عمر الجزائري – يلجأ الأطفال إلى اعتلاء الكنبايات او الطاولات والقفز من عليها او من السرير او إلى العبث بالكثير من الادوات المنزلية او ربما يحاول الوصول للمناطق البعيدة وصعبة الوصول عليه او الكثير من الأمثلة المشابهة التي قد يحدثها الأطفال، وان محاولة السيطرة على الأطفال للتوقف عن هذه الأفعال او الحد منها انه لـ بالأمرالشبه مستحيل حتى وان كان بطريقة العقوبات او الحرمان، فالطفل بطبيعته يحتاج إلى الحركة بشكل يومي، وان هذا النمط من الأطفال كثيري الحركة هو أفضل بكثير من الأطفال قليلي الحركة او الذين يجلسون على التلفاز او الهاتف ولا يتحركون وتعتبر محاولاتهم الحركة هي تفريغ للطاقة الموجودة داخل جسم الطفل والتي يجب صرفها وتوظيفها بشكلها الصحيح.
فعلى سبيل المثال لو اعتبرنا ان احداً من الافراد معه مبلغاً من المال وصرفه بطريقه عشوائية وفرداً آخر معه المبلغ نفسه وصرفه بطريقه صحيحة واستثمر به واستفاد منه على أكمل وجه، لو جئنا وضربنا نفس المثال على طفلين يمتلكون نفس القدرات احدهم يصرف طاقته البدنية بشكل عشوائي والآخر يصرفها بشكل منتظم وصحيح والفرق بين الطفلين هو عملية التخطيط والانتباه للاطفال لمحاولة استغلالواستثمار طاقاتهم بشكل سليم وصحيح وتوجيهها في سبيل تقوية جسد الطفل وحواسه وهذا ينعكس على مهاراته بشكل عام.
واصبحت حاجة الأطفال لاستغلال طاقاتهم بالشكل الصحيح حاجة ملحّة وكبيرة لما يواجهونه من صعوبات في حياتهم اليومية ولقضاء حوائجهم ولا سيما انه وفي السنوات الاخيرة اصبح هناك انتشار واسع للاجهزة الالكترونية والتي تعود على الأطفال بالتأثير السلبي وان من الأساليب الصحيحة والنماذج الإيجابية لتوظيف طاقات الأطفال واستغلالها بالشكل المناسب وجوده ضمن الحصص التدريبية الرياضية سواء كانتالفنون القتالية كالكيك بوكسنج او المواي تاي او حصص الرياضات الجماعية مثل كرة القدم او السلة او القدم او كرة اليد او حصص تدريبية لرياضات فردية مثل السباحة او التنس الارضي او الطاولة وبغض النظر عن نوع الرياضة فانها تعتبر الوسيلة الأفضل لتوظيف طاقات الأطفال واستخدامها بدلاً من صرفها على اللهو واللعب العشوائي او ما شابهه من هدر للطاقة على الهواتف والالعاب الالكترونية.
اذ تعود الحصص الرياضية على الطفل بالفائدة الكبيرة على كافة الجوانب سواء الجانب البدني والمهاري او الجانب الفكري والمعرفي او على الجانب النفسي الذاتي فهي تنمي مهاراته في الرياضة التي تدرب عليها وترفع من مستوى لياقته البدنية من سرعة وقوة ورشاقة وغيرها وتحسن من عمل القلب لدى الطفل وتحسين العمل الوظيفي لاجهزة الجسم وبالتالي ينعكس على صحته وأيضاً تعمل على تطوير المهارات الحياتيه لدى الطفل من عمل جماعي واتخاذ قرار وتواصل مع الاخرين وان يكون لديه تجارب في الحياة منذ صغره وتعمل التدريبات الرياضية على بناء الاصرار والعزيمة لدى الاطفال وغيرها من الصفات لما فيها من تحدي وطبيعة الفوز والخسارة بقوانينها.
لهذا يأتي حثُّنا الدائم والمستمر على تواجد الأطفال ضمن المجموعات التدريبية او التدريب بشكل فردي وذلك للفوائد الكبيرة التي تنعكس على الطفل ولأن بداخل الاطفال طاقات كبيرة يجب صرفها بمكانها الصحيح وعدم تركها تهدر بالخطأ.