الإثنين - 22 ديسمبر / كانون الأول 2025
أخبار
أخبار

بسبب مماطلة الاحتلال.. أزمة الإيواء والسكن تتفاقم في قطاع غزة

تابع آخر الأخبار على واتساب

أزمة الإيواء والسكن تتفاقم: قصص النازحين المنسيين على الأرصفة

الـخـلاصـة حول أزمة الإيواء والسكن

📑 محتويات:

تُظهر **أزمة الإيواء والسكن** في قطاع غزة تفاقماً مروعاً، حيث يعيش نحو مليون ونصف المليون شخص بلا مأوى آمن، إما في خيام مهترئة أو مبانٍ آيلة للسقوط. يضطر النازحون، كعلي الضبّة، للإقامة على الأرصفة بعد امتلاء مراكز الإيواء الرسمية، مما يحرمهم من المساعدات الأساسية. ويُقدّر المكتب الإعلامي الحكومي أن 93% من الخيام التي دخلت القطاع خرجت عن الخدمة. ويُعد تعنُّت الاحتلال برفض إدخال البيوت المتنقلة ومواد البناء السبب الرئيسي في استمرار هذه الكارثة الإنسانية، حيث يحتاج القطاع بشكل عاجل إلى 280 ألف خيمة إضافية لتوفير الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

📎 المختصر المفيد:
• مليون ونصف المليون إنسان فقدوا منازلهم جراء الحرب، ويُقدر عدد الأسر المتضررة بنحو 288 ألف أسرة.
• 1.37 مليون شخص يعيشون حالياً داخل مخيمات إيواء رسمية أو عشوائية، بينما يعيش 620 ألف شخص في منازل آيلة للسقوط.
• 93% من إجمالي الخيام التي دخلت قطاع غزة (125 ألف خيمة) اهترأت وخرجت عن الخدمة، مما يجعلها غير صالحة للسكن.
• الاحتياج العاجل للقطاع يبلغ 280 ألف خيمة إضافية، وما دخل لا يمثل سوى 7% من الاحتياج الفعلي.
• الاحتلال يرفض إدخال البيوت المتنقلة الجاهزة ومواد البناء، مما يعيق ترميم المنازل ويُفاقم التشرد.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

غزة- على رصيف مدرسة، غربي مدينة غزة، كان علي الضبّة يُجهّز الأرض لبناء خيمة عليها تأوي 11 شخصا هم أفراد أسرته، بعد أن طلب منه صاحب “المخزَن” الذي كان يُقيم فيه إخلاءه.



وفقد الضبّة منزله في الأيام الأولى للحرب، قبل أكثر من عامين، نظرا لموقعه القريب من السياج الحدودي شرقي مدينة غزة. ومنذ ذلك الوقت نزح عشرات المرات من مكان لآخر، جنوب ووسط وشمال القطاع، واضطر في إحدى المرات للإقامة في مقبرة.

وتحمِل ذاكرته مشاهد قاسية من رحلات النزوح والتنقل، فداخل مركز إيواء جنوب مدينة غزة أعدم أحد قناصة الاحتلال الإسرائيلي طفلته ذات الـ12 عاما برصاصة أطلقها عليها، ولا يزال حتى الآن يجهل مكان جثمانها.

فوق الأرصفة

ويعتبر المواطن الضبّة نفسه سيئ الحظ، كونه لم يتمكن من الإقامة داخل مراكز الإيواء التي تُشرف عليها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأممية “أونروا”، أو المؤسسات الخيرية الأخرى، التي امتلأت عن بكرة أبيها، ولم يعد بها متسع لعائلات جديدة.

ولذلك لجأ، كغيره ممن ضاقت بهم مراكز الإيواء، للبحث عن رصيف فارغ محاذٍ لمؤسسة عامة لإقامة خيمته عليه. وهو لا يمتلك خيمة جاهزة لنصبها، ولذلك يعتزم تركيب ألواح خشبية وتغطيتها بغطاء بلاستيكي، سيضطر لشرائه من السوق بالرغم من أنه لا يملك ثمنه.

علي الضبة يجهز أرضية جزء من رصيف مدرسة لإقامة خيمته عليه بعد أن فقد منزله خلال الحرب ولم يجد متسعا في مراكز الإيواء الرسمية

وببعض الحجارة وأكوام الرمل، يحاول إبعاد مياه الصرف الصحي المتدفقة بمحاذاة الرصيف، ويضيف: “أسرتي كبيرة، فلدي 9 أبناء، وأذهب لمراكز الإيواء وللمدارس، ولغيرها، لكن لا أجد متسعا داخلها، لذلك جئت هنا لنصب الخيمة، لأن السكان يرفضون أن نقيم خيامنا على أرصفة منازلهم”.

وللإقامة خارج مراكز الإيواء سلبيات كثيرة، حسب الضبّة، أهمها عدم الحصول على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الخيرية، ويقول: “نحن منسيون، ولا أحد يبحث عنا هنا، علما أنني بلا مصدر دخل منذ فقدت متجري الخاص ببيع الأدوات المستعملة بسبب الحرب”.

: محمد عابد ممن وجدوا في المؤسسات الرسمية ملجأ مؤقتا برفقة عشرات العائلات لكنهم يعيشون في ظروف معيشية قاسية ويفتقدون للخدمات والمساعدات

بلا خدمات

وبجوار أولئك النازحين المقيمين على الأرصفة وفي الشوارع، يجد آخرون مثلهم أنفسهم أفضل حظا، بعد أن عثروا على مبانٍ “رسمية” كالمدارس والوزارات والنقابات للسكن فيها بعد أن نجت من الدمار، لكنهم يعانون من الاكتظاظ الشديد وغياب الخدمات.

ففي مقر نقابتي “الإداريين” و”الموظفين في القطاع العام”، غربي غزة، تقيم نحو 15 عائلة، تعد ما يقارب مائة شخص.

ويقول محمد عابد، أحد سكان المبنى: “جئنا هنا لعدم توفر بديل، نحن عائلات كثيرة من غزة، وجباليا وبيت حانون، وغيرها، كل أسرة أخذت غرفة، والصالات تم تقسيمها بالشوادر إلى غرف صغيرة”. ويضيف إن وضع تلك العائلات المعيشي سيئ للغاية بسبب الازدحام الشديد، وعدم توفر الخدمات.

ونظرا لعدم اعتماده كمركز إيواء رسمي، فإن سكان المبنى النازحين، لا يحصلون على مساعدات من المؤسسات الخيرية -حسب عابد- ويضطرون لإحضار المياه من مناطق بعيدة.

ويأمل مئات الآلاف من النازحين البدء سريعا في إعادة إعمار قطاع غزة، لتعويضهم عن منازلهم التي فقدوها جراء سياسة التدمير الممنهجة التي اتبعها الاحتلال.

أرقام موجعة

ويقدّر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة عدد مَن هدمت إسرائيل منازلهم بنحو مليون ونصف المليون إنسان (قرابة 288 ألف أسرة).

وذكر الثوابتة، أن عدد الذين يعيشون داخل مخيمات إيواء رسمية، أو عشوائية، يُقدر بنحو مليون و371 ألف شخص، ويوضح أن قرابة 620 ألف شخص (120 ألف أسرة) يعيشون في منازل آيلة للسقوط، وهو ما يُعرّضهم لأخطار الموت والإصابة، خاصة في فصل الشتاء بفعل الأمطار والرياح.

ويقدّر أعداد اللذين يعيشون داخل مبانٍ حكومية ورسمية بنحو 48 ألف شخص (9 آلاف أسرة).

وحول أعداد الخيام التي دخلت قطاع غزة، منذ بداية الحرب قبل 26 شهرا، يوضح الثوابتة أنها بلغت نحو 135 ألف خيمة، لكنّه يستدرك قائلا إن 125 ألف خيمة منها (93% من إجمالي الخيام) قد اهترأت وخرجت عن الخدمة.

يضطر الكثير من سكان غزة إلى إقامة خيامهم على الأرصفة لعدم وجود متسع داخل مراكز الإيواء الرسمية ويتحملون ظروفا معيشية بالغة السوء

ويقدّر أن نحو 22 ألف خيمة تلفت بسبب الأمطار والرياح المصاحبة للمنخفضات الجوية خلال الفترة القصيرة الماضية.

وذكر الثوابتة أن الخيام التي دخلت خلال الشهرين الأخيرين، عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، وصلت لقرابة 20 ألف خيمة، مؤكدا أنها “غير كافية مطلقا، فقطاع غزة يحتاج لإدخال 300 ألف خيمة بشكل عاجل، وما دخل يُشكّل 7% فقط من الاحتياج الفعلي العاجل”.

ويتابع: “الخيام عندما تهترئ وتخرج عن الخدمة، يحاول النازحون إصلاحها، لكنّها تبقى غير مناسبة مطلقا للشتاء، وبالتالي المطلوب الآن هو 280 ألف خيمة”.

تعنُّت الاحتلال

ويؤكد المسؤول الحكومي الثوابتة أن الاحتلال يرفض إدخال البيوت المتنقلة الجاهزة، رغم أن ذلك مخالف للبروتوكول الإنساني الملحق باتفاق وقف إطلاق النار.

ويضيف أن هذه المساكن الجاهزة تحل جزءا كبيرا من مشكلة السكن والإيواء لعشرات الآلاف من العائلات التي تعاني من التشرد والنزوح، وهو ما يُصر الاحتلال على رفضه. كما أن المنازل المتنقلة ستوفر للنازحين بيئة “كريمة” للسكن، بديلا عن الخيام التي لا تصلح للسكن الآدمي.

ويلفت إلى أن الاحتلال يرفض بشكل قاطع إدخال أي مواد بناء، يمكن أن يستخدمها المواطنون لترميم منازلهم المتضررة.

وفي حال إدخال مواد البناء، خاصة الأسمنت، يقول الثوابتة: ستتمكن عشرات الآلاف من العائلات من ترميم أجزاء من منازلها المتضررة جرّاء الحرب، وبالتالي السكن فيها، مبينا أن آلافا يسكنون الآن بمنازلهم المتضررة من القصف الإسرائيلي، وهو ما يُعرّضهم للأخطار.

كما أن إدخال مواد البناء سيساعد البلديات على ترميم أجزاء كبيرة من المرافق والبُنى التحتية، وبالتالي تحسين الخدمات المُقدمة للمواطنين.

ويُعدّد الثوابتة احتياجات القطاع العاجلة في مجال الإيواء كالتالي:

  • 300 ألف خيمة بشكل عام، و280 ألف خيمة بشكل عاجل.
  • 560 ألف شادر وغطاء بلاستيكي.
  • مليون و120 ألف فرشة.
  • مليونان و240 ألف بطانية
  • 5 ملايين و600 ألف متر مربع من النايلون.

🔍 تحليل أزمة الإيواء والسكن وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن أزمة الإيواء في غزة لم تعد مجرد نتيجة ثانوية للحرب، بل أصبحت أداة ضغط سياسية ممنهجة. إن رفض الاحتلال إدخال البيوت المتنقلة ومواد البناء، رغم التزاماته الإنسانية، يهدف إلى إطالة أمد التشرد الجماعي، مما يخلق ضغطاً ديموغرافياً واجتماعياً هائلاً على السكان. هذا التعنُّت يمنع أي محاولة للعودة إلى الحياة الطبيعية، ويُبقي على حالة الطوارئ المستمرة، مما يخدم الرواية القائلة بأن القطاع غير قابل للحياة. إن استمرار تفاقم **أزمة الإيواء والسكن** يُعرقل أي جهود إغاثية دولية، ويضع المنظمات الإنسانية أمام تحدٍ مستحيل، خاصة مع وجود مئات الآلاف يعيشون في منازل آيلة للسقوط. هذا التكتيك يضمن أن تبقى الأولوية القصوى للنازحين هي البحث عن مأوى بدلاً من المطالبة بالحقوق الأخرى. إن معالجة **أزمة الإيواء والسكن** تتطلب تدخلاً دولياً مباشراً لفرض إدخال مواد البناء، لأن استمرار الوضع الحالي يمثل عقاباً جماعياً يهدف إلى تغيير الواقع السكاني. إن الأرقام الموجعة التي تكشف عن الحاجة لـ 300 ألف خيمة تؤكد أن **أزمة الإيواء والسكن** هي الآن في صميم الصراع الإنساني.

💡 إضاءة: 93% من إجمالي الخيام التي دخلت قطاع غزة منذ بداية الحرب (قبل 26 شهراً) اهترأت وخرجت عن الخدمة، مما يترك النازحين بلا حماية فعالة.

❓ حقائق موجعة حول أزمة الإيواء في غزة

كم واحد بيته تدمر بالضبط؟
يُقدّر عدد مَن هُدمت منازلهم بنحو مليون ونصف المليون إنسان (قرابة 288 ألف أسرة).
ليش الناس ما بتسكن بمراكز الإيواء الرسمية؟
امتلأت مراكز الإيواء التي تُشرف عليها وكالة ‘أونروا’ والمؤسسات الخيرية بالكامل، ولم يعد بها متسع لعائلات جديدة.
شو المشكلة بالخيام اللي دخلت غزة؟
125 ألف خيمة (93% من الإجمالي) اهترأت وخرجت عن الخدمة، كما تلفت 22 ألف خيمة بسبب الأمطار والرياح مؤخراً.
كم خيمة محتاجين بشكل عاجل؟
يحتاج قطاع غزة بشكل عاجل إلى إدخال 280 ألف خيمة، وما دخل من الخيام لا يُشكّل سوى 7% من الاحتياج الفعلي العاجل.
ليش الاحتلال رافض يدخل مواد البناء؟
يرفض الاحتلال إدخال مواد البناء والبيوت المتنقلة الجاهزة، رغم أنها تحل جزءاً كبيراً من مشكلة السكن، وهو ما يُعد مخالفاً للبروتوكول الإنساني.
هل في ناس ساكنة ببيوت متضررة؟
نعم، يعيش قرابة 620 ألف شخص (120 ألف أسرة) في منازل متضررة وآيلة للسقوط، مما يُعرّضهم لأخطار الموت والإصابة.