اتسمت الصورة الاقتصادية للولايات المتحدة في الأعوام القليلة الماضية بسوق عمل فائقة القوة، إلا أن المؤشرات تظهر انخفاضا في عدد الوظائف المعروضة عبر الإنترنت وتباطؤ محتمل.
وانخفض إجمالي إعلانات الوظائف المنشورة على موقع التوظيف “إنديد” (Indeed) بأكثر من 15% مقارنة ببداية عام 2023، وفقا لبيانات تمت مشاركتها مع “سي أن أن” بواسطة، نيك بونكر، مدير الأبحاث الاقتصادية لأميركا الشمالية في إنديد.
وقال بونكر إن إعلانات الوظائف الجديدة، أو تلك التي كانت موجودة في الواقع لمدة 7 أيام أو أقل، انخفضت بنسبة 13.5% على أساس سنوي.
وبالمثل، شهدت شبكة LinkedIn، التي تجمع بيانات التوظيف من أكثر من 206 ملايين مستخدم أميركي، انخفاضا في التوظيف بين أواخر عام 2022 وأواخر عام 2023.
وسهل فائض الوظائف خلال السنوات القليلة الماضية على الأميركيين الانتقال من وظيفة إلى أخرى، والحصول على أجور وامتيازات أعلى مثل العمل عبر الإنترنت. ومع بداية العام الجديد، ربما نحصل تغييرات، وقد تتلاشى قدرة الموظفين على المطالبة بالعمل عبر الإنترنت.
وأشار بونكر إلى أن الوظائف المكتبية التقليدية تغلبت على أشغال أخرى ، وقال: “انخفضت إعلانات وظائف تطوير البرمجيات بنسبة 44.6% عن العام الماضي، في حين انخفضت إعلانات الوظائف المصرفية والمالية بنسبة 31.3%”.
ولفتت سي أن أن إلى أن إنديد ليس موقع الوظائف الوحيد عبر الإنترنت الذي تشير البيانات فيه إلى تباطؤ سوق العمل هذا العام.
وفي تقرير صدر، الأربعاء، قالت كبيرة الاقتصاديين في LinkedIn، كارين كيمبرو، إنه وفقًا لبيانات الموقع، انخفض التوظيف على LinkedIn في ديسمبر بنسبة 10٪ تقريبا على أساس سنوي.
وأضافت كيمبرو أنها تتوقع أن “تشتد” المنافسة على الوظائف بحلول عام 2024 مع تراجع وتيرة التوظيف.
وأشارت “سواء نظرنا إلى البيانات الرسمية للولايات المتحدة أو كندا أو أستراليا أو المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، فإن القصة هي نفسها، فقد انخفضت الوظائف الشاغرة في جميع المجالات ولا تظهر أي علامات على الزيادة”.
ولفتت سي أن أن إلى انخفاض الوظائف التي توفر فرصة العمل عبر الإنترنت، والتي ازدهرت خلال وباء كورونا.
ورغم ذلك، ووفقا لأحدث البيانات، يظل سوق العمل قويا، ففي الشهر الماضي، أضاف الاقتصاد الأميركي 216 ألف وظيفة، واستقر معدل البطالة عند 3.7%.
وفي المقابل، أعلنت بعض الشركات البارزة عن تسريح موظفين في بداية العام الجديد. هذا الشهر، قالت غوغل وأمازون إنهما تخططان لتسريح مئات العمال. وفي الأسبوع الماضي، أعلن سيتي غروب أيضا أنه سيسرح 20 ألف موظف خلال العامين المقبلين.
