تقدم نجم كرة القدم الفرنسي كريم بنزيمة بشكوى ضد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بتهمة التشهير، وذلك بعدما قال الأخير في تصريحات سابقة، إن نجم الاتحاد السعودي الحالي على صلة بجماعة “الإخوان” عقب إبدائه تضامنه مع غزة.
بنزيمة كتب في رسالة داعمة للفلسطينيين في غزة: “كل صلواتنا من أجل سكان غزة الذي يقعون مرة أخرى ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لم يستثن النساء ولا الأطفال”، فيما اعتبر وزير الداخلية أنه يمكن تفسير هذا الموقف بعلاقات بنزيمة بجماعة “الإخوان”.
وأصدر كريم بنزيمة، البالغ من العمر 36 عاماً، نفياً كما هدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد الوزير بتهمة التشهير.
وفي شكواه المؤلفة من 92 صفحة، والتي نقلتها وسائل إعلام فرنسية، اعتبر بنزيمة أن هذه التصريحات “تقوض” شرفه وسمعته، مشيراً إلى أنه “لم تكن لديه أدنى صلة بجماعة الإخوان المسلمين، ولا يعرف أي عضو فيها”.
وأكد محامي لاعب ريال مدريد الإسباني سابقاً والاتحاد السعودي حالياً، أنّ مثل هذه التصريحات للوزير “تزرع الانقسام” في البلاد، بالقول: “عند الاستماع إلى هذه التصريحات، يقوم بعض الناس بإقصاء كريم بنزيمة، بينما يشعر آخرون بالاستبعاد عند الاستماع إليها”.
وأضاف: “هذا الأمر غير متوقع من شخص يعتبر نفسه رجل دولة”.
بدورها هاجمت الوزيرة الفرنسية السابقة نادين مورانو، هي الأخرى بنزيمة، وقالت خلال مقابلة صحفية، إن اللاعب اختار معسكره وبات “عميلاً للبروباغندا التي تمارسها حماس وتهدف هي الأخرى لتحطيم إسرائيل”.
ضغط على داعمي فلسطين في فرنسا!
ويشار إلى أن بنزيمة ليس الوحيد الذي يواجه هجوماً في فرنسا بسبب دعم فلسطين، فاللاعب الجزائري يوسف عطال بدوره أوقفته الشرطة الفرنسية في وقت سابق بسبب موقفه من حرب غزة.
واعتقلت الشرطة الفرنسية عطال، احتياطياً، لاتهامه بـ”الحضّ على الكراهية بسبب الدين”، وذلك على خلفية نشره فيديو في حسابه على إنستغرام بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكان عطّال (27 عاماً) سارع إلى حذف المنشور واعتذر، وجاء في اعتذار عطال: “أعلم أن منشوري صدم العديد من الأشخاص، ولم يكن ذلك في نيتي وأعتذر عن ذلك”، مضيفاً أنه يريد “توضيح وجهة نظره من دون أي غموض: أدين بشدة جميع أشكال العنف في أي مكان في العالم، وأدعم جميع الضحايا”.
ورغم ذلك، فُتح تحقيق يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بحق عطال بعد إخطار النيابة العامة من قبل بلدية نيس بتهمة “الدفاع عن الإرهاب” و”التحريض على الكراهية أو العنف على أساس دين معيّن”.
ثم جاء دور ناديه الذي قرّر في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إيقافه حتى إشعار آخر، وذلك بعد ضغوطٍ كبيرة من مؤيدي إسرائيل في بلدية نيس.
وأعلن نادي نيس حينها إيقاف عطّال بعد بدء تحقيق قضائي أولي بتهمة “الدفاع عن الإرهاب” و”معاداة السامية”، على خلفية نشره مقطع فيديو.
ويشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء 24 ألفاً و285 قتيلاً و61 ألفاً و154 مصاباً، وتسببت بنزوح أكثر من 85% من سكان القطاع (نحو 1.9 مليون شخص)، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.