يعيش الجيل الجديد من الشباب العرب في زمن مليء بالتحديات والتغييرات، ومن بين تلك التحديات تبرز قضية فلسطين كواحدة من أهم التحديات التي يواجهونها. يشهد الواقع الحالي استفحال “غسيل الأدمغة”، حيث تسعى بعض وسائل الإعلام العربية إلى تشويه الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية، مُنعكسا على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحاول ترسيخ ذلك في عقول وأدمغة مُستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب وذلك بتعريض حساباتهم وصفحاتهم للإغلاق ما إذا تضامنوا أو أبدوا بآرائهم حول القضية الفلسطينية، لإخافتهم وخلق جيل مهزوز بلا رأي ولا قضية ولا هدف.
الواقع في فلسطين يعكس صورة قاتمة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي ومواجهات دموية. القصف والقتل يستهدفون الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ في غزة. وفي هذا السياق، يُعد غسيل الأدمغة وسيلة فعّالة للتسيير عن الواقع القاسي.
الكثير من الشباب العرب يعيشون في خوف مستمر، خوفًا من الردود السلبية والانتقادات التي قد تواجههم إذا قاموا بالتضامن الفعّال مع الفلسطينيين. يرتبط هذا الخوف بالتصنيف الدولي للمقاومة في غزة ككيان إرهابي، مما يدفع بالبعض إلى التراجع عن التعبير عن مشاعرهم.
الشباب العربي يجد نفسه مشغولًا بالأمور السطحية، مثل متابعة وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة في التحديات على تيك توك. يُلهِي هذا الانشغال الشباب عن القضايا الإنسانية الهامة، ويُظهر غياب الوعي الحقيقي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
مشاهير السوشال ميديا والفنانين والرياضيين يعيشون تحت ضغوط كبيرة. هناك توجه للتحاشي عن الانخراط بشكل رسمي مع قضية فلسطين، خوفًا من خسارة جماهيرهم أو مواجهة انتقادات قد تؤثر على مسيرتهم المهنية.
مع كل هذه التحديات، يظهر الشجب الدولي والتضامن مع فلسطين كشعلة في الظلام. الشعوب والدول التي تقف بجانب الفلسطينيين تستحق التقدير، حيث يشكل الدعم الإنساني والسياسي عاملًا أساسيًا في تخفيف معاناتهم.
ختامًا.. يتطلب مواجهة غسيل الأدمغة العربية توعية وتفاعل فعّال مع الواقع. الشباب العرب يجب أن يعيدوا الانتباه إلى قضايا إنسانية مثل فلسطين، وأن يُعبّروا عن تضامنهم بشكل صادق، رغم كل التحديات والضغوط التي قد تواجههم.