الأربعاء - 10 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

وداعا للحواسيب العملاقة.. أداة برمجية تضع “محاكاة الكون” في حقيبتك

تابع آخر الأخبار على واتساب

محاكاة الكون: أداة برمجية جديدة على حاسوبك المحمول

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

محاكاة الكون أصبحت ممكنة على الحواسيب المحمولة بفضل أداة برمجية جديدة اسمها “إيفورت-جيه إل” طورتها جامعة واترلو. هذه الأداة تسمح للباحثين بمحاكاة وتحليل بنية الكون بسرعة أكبر، حيث تقلل الوقت اللازم من أيام إلى ساعات. تعتمد الأداة على اختصار حسابي ذكي ونظرية الحقل الفعال للبنية واسعة النطاق. تفتح هذه الأداة الباب لتجريب سيناريوهات كونية عديدة في زمن قصير وتطبيق تقنيات إحصائية أحدث، مما يغير أسلوب البحث العلمي في علم الكونيات.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في العقد الأخير صار علم الكونيات ضحية نجاحه، حيث أنتجت المسوح الفلكية العملاقة مثل “ديزي” ومهمة إقليدس جبالا من البيانات عن توزّع المجرات وبنية الكون واسعة النطاق.



لكن تحويل هذه البيانات إلى قيود دقيقة على نماذج المادة والطاقة يتطلب عادة محاكاة وحسابات تلتهم أياما من وقت الحواسيب الفائقة، تلك التي توجد عادة في الجامعات والمختبرات المتخصصة.

محاكاة في حاسوب محمول

هنا يأتي خبر لافت من جامعة واترلو، حيث تمكن فريق بحثي من تطوير أداة برمجية اسمها “إيفورت-جيه إل” تسمح بمحاكاة وتحليل بنية الكون على حاسوب محمول وبزمن أقرب إلى ساعات بدلا من أيام.

الفكرة ليست تبسيط الفيزياء حتى يسهل على الأداة العمل في نطاق حواسيب صغيرة، بل بناء اختصار حسابي ذكي، فالأداة تعمل بوصفها محاكيا لنوع من النماذج النظرية يُعرف بـ”نظرية الحقل الفعال للبنية واسعة النطاق”.

هذه النظرية تحاول وصف كيف تتكتل المادة (ومنها المادة المظلمة) لتصنع الشبكة الكونية، لكن تطبيقها مباشرة على البيانات يتطلب حسابات معقدة تتكرر كلما غيّر الباحث قيمة معامل واحد.

وبحسب مطوري “إيفورت-جيه إل”، فإنهم جمعوا بين طرائق عددية متقدمة و”تهيئة” ذكية للبيانات لتسريع الحساب مع الحفاظ على الدقة التي يحتاجها علم الكونيات.

ما الذي يفعله “المُحاكي” عمليا؟ يشبه الأمر تدريب نموذج سريع على تقليد مخرجات محاكاة ثقيلة، فبدلا من أن تُعيد تشغيل المحاكاة المكلفة مع كل تجربة، تستخدم المُحاكي ليعطيك الناتج بسرعة كبيرة ضمن مجال مُتحكَّم فيه.

سيناريوهات جديدة

الدراسة، التي نشرها الباحثون في دورية “جورنال أوف كوسمولوجي آند أستروبارتكل فيزكس”، تذكر أن هذه الأدوات تفتح الباب لتجريب سيناريوهات كونية كثيرة في زمن قصير، وتسمح أيضا بتطبيق تقنيات إحصائية أحدث.

يشدد الفريق على أنهم تحققوا من أداء “إيفورت-جيه إل” بمقارنة تنبؤاته بتنبؤات “إيفتوفليس” الأصلية، وأن هامش الخطأ كان صغيرًا.

كما يشيرون، بحسب بيان صحفي رسمي صادر من الجامعة، إلى أن الأداة تستطيع التعامل مع شوائب الرصد مثل بعض التشوهات في البيانات، وأنها قابلة للتخصيص بسهولة وفق حاجة كل مشروع.

ومع ذلك، يظل جوهر القصة أن الأداة لا تستبدل فهم الفيزيائيين، فهي تُسرّع الحساب، لكن اختيار الفرضيات، وضبط المعاملات، وتفسير النتائج تبقى مسؤولية الباحث.

الأكثر إثارة هنا هو التحول الثقافي المحتمل، فحين تصبح نماذج كانت حكرا على الحواسيب المعقدة متاحة على حاسوب محمول، لا يتغير زمن الحساب فقط، بل يتغير أسلوب البحث نفسه، حيث يسمح ذلك بالتجريب السريع، وتكرار التحليل مرات كثيرة، ومراجعة الفرضيات لحظيا مع ظهور تفاصيل جديدة في البيانات.

لذلك لا يقدَّم “إيفورت-جيه إل” كحيلة تقنية فحسب، بل كأداة قد تعيد توزيع القدرة على الاستكشاف الكوني، وتتيح للباحثين أن يلاحقوا سرعة تدفق البيانات بدل أن يبتلعهم بطؤ الحساب.

تحليل وتفاصيل إضافية

تمثل أداة “إيفورت-جيه إل” نقلة نوعية في علم الكونيات، إذ تتيح محاكاة الكون على نطاق أوسع وبكلفة أقل. لم يعد الوصول إلى نتائج دقيقة حكرًا على المؤسسات الكبيرة التي تمتلك حواسيب فائقة القدرة. هذا التحول يفتح الباب أمام باحثين أكثر للمساهمة في فهمنا للكون. الأداة لا تستبدل الفهم الفيزيائي، بل تعززه من خلال تسريع الحسابات وتسهيل عملية التجريب. إمكانية تخصيص الأداة وفقًا لاحتياجات كل مشروع تزيد من فعاليتها. الأثر الأكبر قد يكون في تغيير ثقافة البحث العلمي، حيث يصبح التجريب السريع وتكرار التحليل ممكنًا، مما يؤدي إلى اكتشافات أسرع وأكثر دقة.

أسئلة شائعة حول محاكاة الكون

ما هي أداة “إيفورت-جيه إل”؟
هي أداة برمجية طورتها جامعة واترلو تسمح بمحاكاة وتحليل بنية الكون على حاسوب محمول.
ما الذي يميز “إيفورت-جيه إل” عن الطرق التقليدية؟
تتميز بسرعة الحسابات، حيث تقلل الوقت اللازم للمحاكاة من أيام إلى ساعات، وتتيح إجراء التجارب على حاسوب محمول.
على أي نظرية تعتمد “إيفورت-جيه إل”؟
تعتمد على نظرية الحقل الفعال للبنية واسعة النطاق لوصف كيفية تكتل المادة لتصنيع الشبكة الكونية.
ما هي الفوائد التي تقدمها “إيفورت-جيه إل” للباحثين؟
تتيح تجريب سيناريوهات كونية كثيرة في زمن قصير، وتطبيق تقنيات إحصائية أحدث، وتسهل عملية البحث العلمي.
هل “إيفورت-جيه إل” دقيقة؟
نعم، تم التحقق من أدائها بمقارنة تنبؤاتها بتنبؤات أخرى، وكان هامش الخطأ صغيرًا.
هل يمكن تخصيص “إيفورت-جيه إل”؟
نعم، الأداة قابلة للتخصيص بسهولة وفق حاجة كل مشروع.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام