سنوياً، تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة نحو حفلات توزيع الجوائز الكروية، حيث يُتوج فيها أفضل لاعبي ولاعبات كرة القدم في العالم بالجوائز.. والعيون كلها منصبة دائماً على جائزة “أفضل لاعب في العالم” أو جائزة The Best.
المحفل الأكثر شهرة، يُقام تحت راية مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية الرفيعة، ويُعرف بجائزة “الكرة الذهبية”، تلك التي أبصرت النور في عام 1956، وكان الإنجليزي الفذ ستانلي ماثيوس أول من نال شرف التتويج بها.
وأما الثاني، فيُعقد تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ويحمل الاسم اللامع The Best، والتي رأت النور للمرة الأولى في عام 2016، وكان للبرتغالي الفذ كريستيانو رونالدو شرف التتويج بنسختها الأولى.
بدأت مسيرة The Best، الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عقب الانفصال عن جائزة “الكرة الذهبية” المقدمة من مجلة “فرانس فوتبول”، حيث تشارك “فيفا” مع المجلة في تقديم جائزة موحدة لأفضل لاعبي ولاعبات العالم، خلال الفترة الممتدة من عام 2010 حتى عام 2015.
اختيار اللاعب “الأفضل” وفق “فيفا”، يخضع للتصويت من قبل أربع فئات مختلفة. يمنح “فيفا” حق التصويت لكل مدربي منتخبات العالم، بالإضافة إلى قادة هذه المنتخبات، وممثلي وسائل الإعلام، إلى جانب الجماهير، ويصوّت كل مدرب وقائد من هذه المنتخبات لثلاثة لاعبين.
جائزة “الأفضل” كانت تُمنح على مردود اللاعب خلال الموسم الكروي الواحد والذي ينتهي عادة في شهر يونيو/حزيران، ولكن تم تأجيل الحفل لنسخة 2022، لما بعد نهائيات كأس العالم التي استضافتها قطر في الفترة ما بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، حتى 18 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه. وفي العادة ينظم “فيفا” حفل The Best في فصل الخريف، لكنه قرر استثنائياً تأجيل الحفل لعام 2022، إلى ما بعد مونديال قطر. وفاز بنسخة 2022، الأرجنتيني بطل العالم، ليونيل أندريس ميسي.
يقدم “فيفا” في حفل The Best، جوائز لتسع فئات وهي أفضل لاعب، أفضل لاعبة، أفضل حارس مرمى، أفضل حارسة مرمى، أفضل مدرب، أفضل مدربة، جائزة بوشكاش لأجمل هدف، جائزة “فيفا” للعب النظيف، وأخيراً جائزة “فيفا” لأفضل جمهور.
ويتصدر قائمة أكثر اللاعبين فوزاً بجائزة The Best، ليونيل ميسي بواقع 3 مرات، كان آخرها نسخة 2023.. فيما يتقاسم لاعبين المركز الثاني، وهما كريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفيسكي، بواقع جائزتين لكل لاعب، بينما حققها الكرواتي لوكا مودريتش مرة واحدة.
ليونيل ميسي.. The Best
أثار تتويج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب إنتر ميامي الأمريكي، بجائزة The Best هذا العام موجة من الجدل، إذ يرى البعض أن البرغوث الأرجنتيني لم يحصد الألقاب الكبرى هذا العام، ولم يقدم مستوى كروياً عالي الجودة، بل بدا وأنه يسدل الستار على مسيرته في الأراضي الأمريكية. بخلاف ما أنجزه نجوم آخرون كإرلينغ هالاند، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي الذي حقق ثلاثية تاريخية مع “السيتيزنس” أو كيليان مبابي الذي تألق رفقة باريس سان جيرمان وقاده للفوز بالدوري.
ما أشعل غضب منتقدي فوز ميسي أكثر هو أن ليونيل ميسي لم يحضر الحفل، ولم يرسل من ينوب عنه لاستلام الجائزة، كما أنه لم يشارك على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي خبر فوزه أيضاً، وكلها أمور فسّرها المنتقدون باعتبارها استخفافاً بالجائزة أو إهانة مبطنة.
في هذا السياق، أبدى لوثار ماتيوس، الأسطورة الألمانية، دهشته من فوز ميسي بهذه الجائزة، متسائلاً عبر شبكة “سكاي سبورتس” عن معيار الفوز بالجائزة هذه المرة، معتبراً أن ميسي، على رغم كونه أفضل لاعب في العقود الأخيرة، لم يحصد بطولات كبرى مع باريس سان جيرمان أو إنتر ميامي.
ماتيوس أكد أن الأحق بالجائزة هو هالاند، الذي توج بالألقاب الكبرى مع مانشستر سيتي، وأذهل العالم بأرقامه التهديفية الخارقة، معتبراً تلك الإنجازات عاملاً مهماً في اختيار الأفضل.
ودخل حارس ريال مدريد الأسطوري على خط الجدل، فوجه إيكر كاسياس، نقداً لاذعاً عبر حسابه الشخصي بموقع “إكس”، معتبراً أن هذا التتويج يفسد قيمة جائزة The Best. كتب أسطورة النادي الملكي: “أنتم تخلقون بعض الجوائز الرائعة، لكنكم تفسدونها بالقيام بأشياء غير عادلة. على أي حال، تصبحون على خير”.
كيف فاز ميسي بجائزة The Best؟
ليتدخل “فيفا” ويحسم الجدل حول كيفية فوز النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بجائزة The Best التي أقيمت أمس الأول في العاصمة البريطانية لندن، مع أن الأغلبية كانوا ينتظرون حصول المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند عليها.
أوضح الفيفا أنه رغم تساوي ميسي مع هالاند في عدد النقاط التي حصل عليها كل لاعب، إلا أن اللوائح الخاصة بالجائزة حسمت اللقب لمصلحة لاعب إنتر ميامي.
أعلن الاتحاد الدولي نتيجة تصويت جائزة The Best، حيث تساوى ميسي مع هالاند برصيد 48 نقطة، وخلفهما حل قائد “الديوك” الفرنسية كيليان مبابي برصيد 35 نقطة، لكن ميسي (36 عاماً) حسم الصراع مع هداف الدوري الإنجليزي، بسبب تواجده في المركز الأول خلال عملية التصويت (المركز الأول من الاختيارات الثلاثة لكل مصوت) لعدد مرات أكبر من هالاند، وذلك بناءً على قواعد جائزة The Best في حال التساوي بعدد النقاط (الفقرة رقم 12).
وفي هذه المعمعة من الآراء المتضاربة، يظل ميسي شخصية فريدة في عالم كرة القدم، محط إعجاب العديد وموضوع جدل لآخرين، مؤكداً مرة أخرى أن الكرة، ببساطة، لعبة الآراء.
