الإثنين - 22 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

مادة تأكل ثاني أكسيد الكربون.. هل نبني بها بيوتنا قريبا؟

تابع آخر الأخبار على واتساب

مواد البناء الإنزيمية: المادة التي تحبس الكربون وتقوي بيوتنا

الـخـلاصـة حول مواد البناء الإنزيمية

📑 محتويات:

تُقدم مواد البناء الإنزيمية حلاً ثورياً لمشكلة الخرسانة التقليدية، التي تساهم بنحو 8% من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون. استلهم الباحثون في جامعة ووستر بوليتكنك الفكرة من الطبيعة، مستخدمين إنزيم “أنهيدراز الكربونيك” لتسريع تحويل ثاني أكسيد الكربون المذاب إلى كربونات الكالسيوم الصلبة. هذه المادة الجديدة لا تَعِد فقط بتقليل الانبعاثات، بل تحبس 6 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون لكل متر مكعب، وتتماسك خلال ساعات. ورغم أن قوتها الميكانيكية تقترب من الحد الأدنى للخرسانة الإنشائية، إلا أن التحديات الاقتصادية والتشغيلية المتعلقة بتكلفة الإنزيم واستقراره لا تزال تتطلب المزيد من البحث قبل اعتمادها في أكواد البناء العالمية.

📎 المختصر المفيد:
• الخرسانة التقليدية مسؤولة عن نحو 8% من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون.
• المادة الإنشائية الإنزيمية مستوحاة من الطبيعة وتستخدم إنزيم ‘أنهيدراز الكربونيك’ لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى كربونات الكالسيوم الصلبة.
• كل متر مكعب من المادة الجديدة يحبس 6 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون، وتتماسك خلال ساعات قليلة.
• حققت المادة قوة ضغط تتراوح بين 25 و 28 ميغاباسكال، وهي قريبة من الحد الأدنى للخرسانة الإنشائية.
• التحديات المتبقية تشمل اختبارات العمر التشغيلي الطويل وتكلفة الإنتاج الاقتصادي للإنزيم.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

لو سألت أي مهندس عمّا يبقي المدن واقفة، فستسمع كلمة واحدة تتكرر، إنها الخرسانة، المادة الأكثر استخدامًا في البناء على الكوكب، لكنها تحمل “فاتورة كربون” ثقيلة؛ إذ ترتبط صناعة الخرسانة والأسمنت بانبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.



بل ويقدّر نصيب الخرسانة من انبعاثات هذا الغاز الضارة، بنحو قرابة 8% من الانبعاثات العالمية، وفق ما ورد في تصريحات فريق بحثي بجامعة ووستر بوليتكنك الأميركية.

مستوحى من الطبيعة

وأخيرا، قدّم هؤلاء الباحثون مادة إنشائية جديدة اسمها “المادة الإنشائية الإنزيمية”، لا تَعِد فقط بتقليل الانبعاثات، بل تمتص ثاني أكسيد الكربون أثناء التصنيع وتحبسه على هيئة معادن صلبة، وتتماسك خلال ساعات بدلا من أسابيع.

الجوهر الكيميائي للفكرة مستوحى من الطبيعة، فكثير من الكائنات تبني أصدافها بتحويل الكربون الذائب إلى كربونات الكالسيوم (حجر جيري).

استعار فريق جامعة ووستر بوليتكنك المبدأ نفسه، لكن بدلا من النشاط الحيوي يستخدم إنزيما يسرّع تفاعلًا معروفًا في الكيمياء الحيوية، وهو تحويل ثاني أكسيد الكربون المذاب في الماء إلى “بيكربونات” أو “كربونات”، اللبنات التي تُسهِّل تكوين كربونات الكالسيوم كبلّورات صلبة.

الإنزيم المذكور في هذه الحالة هو “أنهيدراز الكربونيك”، وهو إنزيم يعتمد على الزنك ويشتهر بقدرته على تسريع ترطيب ثاني أكسيد الكربون في الماء.

إنزيم “سحري”

وتُظهر الاختبارات، التي أورد الباحثون نتائجها في دراستهم التي نشرت بدورية “ماتر”، على ملاطّات جيرية أن هذا الإنزيم يمكنه فعلا رفع سرعة تكوّن بلورات من كربونات الكالسيوم وتحسين القوة المبكرة لأن التفاعل يسير أسرع.

بعد ذلك، يستخدم الفريق تقنية تسمى “المعلّقات الشعرية”، وتتمثل في نظام ثلاثي (سائل-سائل-صلب) تُضاف إليه نُقطة من مادة غير ممتزجة لتكوين جسور شعرية بين الحبيبات، فتتشابك تلقائيا في شبكة قوية تشبه الجل.

وبحسب الدراسة، فإن كل متر مكعب من المادة الإنشائية الإنزيمية يمكن أن يحجز أكثر من 6 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون، في حين أن مترا مكعبا من الخرسانة التقليدية قد يرتبط بانبعاث نحو 330 كيلوغراما من ثاني أكسيد الكربون.

ومن ناحية القوة الميكانيكية، فإن المادة الإنشائية الإنزيمية حققت قوة ضغط في نطاق 25-28 ميغاباسكال، أي قريبة من الحد الأدنى لبعض خرسانات الاستخدام الإنشائي، مع امكانية مقاومة الماء.

تحديات ليست سهلة

هذه الأرقام واعدة، لكنها لا تُغلق النقاش، فالفرق بين “نموذج واعد” و”مادة تدخل كود البناء” يمر باختبارات طويلة للعمر التشغيلي، والتشققات، والدورات الحرارية، والتآكل الكيميائي، وسلوك المادة تحت أحمال متكررة، وهي خطوات عادة ما تكون أطول بكثير، وتطلب المزيد من البحث العلمي.

كما أن التحدي ليس علميًا فقط، بل اقتصادي وتنظيمي أيضا، فما تكلفة الإنزيم؟ وما مدى استقراره في خطوط إنتاج كبيرة؟ وكيف سيندمج في أكواد البناء الحالية؟ يتطلب ذلك أيضا المزيد من البحث.

لكن في النهاية، فإن البحث العلمي في هذا النطاق يسرّع الخطى، لحل واحدة من أكبر مشكلات الكوكب كله، وهي نفث ثاني أكسيد الكربون، والذي يتسبب في الاحتباس الحراري، بما له من أثر ضارب في العالم.

🔍 تحليل مواد البناء الإنزيمية وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن الضغوط التنظيمية العالمية المتعلقة بالحياد الكربوني بدأت تدفع قطاع الإنشاءات نحو تحولات جذرية. إن الابتكار في **مواد البناء الإنزيمية** ليس مجرد إنجاز علمي، بل هو استجابة اقتصادية حتمية لـ ‘ضريبة الكربون’ غير المعلنة التي تفرضها الحكومات والمستهلكون على الصناعات الملوثة. إن تبني حلول مثل هذه المادة التي تحبس ثاني أكسيد الكربون يمثل ميزة تنافسية هائلة للشركات التي تسعى للوصول إلى أسواق أكثر صرامة بيئياً. ومع ذلك، فإن التحدي الحقيقي يكمن في تحويل هذه التقنية المختبرية إلى سلعة صناعية قابلة للتطبيق على نطاق واسع؛ فتكلفة الإنزيم واستقراره يمثلان عقبة أمام تحقيق الجدوى الاقتصادية. نجاح دمج **مواد البناء الإنزيمية** في أكواد البناء العالمية سيعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي للبحث والتطوير، خاصة وأن الاستثمار في **مواد البناء الإنزيمية** يعد استثماراً في البنية التحتية المستقبلية للكوكب.

💡 إضاءة: المادة الإنشائية الإنزيمية لا تقلل الانبعاثات فحسب، بل تمتص وتحبس ثاني أكسيد الكربون أثناء تصنيعها، وتتماسك خلال ساعات بدلاً من أسابيع.

❓ حقائق خفية حول مستقبل البناء الخالي من الكربون

شو هي المشكلة الأساسية بالخرسانة العادية؟
ترتبط صناعة الخرسانة التقليدية بانبعاث نحو 8% من إجمالي الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون.
كيف بتشتغل هاي المادة الجديدة؟ شو السر؟
تعتمد على إنزيم “أنهيدراز الكربونيك” لتسريع تفاعل تحويل ثاني أكسيد الكربون المذاب في الماء إلى بلورات صلبة من كربونات الكالسيوم.
قديش بتفرق عن الخرسانة العادية من ناحية حبس الكربون؟
كل متر مكعب من المادة الإنزيمية يحبس أكثر من 6 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون، بينما يرتبط المتر المكعب من الخرسانة التقليدية بانبعاث نحو 330 كيلوغراماً.
هل هي قوية زي الخرسانة اللي بنستعملها بالبنايات؟
حققت قوة ضغط تتراوح بين 25 و 28 ميغاباسكال، وهي قريبة من الحد الأدنى المطلوب لبعض تطبيقات الخرسانة الإنشائية.
قديش بدها وقت عشان تجمد وتصير صلبة؟
تتماسك المادة الجديدة خلال ساعات قليلة، على عكس الخرسانة التقليدية التي تتطلب أسابيع.
شو أكبر تحدي عشان تصير هاي المادة متوفرة بالسوق؟
التحديات الرئيسية تشمل اختبارات العمر التشغيلي الطويل، وتكلفة الإنزيم، ومدى استقراره في خطوط الإنتاج الكبيرة.