تقليص ميزانية ميتافيرس: صدمة الـ 70 مليار دولار!
الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
تقليص ميزانية ميتافيرس يمثل نقطة تحول مؤلمة في رحلة مارك زوكربيرج الطموحة. فبعد أن أعاد تسمية شركته بالكامل ليؤكد التزامه بالعوالم الافتراضية، ها هي “ميتا” تستعد لخفض الموارد المخصصة للمشروع بنسبة قد تصل إلى 30% في 2026. هذا التوجه يأتي بعد سنوات من الانتقادات وخسائر تجاوزت 70 مليار دولار في وحدة Reality Labs، مما يضع علامات استفهام كبرى حول مستقبل الرؤية الغامرة. الشركة الآن تعيد توجيه بوصلتها نحو الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء، في اعتراف ضمني بأن الحلم الافتراضي لم يجد طريقه إلى الواقع بعد.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
تستعد شركة ميتا لإجراء خفض لافت في الموارد المخصصة لمشروعات الميتافيرس خلال عام 2026، في خطوة تُعد تحولًا جديدًا في أولويات الشركة، التي سبق أن أعادت تسمية نفسها من “فيسبوك” إلى “ميتا” لتأكيد التزامها بهذا المجال.
ويُعد “الميتافيرس” عالمًا افتراضيًا ثلاثي الأبعاد يمكن الدخول إليه عبر الإنترنت باستخدام أجهزة الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز، حيث يمكن للمستخدمين التفاعل مع بعضهم والعمل واللعب وحضور الفعاليات والتسوق وغيرها من الأنشطة بطريقة تحاكي الواقع أو تتجاوزه، مع وجود اقتصاد رقمي وشخصيات رقمية تمثلهم، مما يوفر تجربة اجتماعية غامرة مستمرة.
ووفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ نقلًا عن مصادر مُطلعة في الشركة، فقد ناقش كبار التنفيذيين داخل ميتا تخفيض ميزانية قسم الميتافيرس بما يصل إلى 30%، مما قد يؤدي إلى دفعة جديدة من عمليات تسريح الموظفين مطلع يناير المقبل. وذكرت المصادر أن القرار لم يُحسم بعد بنحو نهائي، لكن ذلك التوجّه يحظى بزخم داخلي واضح.
وأكدت ميتا في بيانٍ رسمي وجود تقليص للموارد المخصصة للميتافيرس، موضحةً أن الشركة تعيد توجيه جزء من استثماراتها داخل قطاع Reality Labs نحو مشروعات أخرى تُظهر نموًا أسرع، وفي مقدمتها نظارات الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء.
ويأتي ذلك ضمن عملية التخطيط السنوية لميزانية 2026. وبحسب المصادر، فقد طلب الرئيس التنفيذي إجراء خفض عام بنسبة قدرها 10% في مختلف الأقسام، وهو نهج اتبعته الشركة في ميزانيتها خلال الأعوام الماضية، لكن وحدة الميتافيرس طُلب منها خفض أكبر هذا العام لغياب المنافسة المتوقعة حول هذه التقنية.
وتتعرّض جهود الميتافيرس منذ سنوات لانتقادات من جانب المستثمرين بسبب استنزافها الموارد دون مردود مالي واضح، فضلًا عن انتقادات من جهات رقابية تتعلق بسلامة الأطفال وخصوصيتهم داخل تلك العوالم الافتراضية.
وحتى مع قناعة زوكربيرج بأن المستخدمين سيعملون ويقضون أوقاتهم مستقبلًا داخل العوالم الافتراضية، فإن هذا التصور لم يتحقق حتى الآن، ولا توجد أي بوادر له.
ومنذ بداية 2021، حينما أعادت الشركة هيكلة نفسها واسمها حول مفهوم الميتافيرس، تكبّدت وحدة Reality Labs خسائر تتجاوز 70 مليار دولار.
وتركز ميتا حاليًا على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة التي تُغذي روبوتات الدردشة ومنتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالإضافة إلى الأجهزة المرتبطة بها، مثل نظارات Meta Ray-Ban الذكية.
وتؤكد الشركة أنها ماضية في تطوير أجهزة موجهة للمستهلكين، وقد عززت ذلك أخيرًا باستقطاب أحد أهم القادة التنفيذيين في تصميم المنتجات في آبل، آلان داي، الذي انضم إليها حديثًا.
تحليل وتفاصيل إضافية
هذا التحول في أولويات ميتا ليس مجرد تعديل ميزانية، بل هو إشارة واضحة على أن “الفقاعة الافتراضية” قد انفجرت. يكمن الأثر الأهم في إعادة توزيع القوة التكنولوجية؛ فبدلاً من التركيز على بناء عوالم افتراضية غير مربحة، تتجه ميتا بكامل ثقلها نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو المجال الذي يضمن نموًا أسرع ومنافسة حقيقية. هذا القرار يمثل ضغطاً هائلاً على الشركات الأخرى التي استثمرت في البنية التحتية للميتافيرس. بالنسبة للمستخدمين، يعني هذا تسريع وتيرة تطوير نظارات الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء، مما يجعل التفاعل مع التقنية أكثر عملية وأقل عزلة. ضمنياً، يؤكد هذا القرار أن الرهان على التكنولوجيا يجب أن يكون مدعوماً بمردود مالي واضح، وليس مجرد رؤية مستقبلية بعيدة المدى.

