انضم للمنتخب بالصدفة، وأثار دهشة إنريكي.. من أين جاء “المايسترو” عز الدين أوناحي؟

نال الدولي المغربي عز الدين أوناحي جائزة أفضل لاعب في مباراة المغرب ضد تنزانيا، التي أقيمت مساء أمس السبت 17 يناير/كانون الثاني، ضمن منافسات الجولة الأولى من مباريات المجموعة السادسة لنهائيات أمم أفريقيا 2023، والمقامة بكوت ديفوار.

تألق الدولي المغربي في كل فترات اللقاء، الذي انتهى بفوز أسود الأطلس بثلاثية نظيفة. ولم يكتفِ لاعب مارسيليا الفرنسي بالتحكم في معركة منتصف الميدان باقتدار، فأحرز الهدف الثاني للمنتخب المغربي في الدقيقة الـ77 بطريقة جميلة للغاية.
تألُّق عز الدين أوناحي أعاد للأذهان تألق اللاعب في الملاعب القطرية في كأس العالم 2022، عندما ساعد كتيبة وليد الركراكي في الوصول إلى الدور نصف النهائي من المونديال، ونال إعجاب النقاد ومدربي الخصوم. 

من هو عز الدين أوناحي؟ 

تنفس عز الدين أوناحي أريج مدينة الدار البيضاء للمرة الأولى، في 19 أبريل/نيسان 2000. ومن أزقّة الدار البيضاء بدأ أوناحي نسج قصته مع الكرة في المغرب بألوان نادي الرجاء، قبل أن ينثر إبداعاته في أروقة أكاديمية محمد السادس عام 2013، حيث أضاء اللاعب المبدع سماء الأكاديمية بتألقه، فاتحاً لنفسه أبواب العالمية نحو الاحتراف الأوروبي.

في عام 2018، رحل عز الدين أوناحي إلى فريق ستراسبورغ الفرنسي، لكن الشاب المغربي لم يستطع إثبات نفسه وقدراته مع فريق الشمال الفرنسي، وبالتالي تم تسريحه وكان ذلك في عام 2020.

لكن القدر كان يخبئ لأوناحي ما هو أفضل، فانتقل خلال الميركاتو الصيفي لعام 2020 إلى نادي أفرانش، الناشط في دوري الهواة بفرنسا، في صفقة انتقال حر. وهناك ظهر بشكل باهر، معيداً كتابة قصته الكروية بشكل أوضح، ليحصل على فرصة العودة إلى ملاعب المحترفين، وكان ذلك من بوابة نادي أنجيه، عام 2021. 

حتى نهاية عام 2021 لم تكن الجماهير المغربية على علم بوجود لاعب فذ اسمه عز الدين أوناحي؛ إذ كان بعيداً عن أضواء الشهرة في صفوف منتخب أسود الأطلس. حتى جاءت الصدفة التي غيرت مجرى حياته، عندما ذهب البوسني وحيد خليلوزيتش، المدرب السابق للمغرب، إلى إحدى مباريات نادي أنجيه لمتابعة اللاعب سفيان بوفال، لكن أداء أوناحي لفت انتباه المدرب، الذي قام باستدعائه لخوض غمار نهائيات كأس أمم أفريقيا الماضية في الكاميرون، في قرار أثار الدهشة في أوساط الجماهير المغربية والصحافة.

وفي يوم 12 يناير/كانون الثاني 2021، وفي أولى معارك المغرب في أمم أفريقيا، ارتدى أوناحي قميص منتخب بلاده لأول مرة في مسيرته الكروية، ولتتوالى بعدها مشاركاته، ويصبح ركيزة أساسية في صفوف المنتخب المغربي مع المدرب وليد الركراكي.

عقب انتهاء كأس العالم 2022، نشر موقع “فوت ميركاتو”، المتخصص في سوق الانتقالات، أن أوناحي أثار فضول العديد من الأندية الأوروبية وعلى رأسها نادي برشلونة. وأشار الموقع الإيطالي إلى أن مستوى أوناحي أمام إسبانيا أثار إعجاب العالم بأسره، حيث قطع ما يقرب من 15 كيلومتراً في هذه المباراة، ما جعله تحت رادار الفريق الكتالوني. وبخلاف برشلونة كشف الموقع المتخصص في سوق الانتقالات أن أوناحي، البالغ من العمر 22 عاماً، يخضع لمراقبة ناديين إيطاليين كبيرين ونادٍ فرنسي كبير، وبالفعل انتقل أوناحي إلى نادي مارسيليا الفرنسي.

لكن تعرّض المغربي لإصابة خلال المباراة التي فاز فيها أسود الأطلس على البرازيل 2-1، في مارس/آذار 2023، أبعدته عن الملاعب حتى نهاية الموسم الرياضي، وعاد بعد ذلك ابتداء من الموسم الجاري (2023-2024).

شهادة إنريكي في أوناحي

كان عز الدين أوناحي قد نال تقدير مدرب المنتخب الإسباني لويس إنريكي، بعد مباراة المغرب وإسبانيا في كأس العالم 2022، إذ قال عنه: “أكثر من فاجأني هو اللاعب رقم ثمانية، وآسف لأنني لا أعرف اسمه، يا إلهي! من أين أتى هذا الفتى! كان يلعب بطريقة رائعة، ولم يتوقف عن الركض قط، فاجأني بمستواه الرائع”.

ولم تكن تصريحات مدرب منتخب “لاروخا” في حق عز الدين أوناحي سوى تأكيد لقيمته الفنية وعطائه الغزير في مباراة ثمن النهائي.