاريخية، مثل المسجد العمري الكبير وقصر الباشا. جهود إعادة الإعمار تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص الموارد وارتفاع الأسعار. الفلسطينيون يعتبرون الحفاظ على التراث جزءًا أساسيًا من الحفاظ على الهوية الوطنية. منظمات دولية تعد خططًا لترميم المواقع المتضررة، لكن التحديات لا تزال كبيرة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

بعد مقتل 70 ألفا وإصابة عدد هائل من الأشخاص وتشريد مئات الآلاف ودمار مناطق بأكملها، باتت إعادة الإعمار في غزة مهمة تستعصي على التصور وتقترب من حدود الخيال.

لكن في عدد قليل من المواقع التي تعرضت فيها المعالم التاريخية الأكثر قيمة في القطاع لأضرار بالغة، باشر العمال بالفعل العمل باستخدام الجرافات، في محاولة لاستخراج ما تبقى من آثار الماضي القليلة.

ومن بين هذه المواقع المسجد العمري الكبير في مدينة غزة القديمة، وهو أهم موقع ثقافي قصفته القوات الإسرائيلية خلال الحرب لتدمير ما قالت إنه نفق محفور تحت ساحاته يستخدم من قبل المقاتلين. وينفي الفلسطينيون وجود أي أثر لمثل هذا النفق هناك، ويلقون باللوم على إسرائيل في قصف التراث الديني والثقافي للقطاع.

وقال حمودة الدهدار، وهو مهندس معماري وخبير تراث في مركز حفظ التراث بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية، ويعمل الآن داخل غزة في محاولة لإنقاذ المواقع المتضررة من الحرب، إنه إذا كانت إسرائيل تعتقد أن تدمير هذه المباني يمكن أن يمحو التاريخ الفلسطيني، “فهي مخطئة”.

وأضاف لرويترز في غزة أن هذه المباني تمثل الذاكرة الجماعية لأمة قديمة، وأنها بمنزلة الذاكرة التي يتعين الحفاظ عليها وتوحيد الجهود لحمايتها.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أي قصف ضد أهداف لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قد يعرض مواقع كهذه للخطر، يمر بعملية موافقة صارمة.

وأضاف أنه “يتعامل مع مواقع التراث الثقافي والمواقع ذات الأهمية التاريخية والثقافية بأقصى درجات الحساسية، كما تشكل محور اهتمام في التخطيط لشن الهجمات بهدف تقليل الضرر الذي قد يلحق بهذه المواقع وبالمدنيين”.

حكايات خالدة

في قطاع معظم سكانه من اللاجئين أو من نسل لاجئين من مدن وقرى أصبحت داخل إسرائيل الآن، حيث بنيت معظم الأحياء على عجل خلال العقود القليلة الماضية لتوفير المأوى لهم، كان المسجد العمري الكبير الرابط الأساسي لأهالي غزة بتراثهم الثقافي الخاص وبالإرث المعماري الغني لتاريخ الشرق الأوسط على نطاق أوسع.



وكان الموقع، الذي تشير الحكايات التقليدية إلى أنه المكان الذي هدم فيه شمشون معبدا على خاطفيه، يضم أيضا كنيسة بيزنطية قبل دخول الإسلام على يد الخليفة عمر بن الخطاب في القرن السابع الميلادي إلى منطقة البحر المتوسط وتحويل الموقع إلى مسجد.

وعلى مدى القرون اللاحقة، تعرض الموقع لتعديلات كثيرة للغاية على أيدي المماليك والصليبيين والعثمانيين، كما اشتهر في العصور الوسطى باعتباره أعجوبة معمارية في المنطقة.

كانت مئذنته المعلم الأبرز في أفق غزة. وكان المصلون يحتشدون في باحاته تحت الأسقف ذات القباب وفوق الأرض المرصوفة بالبلاط الحجري المصقول، وينسابون بعد الصلاة مارين أمام واجهته الفخمة وعبر بواباته إلى شوارع السوق المحيطة بالمدينة القديمة.

وكان سوق القيصرية للذهب -الذي يقع قريبا منه- يعج بالمتاجر التي اشتهر أصحابها وجيرانهم بسرد حكايات خالدة عن مجوهرات زفاف العشاق والحموات الغيورات. ولم يبق من هذا كله شيء يذكر.

وتضرر أيضا قصر الباشا، وهو معلم تاريخي يعود إلى القرن الـ13 ويضم متحفا اختفت كنوزه الآن.

وقال الدهدار إنه عند الحديث عن التراث والثقافة، فإن الأمر لا يقتصر على مبنى قديم أو أحجار عتيقة، مضيفا أن كل حجر يروي قصة.

وقال جهاد ياسين، وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرا لها، إن المسؤولين الفلسطينيين ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) يعدون خطة من 3 مراحل لإعادة ترميم المواقع التاريخية بتكاليف أولية تقدر بـ133 مليون دولار.

وستكون الأولوية القصوى التدخل السريع لدعم الهياكل المعرضة للانهيار. لكن هناك نقصا في الأسمنت الأبيض والجبس. وقال إن الموارد في غزة محدودة، وإن أسعار مواد الحفر والترميم ارتفعت ارتفاعا كبيرا.

وفي غزة، لا يزال دمار المعالم الثقافية يسبب ألما خاصا، حتى بين العائلات الثكلى التي فقدت منازلها ومصادر رزقها.

وقال منذر أبو عاصي إنه وجد نفسه يواسي طفلته الصغيرة كنزي بسبب حزنها بعد أن علمت بنبأ تعرض المسجد العمري الكبير للقصف.

وأضاف: “ابنتي الصغيرة كنزي كانت حزينة جدا. وحتى عندما سمعنا خبر قصف المسجد، استغربنا كثيرا، وتساءلنا: لماذا يحدث ذلك؟”.

ومضى يقول: “وعندما قصفوا أيضا قصر الباشا، أصبح الأمر بالنسبة إلينا دليلا قاطعا على أن هذا الاحتلال (إسرائيل) يريد طمس الهوية الفلسطينية ومحو أي أثر فلسطيني”.

تحليل وتفاصيل إضافية

تسلط هذه المقالة الضوء على الأزمة الإنسانية والثقافية في غزة، حيث يواجه التراث الثقافي خطرًا وجوديًا بسبب الدمار الذي خلفته الحرب. تتجاوز أهمية الحفاظ على تراث غزة الثقافي مجرد ترميم المباني التاريخية؛ بل يتعلق بالحفاظ على الذاكرة الجماعية والهوية الفلسطينية. يمثل تدمير المواقع التاريخية محاولة لطمس الهوية الثقافية، وهو ما يزيد من إصرار الفلسطينيين على حماية تراثهم. التحديات التي تواجه جهود إعادة الإعمار كبيرة، بما في ذلك نقص الموارد وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى القيود المفروضة على دخول مواد البناء. تتطلب هذه الأزمة استجابة دولية عاجلة لدعم جهود الحفاظ على التراث الثقافي في غزة.

أسئلة شائعة حول تراث غزة الثقافي

ما هي أبرز المواقع الثقافية المتضررة في غزة؟
من أبرز المواقع المتضررة المسجد العمري الكبير وقصر الباشا، وهما معلمان تاريخيان يعودان إلى قرون مضت.
ما هي التحديات التي تواجه جهود ترميم التراث الثقافي في غزة؟
تشمل التحديات نقص الموارد، وارتفاع أسعار مواد البناء، والقيود المفروضة على دخول مواد الترميم.
ما هي أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في غزة؟
الحفاظ على التراث الثقافي ضروري للحفاظ على الذاكرة الجماعية والهوية الفلسطينية، ويمثل جزءًا أساسيًا من تاريخ المنطقة.
ما هي الخطط المطروحة لترميم المواقع التاريخية في غزة؟
تعد السلطة الفلسطينية واليونسكو خطة من 3 مراحل لترميم المواقع التاريخية بتكاليف أولية تقدر بـ 133 مليون دولار.
ما هو دور المجتمع الدولي في حماية التراث الثقافي في غزة؟
يتطلب الوضع استجابة دولية عاجلة لدعم جهود الحفاظ على التراث الثقافي وتوفير الموارد اللازمة للترميم.
كيف ينظر سكان غزة إلى تدمير المواقع الثقافية؟
يرى سكان غزة في تدمير المواقع الثقافية محاولة لطمس الهوية الفلسطينية ومحو أي أثر فلسطيني.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام