غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

منوعات

من المسافة صفر لأول صاروخ “يدك” تل أبيب.. تعرف على قائمة “الأوائل” في العمليات ضد إسرائيل

نتائج الثانوية العامة

عند الوقوف على مشهد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاه من عمليات عسكرية ومشاهد حربية، قد يتعجب البعض من القدرة الفائقة وحسن التدريب، إن ذلك كله يعبر عن تراكم خبرة طويلة نسبياً للعمل المقاوم، سواء عملية الأسر وتأمين نقل المأسورين وتأمين تخبئتهم … إلخ، كذلك استهداف الدبابات واقتراب المقاومين منها ولصق عبوات العمل الفدائي. كل تلك المشاهد عبرت عن مسار الخبرة والتراكم، فمن أول من بدأ تلك المشاهد؟

أول تبادل للأسرى

في عام 1968 بدأت المقاومة تتخذ منحى جديداً في مسار تحرير الأسرى حين خُطفت طائرة إسرائيلية بأيدي عناصر المقاومة لأول مرة، ما شكّل نقطة تحول في تاريخ النضال الفلسطيني، حيث خطف يوسف الرضيع وليلى خالد من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” طائرة تابعة لطيران العال متجهة من روما إلى إسرائيل. وغيّر الخاطفون مسارها وهبطت في الجزائر، وطالبوا بتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وكان على متن الطائرة أكثر من 100 راكب، مما أجبر سلطات الاحتلال على إبرام صفقة تبادل يوم 23 يوليو/تموز 1968، وأُفرج عن 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية، من ضمنهم أسرى فلسطينيون اعتقلوا قبل عام 1967، مقابل إطلاق سراح المختطَفين.

أول عملية لـ”حماس”

أول عمليات نفذتها كتائب القسام بعد تأسيس حماس، أسس محمد الشراتحة ومحمود المبحوح ومحمد نصار وحدة أطلق عليها اسم 101 وهي متخصصة في أسر الجنود، إذ كانت أول عملية لـ”حماس” بعد تأسيسها كعمل مقاوم هي عملية أسر، إذ أسر الرقيب “آفي سابورتس” 17 فبراير/شباط 1988م، وانتهت بمقتل الرقيب ولم تجد إسرائيل جثته إلا بعد 3 أشهر.

أما العملية الثانية فكانت لأسر العريف “إيلان سعدون” بتاريخ 3 مايو/أيار 1989 وانتهت بمقتله أيضاً، ولم تصل إسرائيل لجثته إلا بعد سبعة أعوام. أُسر محمد الشراتحة وألَّف في السجن كتاب “القادم لخطفك” وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار، إذ إن أول فعل مقاوم لـ”حماس” كان أسر جنود ومشهد 7 أكتوبر/تشرين الأول ليس غريباً عليها.

أول اشتباك من المسافة صفر

“اشتبكوا مع القوات الصهيونية من مسافة صفر وعادوا إلى قواعدهم بسلام”. ربما تعتبر الكلمات التي يتلفظ بها أبو عبيدة، الناطق العسكري لكتائب القسام، من أكثر الكلمات إثارة ويتم الاحتفاء بها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها “النقطة صفر” باعتبارها التجلي الكامل لمعنى الشجاعة في العصر الحديث، وهي كذلك. وإليك أول من نفذ ذلك التكتيك في النضال الفلسطيني:

في 4 مايو/أيار 1992م، نفذت مجموعة لكتائب عز الدين القسام، المعروفة بمجموعة الشهداء، عملية ضد موكب قائد شرطة قطاع غزة الجنرال “يوسف آفنيبغد”، مثلت تلك العملية حدثاً فارقاً في تاريخ العمل النضالي، إذ كانت هي التدشين الفعلي للقتال من المسافة صفر، والتي نفذها عماد عقل.

وُلد عماد عقل في 19 يونيو/حزيران عام 1971م بمخيم جباليا، انضم إلى كتائب القسام التي أعيد تأسيسها وهيكلتها في مطلع التسعينيات. كانت عملياتها في ذلك الوقت كأنها دليل عملي وأنموذج لمسار العمل الفدائي المقاوم، تزامناً مع تصفية الانتفاضة الأولى وسلوك فتح ومنظمة التحرير مسار أوسلو.

أول تصوير عملية ضد الاحتلال

هل تساءلت: ماذا لو لم نر تلك المشاهد التي تأتينا من غزة؟ ماذا لو أن كل تلك العمليات التي تنفذها المقاومة ضد جيش الاحتلال تنقل لنا شفاهة فقط من دون توثيق بتقنية الفيديو والصورة؛ هل كنا نصدقها؟ الحقيقة أن تسجيل العمليات أمر مقترن بالتطور التكنولوجي مما جعل التقنية سهلة وممكنة، إلا أن أول مرة تستخدم في العمل المقاوم كان في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي.

في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول عام 1993م، تناقلت الصحافة والقنوات الإعلامية صوراً لثلاثة جنود إسرائيليين صرعى، وجيب عسكري مدمر، كانت عملية مسجد مصعب بن عمير التي نفذها عماد عقل ومقاومان آخران، أول عملية يتم تصويرها من قبل المقاومين، وهي المشهد الأول والبذرة للعمل التوثيقي المصور الذي صار اليوم المواد الإعلامية التي يشاركها الإعلام العسكري لـ”القسام” و”السرايا”.

أول عملية استشهادية

في يوم الإثنين 15 مارس/آذار، كان ساهر تمام يقود سيارة مصنع والده “مرسيدس 608” بعد أن أوصل شحنة طحينة إلى تجار بمدينة رام الله، وفي طريق عودته شاهد اثنين من جيش بالقرب من مفترق “شيلو” الاحتلال وقام بدهسهما، وهي بذلك أول عملية دهس ضد الاحتلال.

وفي مارس/آذار وبعد مطاردة لساهر، نفذ أول عملية استشهادية بعد أن خطط لها وجهزها يحيى عياش، استهدف مقهى “فيلج إن” الذي يرتاده الجنود في مستوطنة “ميحولا”، إذ تكون بذلك أول عملية استشهادية في فلسطين وأول عملية استشهادية يرتبها يحيى عياش.

وُلد ساهر في الجبل الشمالي بمدينة نابلس عام 1971، امتلك والده مصنعاً للطحينة في مخيم بلاطة، وعلى الرغم من الحياة الميسورة لأهله فقد كان أول طليعة الاستشهاديين، وهو ما ينفي الاتهام القائل بأن العمليات الاستشهادية لا يقوم بها إلا المهمشون والفقراء، لأنهم متمردون على حياتهم، فقد كان أول هذه القوافل شاب ميسور الحال والتي ستزداد قوتها وعددها في الانتفاضة الثانية 2000-2005 .

أول استشهادية من النساء

معروف أن أول امرأة تقوم بعملية استشهادية هي اللبنانية سناء محيدلي في جنوب لبنان، في يوم الثلاثاء 9 أبريل / نيسان، تحركات سناء إبنة السبعة عشر ربيعاً بسيارة بيجو 504 تحمل أكثر من 200 كيلوغرام من “التي إن تي”، ثم تفجر نفسها في آليات عسكرية لجيش الإحتلال الإسرائيلي عند معبر باتر-جزين جنوب لبنان. سُلم رفاتها عام 2008 إلى حزب الله في صفقة التبادل التي أبرمت بعد حرب يوليو/تموز 2006.

أما أول فلسطينية تقوم بعملية استشهادية داخل فلسطين، فهي وفاء إدريس التي كانت تنتمي إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وذلك في الانتفاضة الثانية عندما نفذت عملية بشارع يافا بالقدس يوم 28 يناير/كانون الثاني 2002، لتقتل 4 من الإسرائيليين. أما أول استشهادية من حركة حماس فهي ريم رياشي.

أول من دمر الميركافاه

مصطفى الصباح أول من دمر دبابة الميركافاه، وذلك بزرع عبوة قرب مستوطنة نتساريم شمال وسط قطاع غزة يوم 14 فبراير/شباط 2002، كانت العبوة زنة 80 كيلوغراماً ودمرت الناقلة بمن فيها. ينتمي الصباح إلى ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للمقاومة الشعبية، اغتالته إسرائيل وهو صائم في نهاية رمضان 2002، وهو يعمل حارس أمن لمواد البناء في المجمع الحكومي.

بعدها بعامين يقوم وائل نصار في حي الزيتون بقتل 6 جنود داخل الميركافا في عام 2004، وفي اليوم نفسه استخدم محمد الراعي قذيفة “آر بي جي” ضد مجنزرة  في محور فيلادلفيا بالقرب من الحدود المصرية، ستلتقط صورة أيقونية لجنود يجثون على ركبهم لجمع أشلاء خمسة من زملائهم بسبب تلك العلمية.

أما العبوات اللاصقة عند بوابة الدبابة، فقد استخدمت لأول مرة بفلسطين في حرب 2014. أول من نفذ هذه المهمة حسن الهندي وعبد الحميد المغربي، وتكررت في الحرب 15 مرة، يذكر حساب حسن الشهيد على إكس (تويتر سابقاً) عن قصة باسم الأغا في حرب 2014، والذي بلغ بوابة الدبابة فسقطت العبوة ولم تلتصق بجسم المدرعة، فحاول معها ثانية فلم تفلح، وقام بتثبيتها بجسده فقتل من داخل المدرعة واستشهد.

أول استخدام لعبوات يتجاوز وزنها 2 طن

أعلنت كتائب القسام يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن تدمير 5 دبابات إسرائيلية بعد تدوير صواريخ ألقتها الطائرات الإسرائيلية ولم تنفجر، قدرت زنة الصاروخين بـ2 طن، لم تكن هذه هي العملية التي تستخدم فيها كتائب القسام ألغاماً وعبوات تتجاوز 2 طن.

الأحد 27 يونيو/حزيران 2004، وفي الساعة الـ9:43 مساءً بالتوقيت المحلي في غزة، تهتز مدينة خان يونس ودير البلح، صوت انفجار عنيف، ظن الغزيون أنها غارة إسرائيلية، ليفاجأوا فيما بعد بأنها عملية تدمير محكمة الإتقان ضد ثكنة أبو هولي عند حاجز المطاحن بالقرب من مستوطنة غوش قطيف شمالي خان يونس، حيث حفروا نفقاً بعمق 7 أمتار، وبطول 495 متراً حتى بلغوا أسفل الموقع، وحفر تحت الموقع ثلاثة أنفاق متوازية شرقي ووسط وغربي، بعمق 80 سم فقط، ووضع في النفق الأول 650 كغم من المتفجرات، وفي الوسط أيضاً القدر نفسه، أما الغربي فوضع فيه 700 كغم، حيث مسح الموقع عن بكرة أبيه، وعندما هرع الإسعاف إلى المكان قصفت كتائب القسام المكان بالصواريخ.

أول من قصف تل أبيب

أول من استخدم الصواريخ من المقاومة كانت ألوية الناصر صلاح الدين في 15 أغسطس/آب 2001، حيث استهدفت مستوطنة كفار داروم. تتبع ألوية الناصر صلاح الدين لجان المقاومة الشعبية التي أسسها جمال أبو سمهدانة “أبو عطايا” الذي اغتالته إسرائيل عام 2006..

من المعروف أن أول من صنع الصواريخ لـ”القسام”، هو نضال فرحات وتيتو مسعود وعدنان الغول، وكان صاروخ القسام له رأس يحمل كيلوغراماً واحداً من المتفجرات، وبلغ مداه 5 كيلومترات، إذ دخل الخدمة عام 2001، وعبر مسيرة طويلة بلغ أبعد صاروخ مداه 250 كم والذي دخل الخدمة 2021، أي بعد عشرين عاماً من صاروخ قسام 1.

المشهد اليومي الذي اعتاده الناس بقصف تل أبيب لم يكن كذلك منذ 11 عاماً، إذ ردت سرايا القدس على استهداف الجعبري بقصف تل أبيب، وقد كان حسن أبو حسنين أول من قصف تل أبيب من المقاومة بصاروخ “فجر 5”. قتل أبو حسنين في نفقٍ عام 2017، تبعه مباشرة أيمن صيام قائد وحدة الصواريخ في “القسام” والذي اغتالته إسرائيل في حرب طوفان الأقصى.


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة