قدّمت كلريز كهرمان، النائبة النيوزيلندية، إيرانية الأصل، عن حزب الخضر، والمتحدثة الرسمية باسم وزارة العدل والشؤون الخارجية، استقالتها من البرلمان النيوزيلندي، بعد نشر وسائل الإعلام المحلية لقطات رصدتها كاميرا المراقبة لارتكابها وقائع سرقة عدة مرات من متاجر راقية.
ونشرت صحيفة نيوزيلند هيرالد، الثلاثاء، لقطات من كاميرات مراقبة لكهرمان (42 عاماً) وهي تسرق حقيبة يد من متجر في أوكلاند، وقد وجّهت النائبة إثر ذلك اعتذاراً علنياً لمنتخبيها، ذاكرة أنها ليست في موقف يسمح لها بشرح ما حصل، ولكنها لم تكن على ما يرام نفسياً، معترفة بأنها “خيَّبت آمالهم”.
“بعد خضوعي للتقييم الطبي، فهمت أنني لست على ما يرام”
قالت غولريز كهرمان، في بيانها الذي أصدرته تعليقاً على الاتهامات الموجهة إليها: “ليس هذا تصرفاً بوسعي شرحه؛ لأنه ليس منطقياً بأي طريقة من الطرق، وبعد خضوعي للتقييم الطبي، فهمت أنني لست على ما يرام”.
وأضافت: “يعتبر أخصائي الصحة النفسية الذي أزوره أن تصرفي هذا مرتبط بالأحداث الأخيرة التي أدت إلى تزايد الضغط النفسي بشكلٍ كبير، وبصدمة سابقة غير معترف بها ولم تُعالج”.
وشددت على أن غايتها من الاعتذار ليست تبرير السرقة أو تنصلها من التهم الموجهة إليها بالاختباء خلف مشكلات الصحة النفسية التي تعاني منها، معتبرة أن “أفضل ما يمكن فعله للعناية بصحتي العقلية هو الاستقالة من منصبي كعضوة في البرلمان، والتركيز على التعافي وإيجاد طرق أخرى للعمل من أجل التغيير الإيجابي في العالم”.
مؤكدة في البيان نفسه تحمّلها المسؤولية الكاملة عن أفعالها التي “تأسف بعمقٍ على ارتكابها”.
ومتوجهة إلى منتخبيها أفادت كهرمان: “لقد دفعني ذلك إلى التصرف بأساليب بعيدة كل البعد من شخصيتي. لا أحاول تبرير تصرفاتي، ولكنني أريد شرح ما حصل. يحق للناس أن يتوقعوا أعلى معايير السلوكيات من ممثليهم المنتخبين. لقد خيَّبت آمالهم، وأنا آسفة لذلك”.
اتهامات سابقة للنائبة النيوزيلندية بالسرقة
وبحسب موقع OTAGO DAILY TIMES تعود الاتهامات بالسرقة ضد النائبة البالغة من العمر 43 عاماً، إلى تورطها في اختلاس عديد المتاجر خلال فترة الأعياد، منها متجر العلامات الفاخرة “سكوتيز بوتيك” في منطقة أوكلاند، إحدى ضواحي بونسونبي.
وفيما كشفت الشرطة عن قيامها بالتحقيق في تلك الادعاءات، بيد أنها لم تتمكن من تحديد هويات الأفراد المتورطين بالسرقة في ذلك الوقت.
كما تقوم الشرطة حالياً بالتحقيق في تورط النائبة كهرمان في سرقة من متجر آخر في ويلينغتون يُدعى “كريايتيف ووركس”، المتخصص في بيع السلع الفاخرة، وفق المصدر نفسه، حيث أُفيد للشرطة بأن المتجر أرسل رسالة إلكترونية إلى مؤسسات أخرى، يشير فيها إلى اعتقاده أن النائبة كهرمان كانت موجودة في المكان خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
حزب الخضر يقبل استقالة البرلمانية كهرمان
ورداً على جميع هذه الاتهامات قامت ماراما دافيدسون، زعيمة حزب الخضر، بعقد مؤتمر صحفي بعد أيامٍ من التزام الصمت، صرّحت فيه بقبول استقالة كهرمان، مشيراً إلى أن “المحاسبة مهمة”.
وأضافت دافيدسون: “من المهم أن نفهم أن النواب هم في النهاية بشر”، معتبرة أن قيام النائبة بفعل السرقة ستترتب عنه حتماً تداعيات. وذكرت أنها “تتعاطف كثيراً مع واقع أنها أقرّت بنفسها بأنها تعيش حالة من الاضطراب العقلي”.
وختمت قولها بعلمها بأنه “سيقوم كثيرون بتوجيه انتقادات إلينا حول كيفية تعاطينا مع هذه المسألة، ولكن ذلك لا يغيّر النتيجة. في نهاية المطاف، هي تتحمّل مسؤولية أفعالها، وتسعى للحصول على المساعدة”.
يُذكر أن كهرمان هي محامية حقوقية إيرانية المولد، تلقت تعليمها في أكسفورد، ثم دخلت نيوزيلندا كأول لاجئة تؤدي اليمين كعضو في البرلمان، بعد أن وصلت إلى أوتياروا كطفلة، طالبة اللجوء مع عائلتها من إيران.
تم اختيارها كمرشحة على القائمة في يناير 2017، وفي الانتخابات العامة العام الماضي احتلت المرتبة السابعة بالنسبة لحزب الخضر.
وفي الآونة الأخيرة، تحدثت بصراحة عن الصراع بين إسرائيل وغزة، معتبرة أنه “تطهير عرقي”، ودعت زعماء العالم إلى الوقوف ضد الأعمال العسكرية الإسرائيلية التي وصفتها بأنها “جرائم ضد الإنسانية”.