الثلاثاء - 16 ديسمبر / كانون الأول 2025
ثقافة

مسابقة كتابة النشيد الوطني تثير الجدل في سوريا

تابع آخر الأخبار على واتساب

مسابقة النشيد السوري: شروط صادمة وتجاوزات دستورية تثير الغضب

الـخـلاصـة حول مسابقة النشيد السوري

📑 محتويات:

أثارت مسابقة النشيد السوري التي أطلقتها وزارة الثقافة السورية جدلاً واسعاً، حيث تزامن الإعلان مع ذكرى التحرير. واجهت الوزارة انتقادات لاذعة بسبب شروطها غير الواقعية والمهلة الزمنية القصيرة (ثلاثة أسابيع) لتسليم النصوص والألحان. كما اعتبر معترضون أن طرح المسألة ينطوي على تجاوزات دستورية، متسائلين عن حق الوزارة في تغيير النشيد دون موافقة مجلس الشعب. وتحت ضغط الجدل، تراجعت الوزارة لاحقاً عن بعض الشروط، مثل حذف شرط المقامات الموسيقية، ومددت المهلة المخصصة لتقديم النصوص الشعرية. ويُعد النشيد الحالي «حماة الديار» هو المعتمد رسمياً منذ عام 1961 بشكل رسمي.

📎 المختصر المفيد:
• أطلقت وزارة الثقافة السورية مسابقة لكتابة وتلحين نشيد وطني جديد بالتزامن مع ذكرى التحرير، مما أثار جدلاً واسعاً.
• واجهت الوزارة انتقادات حادة بسبب قصر المهلة الزمنية المحددة (ثلاثة أسابيع) والشروط الفنية الصارمة المتعلقة باللحن والمقامات الموسيقية.
• تراجعت الوزارة عن بعض الشروط، أبرزها حذف الشرط المتعلق بالمقامات الموسيقية، وقامت بتمديد المهلة المخصصة لتسليم النصوص الشعرية.
• اعتبر معترضون أن طرح المسابقة يمثل تجاوزاً دستورياً، متسائلين عن حق الوزارة في تغيير النشيد دون موافقة مجلس الشعب.
• النشيد الوطني الحالي هو «حماة الديار»، الذي اعتمد رسمياً عام 1961 بعد انتهاء تجربة الوحدة مع مصر.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

دمشق – أطلقت وزارة الثقافة السورية مسابقة لكتابة النشيد الوطني وتلحينه، الاثنين الماضي، تزامنا مع ذكرى تحرير سوريا.



وأثار إعلان الوزارة عن المسابقة موجة واسعة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، فاعتبر كثيرون أن صيغة الإعلان وشروطه غير واقعية، وأن الوقت المحدد لتقديم المقترحات غير كاف، كما انتقد آخرون ما رأوه تجاوزات دستورية في طرح مسألة تأليف النشيد في مسابقة.

لتعود الوزارة وتتراجع، في منشور على صفحتها الرسمية في فيسبوك، الأربعاء، عن بعض شروط ومعايير المسابقة التي اعتمدتها، وتمدّد المهلة المخصصة لتسليم النصوص الشعرية في المرحلة الأولى دون تحديد مدى التمديد.

وقالت الوزارة في منشورها إنه “تم وضع دليل إرشادي مزود ببريد إلكتروني للاستعلام والمقترحات، إضافة إلى حذف الشرط المتعلق بالمقامات الموسيقية”.

جدل

ووضعت الوزارة عدة معايير وشروط تتعلق بالنص الشعري واللحن، واشتملت معايير النص الشعري على الفصاحة والجزالة، والرمزية والهوية، والوزن والإيقاع، والوضوح والجماهيرية.

واشتملت معايير اللحن على الأصالة، أي أن يكون اللحن مبنيا على المقامات الشرقية السورية (نهاوند – حجاز – رست)، والقوة التعبيرية، والقابلية للأداء الجماعي، والعالمية.

وحددت الوزارة يوم 31 ديسمبر/كانون الأول موعدا نهائيا لتسليم الألحان والنصوص. وأثار شرط أصالة اللحن والموعد النهائي لتسليم الأعمال المنجزة جدلا واسعا.

وكتب محمّد الجوير في منشور على صفحته في فيسبوك “لا شك أن هذا الإعلان ضرورة لصياغة نشيد وطني يتوافق مع مرحلة الثورة وما بعدها، لكن ثلاثة أسابيع ممنوحة لكتابة النشيد وتلحينه مدة غير كافية”.

وأضاف الجوير أن “ربط الكتابة بالتلحين أمر غير مقبول، فليس الشاعر والملحن شخصا واحدا”.

في حين كتب منعم هلال مشيدا بهذا الإعلان “أنا مع المسابقة، ولمن لم يعجبه النشيد الذي سيتم اختياره يمكنه رفضه إذا تم التصويت عليه أو ضمن مسودة الدستور القادم”.

وأضاف منعم “أعتقد أن النشيد السوري يجب أن يكون سوريا ويشبه السوري اليوم”.

بينما وصف نزار الصباغ شروط ومعايير إعلان وزارة الثقافة بأنها تصيب بـ”الذهول الثقافي”، لما تشترطه من تنظيم القصيدة المحكمة وتلحينها ضمن ما وصفته الوزارة بـ”مقامات الموسيقى الشرقية السورية”، والتقدّم إلى المسابقة خلال ثلاثة أسابيع، مشيرا إلى أن الموضوع قد يكون “مطبوخا سلفا”، على حد تعبيره.

ومن جهته، علق رامي الحاج قدور على الإعلان ساخرا “لجنة تحكيم النشيد ستحكم على النص واللحن في آن معاً؟ وكأننا أمام عبقرية نهضوية واحدة تمسك بالوزن والإيقاع وتحكم على النص بصفاء لا يخطئ”.

تجاوز دستوري

بينما اعترض آخرون على الإعلان معتبرينه ينطوي على “تجاوزات دستورية”.

ويتساءل أحمد خياطة في منشوره على فيسبوك “هل يحق للوزارة تغيير النشيد دون موافقة مجلس الشعب أو قرار رسمي من أعلى السلطة؟”.

أما عمر هزاع فيقول في منشوره “أرجو من كل شاعر حر وشريف ألا يسكت على هذا الموضوع حتى تتراجع الوزارة عن جرمها ويتم محاسبتها، ﻷن هذه سوريتنا وهذا نشيدنا الوطني الذي لن نسمح باختطافه”.

وأضاف “اختيار النشيد الوطني يجب أن يكون بتوجيه من رئيس الجمهورية وبتكليف من رئاسة الوزراء والبرلمان عبر لجان مختصة ويتم بآليات واضحة وفترة زمنية مناسبة”.

النشيد السوري

اعتُمد أول نشيد وطني سوري بالعهد الجمهوري في عام 1938، وهو نشيد “حماة الديار” الذي كتب كلماته الشاعر خليل مردم بك ولحنه الأخوان فليفل.

وردّد السوريون هذا النشيد في المحافل الوطنية والمدارس مع السنوات الأخيرة من عهد الانتداب الفرنسي، فارتبط بالحركة الوطنية والتحرر من الاستعمار قبل اعتماده رسميا بقرار حكومي صادقت عليه السلطات التشريعية في تلك المرحلة.

ومع إعلان الوحدة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية في عام 1958، تم اعتماد نشيد “والله زمان يا سلاحي”، وهو من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين وألحان الملحن كمال الطويل، وهو النشيد الذي اعتمد رسميا للدولة الاتحادية.

وحمل النشيد آنذاك دلالات سياسية تعكس التوجهات القومية والعروبية والوحدوية للدولة الوليدة.

وبعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961، أُعيد اعتماد نشيد “حماة الديار” نشيدا وطنيا رسميا، ضمن عملية استعادة الرموز الوطنية السورية بعد انتهاء تجربة الوحدة مع مصر.

🔍 تحليل مسابقة النشيد السوري وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى حساسية الرموز الوطنية في مرحلة ما بعد الصراع، حيث لا يمكن فصل أي محاولة لتغيير الهوية الرمزية للدولة عن السياق السياسي الأوسع. إن إطلاق مسابقة النشيد السوري بهذه الطريقة المتسرعة، وبشروط فنية صارمة (كربط اللحن بالمقامات الشرقية السورية)، يعكس محاولة من السلطة لاستعجال عملية “تأطير” الهوية الثقافية الجديدة، ربما لملء فراغ رمزي أو لتأكيد توجهات سياسية معينة. الجدل الدستوري المصاحب يبرز التوتر بين السلطة التنفيذية (الوزارة) والسلطة التشريعية، ويؤكد أن قضايا الهوية الوطنية تتطلب إجماعاً وطنياً لا يمكن تحقيقه عبر مسابقة إدارية. كما أن التراجع السريع للوزارة عن بعض الشروط يوضح مدى ضعف التخطيط المسبق وعدم استيعابها للعمق التاريخي والثقافي المرتبط بالنشيد الحالي “حماة الديار”. إن أي تغيير في النشيد الوطني يجب أن يمر عبر آليات دستورية واضحة لضمان شرعيته. إن فشل الإدارة في التعامل مع مسابقة النشيد السوري يضع علامات استفهام حول أولويات الحكومة في الوقت الراهن. هذه المحاولات لتغيير الرموز الوطنية، حتى لو كانت بنية حسنة، تظل محفوفة بالمخاطر السياسية والاجتماعية، خاصة عندما تفتقر إلى الشفافية الكافية، مما يغذي الشكوك بأن نتائج مسابقة النشيد السوري قد تكون “مطبوخة سلفاً”.

💡 إضاءة: النقطة الفريدة هي أن النشيد الوطني السوري الحالي «حماة الديار» تم إيقافه مؤقتاً واعتماد نشيد آخر خلال فترة الوحدة مع مصر (1958-1961).

❓ حقائق خفية حول النشيد السوري

ليش النشيد الوطني الحالي «حماة الديار» صار عليه اعتراض؟
لم يذكر النص اعتراضاً على النشيد الحالي، بل أشار البعض إلى ضرورة صياغة نشيد يتوافق مع مرحلة الثورة وما بعدها.
شو هي الشروط اللي خلت الناس تعترض على المسابقة؟
اعترض الجمهور على قصر المهلة الزمنية المحددة (ثلاثة أسابيع) وعلى ربط كتابة النص بالتلحين، إضافة إلى شرط أصالة اللحن المبني على مقامات شرقية محددة.
هل الوزارة تراجعت عن كل الشروط اللي حطتها؟
تراجعت الوزارة عن بعض الشروط، أبرزها حذف الشرط المتعلق بالمقامات الموسيقية، كما قامت بتمديد المهلة المخصصة لتسليم النصوص الشعرية.
مين كتب ولحن نشيد «حماة الديار»؟
كتب كلماته الشاعر خليل مردم بك ولحنه الأخوان فليفل.
شو هو التجاوز الدستوري اللي عم يحكوا عنه؟
اعتبر معترضون أن تغيير النشيد الوطني يجب أن يتم بتوجيه من رئيس الجمهورية وموافقة البرلمان عبر لجان مختصة، وليس بقرار من وزارة الثقافة.
متى تم اعتماد نشيد «والله زمان يا سلاحي» في سوريا؟
تم اعتماده نشيداً رسمياً للدولة الاتحادية خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958.