الثلاثاء - 23 ديسمبر / كانون الأول 2025
صحة

بين الغبار والحصار.. مرضى القرنية بغزة يبحثون عن نور يعيد أبصارهم

تابع آخر الأخبار على واتساب

أزمة مرضى القرنية: كيف دمرت الحرب نور أبصارهم في غزة؟

الـخـلاصـة حول أزمة مرضى القرنية

📑 محتويات:

تُسلّط هذه المادة الضوء على **أزمة مرضى القرنية** في قطاع غزة، حيث توقفت حياة خولة الطلاع (41 عاماً) التي كانت تنتظر عملية زراعة قرنية ثانية، بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية وتدمير المستشفيات. فقد أدت الخسائر الواسعة في المنظومة الصحية، التي شملت خروج 34 مستشفى عن الخدمة، إلى توقف برنامج زراعة القرنيات الناجح بالكامل. ويؤكد الأطباء أن الأجهزة الحديثة لتشخيص سماكة القرنية قد دُمّرت، وأصبح التشخيص والعلاج والقطرات الأساسية غير متوفرة. وتفاقمت الحالات بسبب إغلاق المعابر، ما منع المرضى من السفر لتلقي العلاج اللازم، ليواجه الآلاف خطر فقدان البصر نهائياً.

📎 المختصر المفيد:
• توقف برنامج زراعة القرنيات بالكامل في قطاع غزة بعد تدمير المستشفيات والأجهزة المتخصصة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.
• خروج 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً عن الخدمة، مما أدى إلى انهيار المنظومة الصحية التي كانت تُعالج مرضى القرنية المخروطية.
• مرضى القرنية يواجهون خطر فقدان البصر نهائياً بسبب غياب التشخيص الدقيق ونقص الأدوية الأساسية والقطرات.
• إغلاق المعابر يمنع الآلاف من المرضى الذين يحتاجون لعمليات جراحية متقدمة من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

لم تكن الفلسطينية خولة الطلاع، تتخيّل أن السنوات الطويلة التي قضتها في متابعة علاج القرنية المخروطية ستتوقف فجأة أمام جدار حرب الإبادة الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.



وكانت الطلاع (41 عاما) تقترب من موعد عملية زراعة القرنية الثانية التي انتظرتها بشغف، قبل أن يتحوّل كل شيء إلى رماد بعد تدمير الجيش الإسرائيلي للمستشفيات ومنع دخول المستلزمات الطبية.

وخلال عامين من حرب الإبادة، تكبدت المنظومة الصحية في غزة خسائر واسعة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر، ما أدى لخروج 34 مستشفى و80 مركزا صحيا عن الخدمة، إضافة لتدمير 132 مركبة إسعاف، وفق بيانات مكتب الإعلام الحكومي بالقطاع.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الإبادة الإسرائيلية التي استمرت عامين في غزة وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة كلفتها بنحو 70 مليار دولار.

ومنذ بدء ذلك الاتفاق، تخرقه إسرائيل بوتيرة يومية عبر عمليات القصف ونسف المنازل وإغلاق المعابر، والتضييق على المساعدات الإنسانية والطبية الداخلة إلى القطاع كما ونوعا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

معاناة يومية

خولة التي تشعر بالمعاناة كلما هبّت رياح تحمل غبارا أو أتربة وتحاول أن تغمض عينيها للتخفيف من الألم، قالت للأناضول: لا أرى بشكل جيد، وكل شيء صعب، الشمس والغبار والنار تؤثر على عينيّ. حتى القصف للمنازل المجاورة تسبب لي بحدوث تشويش في الرؤية.

وعانت خولة من القرنية المخروطية منذ عام 2008، وخضعت آنذاك لأول عملية زراعة قرنية ساعدتها على استعادة جزء من بصرها.

ومع ذلك، ظلّت مضطرة للالتزام بإرشادات صارمة: تجنّب الغبار، وعدم التعرّض للشمس، والامتناع عن حمل الأوزان الثقيلة. وعلى الرغم من الصعوبات، كانت تواصل علاجها وفحوصها الدورية، إلى أن اندلعت الحرب في غزة.

وبصوت متعب يخفي خوفا عميقا من فقدان بصرها نهائيا، أضافت خولة: العلاج لم يعد متوفرا، وأسعاره ارتفعت، والفحوصات الشهرية ليست موجودة.

وتطالب بتوفير العلاج لمرضى القرنية المخروطية أو السماح لهم بالسفر إلى الخارج لزراعة القرنية.

بنية منهارة

في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، حيث كان من المفترض أن تُتابع خولة علاجها، يقف الطبيب علي حجازي، اختصاصي طب وجراحة العيون، أمام واقع يصفه بـالمنهار تماما.

وشرح حجازي لمراسل الأناضول أن مرض القرنية المخروطية يبدأ تدريجيا، ويمكن تداركه مبكرا عبر الفحوصات اللازمة ونظارات طبية، لكن إذا تطور في ظل غياب تشخيص مبكر، يصل المريض لمرحلة يصبح فيها إجراء زراعة قرنية أمرا لا جدال فيه.

وقبل حرب الإبادة الإسرائيلية المدمرة، كانت وزارة الصحة تُشرف على برنامج ناجح لزراعة القرنيات في قطاع غزة، وأُجريت مئات العمليات من خلاله، إلا أن هذه المنظومة توقفت بالكامل بعد تدمير إسرائيل للمستشفيات في غزة، بحسب الطبيب.

وأضاف حجازي: كان لدينا أجهزة حديثة لفحص سماكة القرنية.. كلها دُمّرت. اليوم؛ لا تشخيص، ولا علاج، ولا عمليات والقطرات الأساسية غير متوفرة، ولا الحلقات، ولا حتى النظارات المناسبة.

وأشار إلى أن الجزء الأخطر في الأزمة هو أن المرضى الذين يحتاجون للخروج للعلاج لم يتمكنوا من مغادرة القطاع بسبب إغلاق المعابر، ما أدى إلى تفاقم الحالات التي كانت قابلة للعلاج سابقا.

علاج نادر

من جانبه، قال محمد ريان، مسؤول قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى، إن الوضع ازداد تعقيدا مع موجات النزوح الكبيرة التي جلبت معها آلاف المرضى، بينهم مرضى القرنية المخروطية الذين فقدوا إمكانية الوصول للعلاج.

وأوضح ريان أن غزة كان فيها أطباء وأجهزة لفحص المرض وعمليات زراعة قرنية لكن الحرب دمرت كل شيء.

وأضاف لمراسل الأناضول أن جراحة القرنية الآن غير موجودة، كما التشخيص، بينما العلاج نادر.

وتابع: كل يوم نستقبل حالات فقدت الأمل لأنها لا تستطيع تلقي العلاج داخل او خارج غزة.

وأشار إلى أن غياب التشخيص المبكر، ونقص الأدوية، وتوقف برنامج زراعة القرنية، وافتقاد أجهزة القياس والتشخيص، كلها عوامل جعلت المرضى مثل خولة في مواجهة خطر فقدان البصر.

🔍 تحليل أزمة مرضى القرنية وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن تدمير البنية التحتية الصحية في قطاع غزة لم يكن عرضياً، بل يمثل استراتيجية ممنهجة لتعميق الأزمة الإنسانية وجعل الحياة غير قابلة للاستمرار. إن استهداف المستشفيات وتدمير الأجهزة المتخصصة، مثل تلك المستخدمة في تشخيص وعلاج **أزمة مرضى القرنية**، يهدف إلى شلّ القدرة الذاتية للقطاع على التعافي أو تقديم أبسط الخدمات الطبية المعقدة. هذا التوقف القسري لبرنامج زراعة القرنيات الناجح سابقاً يضع عبئاً اقتصادياً هائلاً على كاهل المجتمع الدولي في مرحلة إعادة الإعمار، والتي تقدر الأمم المتحدة كلفتها بنحو 70 مليار دولار. كما أن منع دخول المستلزمات الطبية وإغلاق المعابر يفاقم **أزمة مرضى القرنية**، محولاً الحالات القابلة للعلاج إلى حالات مزمنة أو فقدان دائم للبصر، وهو ما يتجاوز مفهوم الأضرار الجانبية ليلامس انتهاكاً صارماً للقانون الإنساني الدولي. إن استمرار هذا التضييق على المساعدات الطبية يضمن استمرار **أزمة مرضى القرنية** حتى بعد توقف القتال، مما يرسخ واقعاً صحياً منهاراً يصعب ترميمه على المدى القريب.

💡 إضاءة: توقف برنامج زراعة القرنيات الناجح الذي كانت تُشرف عليه وزارة الصحة في غزة بالكامل بعد تدمير المستشفيات والأجهزة المتخصصة، رغم إجراء مئات العمليات سابقاً.

❓ حقائق صادمة حول طب العيون في غزة

شو هو مرض القرنية المخروطية اللي عم يحكوا عنه؟
هو مرض يبدأ تدريجياً ويؤدي إلى ترقق القرنية وتحدبها، وإذا لم يُشخّص مبكراً، يصل المريض لمرحلة يصبح فيها إجراء زراعة قرنية أمراً لا جدال فيه.
كم مستشفى طلع عن الخدمة بسبب القصف؟
خرج 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً عن الخدمة، إضافة لتدمير 132 مركبة إسعاف، وفق بيانات مكتب الإعلام الحكومي بالقطاع.
قبل الحرب، كان في عمليات زراعة قرنية بغزة؟
نعم، كانت وزارة الصحة تُشرف على برنامج ناجح لزراعة القرنيات وأُجريت مئات العمليات من خلاله، لكنه توقف بالكامل بعد تدمير المستشفيات.
ليش الغبار والشمس بتأثر على مرضى القرنية؟
لأن القرنية المزروعة أو المتضررة تكون حساسة للغاية، ويتطلب العلاج تجنّب الغبار وعدم التعرّض للشمس والامتناع عن حمل الأوزان الثقيلة.
شو صار بالأجهزة اللي بتشخّص المرض؟
دُمّرت الأجهزة الحديثة لفحص سماكة القرنية بالكامل، مما أدى إلى غياب التشخيص الدقيق للمرضى.
شو الخطر الأكبر اللي بواجهوه المرضى حالياً؟
الخطر الأكبر هو تفاقم الحالات القابلة للعلاج سابقاً وفقدان البصر نهائياً بسبب عدم توفر العلاج أو القدرة على السفر إلى الخارج لزراعة القرنية.
×

شو نلبس بكرا؟ 🧣

جاري تحليل الأجواء... 📡