يستعرض الكاتب الإسرائيلي إيلان بابي، في كتابه، تفاصيل حول الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال المستمر منذ عقود، من خلال شرح الجذور والمبررات التي تقف وراء إنشاء دولة إسرائيل في أراضي فلسطين.
كما يفسر الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي المنتمي إلى مجموعة المؤرخين الجدد، دور الأيديولوجية الصهيونية في التعليم والإعلام والسينما الإسرائيلية، وطريقتها الخادعة التي اعتمدتها لتبرير ضرورة قيام هذه الدولة في الشرق الأوسط.
كما يشير الكاتب كذلك إلى حقيقة عدة أفكار منتشرة حول تأسيس إسرائيل، والتي تبرز أنها قائمة على حق وعدل، وأنها ليست مشروعاً استعمارياً وعنصرياً استند إلى التزوير والتضليل، وهي الشيء الذي لا يمت للواقع بصلة.
كما أن هذا الكتاب يقدم نقداً تحليلياً للطريقة التي تم بها تزييف التاريخ الفلسطيني واليهودي لخدمة مصالح الصهيونية، وإقناع العالم بفكرة إسرائيل.
من هو الكاتب إيلان بابي؟
إيلان بابي هو كاتب ومؤرخ وأستاذ جامعي وناشط اشتراكي إسرائيلي، عرف كونه من بين الشخصيات التي تنتقد الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
ولد في مدينة حيفا عام 1954، وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة أوكسفورد سنة 1984.
وقد عمل أستاذاً في جامعة حيفا إلى غاية سنة 2007، لينتقل بعد ذلك للتدريس في جامعة “إكسيتر” في المملكة المتحدة، كما أنه يشغل حالياً منصب مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية.
كما كان إيلان بي عضواً في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وترشح للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية عامي 1996 و1999.
له العديد من الكتب التيى تدافع عنىالقضية الفلسطينية، وترفض الاحتلال الاسرائيلي، من أبرزها التطهير العرقي لفلسطين، الذي يتناول الأحداث التي أدت إلى تهجير وطرد حوالي 800 ألف فلسطيني من أراضيهم عام 1948.
وكتاب “الفلسطينيون المنسيون: تاريخ الفلسطينيين في إسرائيل”، الذي يحكي قصة الفلسطينيين الذين بقوا في المناطق المحتلة بعد النكبة، ويوثق معاناتهم ونضالهم من أجل الحفاظ على هويتهم وحقوقهم في مواجهة النظام العنصري والتمييزي الذي يفرضه عليهم.
وكذلك كتاب “أكبر سجن على الأرض.. تاريخ الأراضي المحتلة”، الذي يسر فيه التسلسل التاريخي للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967، ويبين كيف تم تحويل هذه الأراضي إلى سجن كبير للشعب الفلسطيني، وكيف تم استغلال مواردها وتهويدها وتقسيمها بواسطة الجدار.
ثم كتاب “فكرة إسرائيل.. تاريخ السلطة والمعرفة”، الذي يقدم فيه تحليلاً نقدياً للأيديولوجية الصهيونية ودورها في تشكيل الوعي والهوية الإسرائيلية.
وإضافة إلى كتبه، فإن إيلان بابي من بين المؤرخين الجدد الإسرائيليين، الذين ينتقدون الرواية الإسرائيلية وللاحتلال، عن طريق الاعتماد على وثائق أرشيفية شهادات شفوية تؤكد على الهوية الفلسطينية، وتاريخها في الأرض التي تسيطر عليها إسرائيل.
تفاصيل كتاب “فكرة إسرائيل.. تاريخ السلطة والمعرفة”
أصدر إيلان بابي كتابه “فكرة إسرائيل.. تاريخ السلطة والمعرفة” سنة 2014، يتكون من 446 صفحة، وقد تمت ترجمته إلى العربية من طرف محمّد زيدان، عن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
إذ يطرح الكاتب فكرة إسرائيل للتساؤل، وطريقته في التأثير على الرأي العام الغربي، عن طريق الأدب والفن والإعلام الصهيوني، الذي يصور على أن تأسيس هذه الدولة عبارة عن مشروع حداثي ناجح.
إذ يكشف الكاتب كيف أظهرت السينما والأفلام الوثائقية صورة الفلسطينيين السيئة، ودور الصهيونية في ترتيب ما كان مبعثر في الأرض التي أسست عليها إسرائيل.
كما يشير الكتاب، وبالضبط في الفصل الرابع، إلى منتقدي الصهيونية الذين أثروا على صورتها ما بعد الاحتلال، ودور المؤرخين الجدد الذين جاءوا لدحض الأفكار المغلوطة التي يتم الترويج لها إعلامياً.
فيما يتطرق الكتاب كذلك إلى التطورات السياسية والسوسيو-اقتصادية التي حدثت بعد عام 1967 وعلاقتها بنشوء تيار “المؤرّخين الجدد”.
كما يناقش الكاتب مسألة الهولوكوست ودورها في خلق فكرة إسرائيل وتسويقها عبر الإعلام، وكيف يرى عرب 48 الحاصلين على الجنسية الإسرائيلية فكرة اندماجهم في مجتمع قائم على الاحتلال، في الوقت الذي كان هدفهم الحفاظ على أرضهم وبقائهم فيها بعيداً عن النزوح إلى مخيمات اللجوء.
أما ختام الكتاب فيحكي عن موت حركة المؤرخين الجدد في القرن الجديد، وبروز الصهيونية الجديدة، التي يشير إلى أنها فكرة استعمارية وعنصرية وقومية للغاية.
الفكرة الرئيسية للكتاب
وحسب ما نشرته قاعدة بيانات الكتب العربية “رشف”، فإن الفكرة الرئيسية للكتاب تتمحور حول تسليط الضوء على حملات الخداع والتشويه والتلفيق التي عملت عليها إسرائيل من خلال الأكاديميين، والكتاب، والإعلاميين، وصانعي الأفلام فيها للترويج لروايتها الزائفة وبيعها للعالم.
إذ يعمل على تتبع الرواية الإسرائيلية للصراع الفلسطيني مع الاحتلال، وإبراز الدور المحوري لعمليات إنتاج المعرفة ودورها في الترويج لفكرة إسرائيل ونقدها والردّ على هذا النقد.