الأربعاء - 17 ديسمبر / كانون الأول 2025
الموسوعة

القوزاق.. مقاتلو الإمبراطورية الروسية الشرسون وحُماة حدودها

تابع آخر الأخبار على واتساب

القوزاق حماة الإمبراطورية الروسية تاريخهم من القمع إلى الإحياء الحديث

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

القوزاق، جماعة عرقية عسكرية نشأت في القرنين الـ15 والـ16 على أطراف روسيا، لعبوا دوراً حاسماً في توسيع الإمبراطورية الروسية والدفاع عن حدودها الشاسعة، من القوقاز حتى سيبيريا. تميزوا بثقافة عسكرية فريدة وولاء مطلق للقيصر والأرثوذكسية، مما جعلهم طبقة متميزة ومحصنة بالامتيازات. لكن هذا الدور انتهى بشكل مأساوي بعد الثورة البلشفية عام 1917، حيث تعرضوا للقمع وسياسات “نزع الصفة القوزاقية”. بعد عقود من التهميش، شهدت المجموعة انتعاشاً كبيراً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأصبحوا عنصراً معترفاً به رسمياً في المجتمع الروسي المعاصر، يشاركون في حماية النظام العام وحراسة الحدود، مستعيدين جزءاً من مجدهم التاريخي.

📎 المختصر المفيد:
• نشأ القوزاق كطبقة عسكرية متميزة على الأطراف الجنوبية والشرقية لروسيا.
• تعني كلمة “قوزاق” حرفياً “الرجل الحر” أو “حارس الحدود”.
• لعبوا دوراً محورياً في توسيع الإمبراطورية الروسية واستكشاف سيبيريا والشرق الأقصى.
• تعرضوا للقمع وسياسات “نزع الصفة القوزاقية” بعد الثورة البلشفية عام 1917.
• أعيد تأهيلهم رسمياً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ويشاركون حالياً في حماية النظام العام والحدود.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

القوزاق جماعة عرقية عسكرية نشأت في القرنين الـ15 والـ16 الميلاديين على الأطراف الجنوبية والجنوبية الشرقية لروسيا، ولعبوا دورا كبيرا في توسيع حدودها والدفاع عنها.



مع مرور الوقت ازداد عددهم باطراد بسبب تزايد اللاجئين إلى هذه الأراضي هربا من بعض القوانين أو الضرائب.

وهي مجموعة عرقية فرعية أو إثنوغرافية داخل الشعب الروسي، لديها قواسم مشتركة كثيرة مع غيرها من الروس.

وقد شكّل القوزاق طبقة ذات تقاليد عسكرية وثقافة خاصة ونمط فريد في الحياة، إذ يحرسون الحدود ويؤدون الخدمة العسكرية، وينتمون لشعوب مختلفة (الروس والأوكرانيين والتتار والأوسيتيين).

شاركوا في حروب عديدة واستكشفوا مناطق جديدة (سيبيريا، والشرق الأقصى، والقوقاز)، ونظير إخلاصهم للدولة مُنحوا أراضي وامتيازات، وأصبحوا طبقة عسكرية مميزة في الإمبراطورية الروسية.

أصل التسمية

ظهرت كلمة “قوزاق” لأول مرة في مصدر مكتوب باللغة الروسية عام 1395م، وتعني “الرجل الحر” أو “العامل المستقل”.

ويعتقد بعض المؤرخين أن أصل الكلمة يعود إلى اللغة التركية، وأن لها تفسيرات متعددة مثل “الرجل الحر” و”المتشرد” وحتى “السارق”.

وتقول روايات أخرى إن للكلمة أصلا منغوليا، وإنها تتشكل من مقطعين: “كو” (ويعني درع) و”زاخ” (ويعني حدود)، ومن ثم يرى أصحاب هذا التفسير أن كلمة “قوزاق” تعني حرفيا “حارس الحدود”.

دورهم في الإمبراطورية الروسية

عاش القوزاق على حدود البلاد الخطرة، وكانت لديهم تقاليدهم وملابسهم وأغانيهم وأسلوب حياتهم الخاص، المختلف عن تقاليد الفلاحين، مع تركيز كبير على الشجاعة العسكرية والولاء للأرثوذكسية والقيصر.

حتى القرن الرابع عشر مارسوا النهب والسلب، لكن تغير الوضع في عام 1549م، عندما بدأ إيفان الرهيب بتجنيدهم في الخدمة الحكومية، وأصبحوا جزءا من القوات غير النظامية، ومنذ القرن السابع عشر أصبحوا طبقة عسكرية متميزة، وكانت مهمتهم الرئيسية هي الخدمة العسكرية والصيد وحراسة الحدود.

وصفتهم الوثائق التاريخية بـ”حماة الأرض الروسية، وشاركوا في كل معارك وحروب روسيا تقريبا منذ عهد إيفان الرهيب.

كما ساهموا بشكل كبير في اكتشاف وتطوير أراضٍ جديدة وراء جبال الأورال وفي سيبيريا والشرق الأقصى (كوليما، وكامتشاتكا، وترانسبايكاليا، ومنطقة أمور).

حماية الحدود

من القرن الـ15 إلى القرن الـ17 وما بعده، كان القوزاق بمثابة “درع بشري” على الحدود الجنوبية والشرقية المضطربة لروسيا، وحموا البلاد من غارات جحافل السهوب وغيرها من التهديدات الخارجية، كما ساهموا في جباية ضرائبها وتسيير “جماركها”.

وشارك القوزاق رسميا لأول مرة (ضمن الجيش القيصري) في غزو قازان عام 1552، ولم يكتفوا باقتحام المدينة، بل نفذوا عمليات حفر تحت قلعة المدينة ووضعوا فيها براميل بارود، وأشعلوا فيها النيران، فدمرت الأسوار جزئيا، ودخل جيش القوزاق المدينة.

شاركت قوات القوزاق في جميع الحروب الكبرى التي خاضتها روسيا تقريبا، ضد نابليون وفي القوقاز وشبه جزيرة القرم وفي الحروب الروسية التركية والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.

وإضافة إلى الخدمة العسكرية انخرط القوزاق في تنمية وإصلاح الأراضي، وفي خدمات البريد والحجر الصحي وحماية البيئة، وساهموا في تطوير البنية التحتية في المناطق النائية.

الحقبة السوفياتية

بعد الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، تعرض القوزاق للقمع وصادرت السلطات ممتلكاتهم ونفذت ضدهم عمليات ترحيل جماعي، وفي تلك الفترة، حصل انقسام داخلهم، إذ أيد جزء منهم الثورة بينما حاربها الجزء الآخر.

ومُنع القوزاق من الخدمة في الجيش الأحمر حتى عام 1939، إذ رُفعت عنهم القيود تقديرا لولائهم واستعدادهم للدفاع.

وفي الحرب العالمية الثانية أعيد إحياء وحدات القوزاق في الجيش الأحمر لكنهم واجهوا أيضا معضلة الانقسام، عندما وجد بعضهم أنفسهم في تشكيلات معادية تقاتل ضد الاتحاد السوفياتي إلى جانب ألمانيا، في تشكيلات أنشأها الألمان، لكنّ الكثيرين منهم مع ذلك انشقوا وانضموا إلى الجيش الأحمر.

القوزاق بعد انهيار الاتحاد السوفياتي

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 شهدت المجموعة انتعاشا، وأصبحت ظاهرة اجتماعية ثقافية وحركة اجتماعية وسياسية في روسيا.

وبالنسبة للقوزاق الذين يعيشون في المناطق الحدودية أدى انهيار الاتحاد السوفياتي إلى انقسامات على طول حدود الدولة، فعلى سبيل المثال وجد قوزاق سيميرتشيا أنفسهم منقسمين بين كازاخستان وقيرغيزستان.

علاوة على ذلك شهدت حقبة التسعينيات من القرن العشرين نزوحا جماعيا للسلاف، بمن فيهم القوزاق، من بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة (مثل كازاخستان) إلى روسيا.

في تلك الفترة برزت فكرة إحياء القوزاق من الظل مع بداية البيريسترويكا، وبدأت جمعيات واتحادات القوزاق في التشكّل بنشاط، مثل اتحاد القوزاق الروس وجيش القوزاق السيبيري.

وفي عام 1992 اعتمد البرلمان الروسي قرارا بـ”إعادة تأهيل القوزاق”، بهدف استعادة العدالة التاريخية بعد القمع وسياسات “نزع الصفة القوزاقية” في الحقبة السوفياتية.

إحياء دور

تشارك جمعيات القوزاق بروسيا المعاصرة في الحفاظ على النظام العام وحماية الغابات، والاستجابة لحالات الطوارئ، وحراسة حدود الدولة، كما تشارك في التثقيف العسكري للشباب والحفاظ على التقاليد.

وتحوّل القوزاق من مجتمع تم قمعه في الحقبة السوفياتية إلى عنصر معترف به رسميا في المجتمع الروسي مع وظائف حكومية محددة ومشاركة نشطة في الحياة الثقافية والعامة.

🔍 تحليل وتفاصيل إضافية

إن إحياء دور القوزاق بعد عام 1991، وتحديداً في ظل إدارة الكرملين الحالية، لا يمثل مجرد استعادة للتراث الثقافي، بل هو استراتيجية أمنية وسياسية عميقة. تعتمد موسكو على هذه المجموعة العسكرية التاريخية لملء الفراغات الأمنية على الأطراف الشاسعة للدولة، خاصة في المناطق الحدودية المضطربة التي تتطلب ولاءً محلياً قوياً. يتيح دمج القوزاق رسمياً في وظائف حماية الغابات والنظام العام وحراسة الحدود، للدولة الروسية توفير موارد عسكرية نظامية، واستغلال الهوية العرقية العسكرية المتجذرة لتعزيز الشعور بالوحدة الوطنية والولاء للأرثوذكسية والدولة المركزية. اقتصادياً، يمثل هذا التوظيف غير النظامي حلاً منخفض التكلفة لمهام الأمن الداخلي، مما يعزز قبضة الكرملين على المناطق النائية ويضمن استقرارها الجغرافي السياسي في مواجهة التحديات الإقليمية.

💡 إضاءة: الانقسام الحاد الذي تعرض له القوزاق خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قاتل جزء منهم ضمن الجيش الأحمر بينما انضم آخرون إلى تشكيلات أنشأها الألمان ضد الاتحاد السوفياتي.

❓ حقائق صادمة حول القوزاق ودورهم في تشكيل روسيا

شو معنى كلمة “قوزاق” بالأصل؟
تعني كلمة “قوزاق” في أصلها التركي أو المنغولي “الرجل الحر” أو “العامل المستقل”، ويُفسرها البعض حرفياً بأنها تعني “حارس الحدود”.
متى بلش دورهم الرسمي مع الدولة الروسية؟
بدأ دورهم الرسمي مع الدولة الروسية في عام 1549م، عندما بدأ إيفان الرهيب بتجنيدهم في الخدمة الحكومية كقوات غير نظامية.
ليش تعرضوا للقمع بعد الثورة البلشفية؟
تعرضوا للقمع لأنهم كانوا يمثلون طبقة عسكرية متميزة ومرتبطة بالولاء للقيصر والأرثوذكسية، مما جعلهم هدفاً لسياسات البلاشفة المعادية للطبقات القديمة.
هل القوزاق كلهم روس؟
لا، القوزاق ليسوا مجموعة عرقية صافية، بل ينتمون لشعوب مختلفة تشمل الروس والأوكرانيين والتتار والأوسيتيين، لكنهم يتشاركون في الثقافة والتقاليد العسكرية.
شو كان دورهم الأساسي في توسيع روسيا؟
ساهموا بشكل كبير في اكتشاف وتطوير أراضٍ جديدة وراء جبال الأورال وفي سيبيريا والشرق الأقصى، مثل كوليما وكامتشاتكا.
شو بيعملوا القوزاق اليوم بروسيا الحديثة؟
يشاركون في الحفاظ على النظام العام وحماية الغابات والاستجابة لحالات الطوارئ وحراسة حدود الدولة، بالإضافة إلى التثقيف العسكري للشباب.